نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا؛ نقلت فيه تصريحات آخر شقيق لتشي غيفارا؛ ما زال على قيد الحياة، وهو خوان مارتن غيفارا، البالغ من العمر 73 سنة؛ بمناسبة الذكرى الخمسين لوفاة الشخصية الثورية.
وفي هذا الحوار، أشار مارتن غيفارا دي لاسيرنا؛ إلى أن هناك العديد من الشائعات والأكاذيب حول رمز
الثورة الكوبية، الأرجنتيني الأصل.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن عائلة غيفارا التزمت الصمت ورفضت الحديث عن هذه الشخصية الثورية منذ وفاته في 9 تشرين الأول/ أكتوبر سنة 1967. وفي الوقت الذي يعتقد فيه الجميع أنه ليس لغيفارا إخوة على قيد الحياة، خرج شقيقه لكسر الصمت المخيم حول قصة أخيه وتاريخه الحافل بالنشاطات الثورية.
وأضافت الصحيفة أن خوان مارتن، أصغر إخوة غيفارا وآخرهم، حلل شخصية
تشي غيفارا من منظور تاريخي وعائلي، وتحدث عن حقيقة هذه الأسطورة. وفي هذا الإطار، دوّن شقيق غيفارا هذه المعلومات في كتابه "أخيتشي"، بالتعاون مع الصحافية الفرنسية آرمل فينسينت. وقد أبصر هذا الكتاب النور خلال سنة 2016.
وذكرت الصحيفة أن خوان مارتن غيفارا، كان شاهدا على انتصار الثورة الكوبية خلال سنة 1959، عندما كان مراهقا يبلغ من العمر 15 سنة. ومنذ ذلك التاريخ، لم يعد أخوه يلقب بأسماء مستعارة على غرار "أرنستيتو" أو "فوزر" أو "الخنزير". كما أنه بعد رحلات طالب الطب الأرجنتيني حول
أمريكا اللاتينية ولقائه بفيدل وراؤول كاسترو، أصبح يلقب باسم "تشي".
ونقلت الصحيفة عن شقيق تشي الأصغر، خلال حوارها معه في "بيت أمريكا" في العاصمة الإسبانية، قوله إن "تشي كان يتمتع بروح مرحة، وذكي وبارع. وكان يتميز بروح الدعابة السوداء".
وأكد خوان مارتن غيفارا على الطباع والروح الأرجنتينية لأخيه، وهو الجانب الذي يجهله الكثير حول أحد أبطال الثورة الكوبية. وأضاف أن "روح الدعابة التي يتميز بها هي نموذج عن الروح الأرجنتينية. كما أنه من محبي مشروب المتّة، ويحب الشواء أيضا".
وأوضحت الصحيفة أنه وفقا لرأي خوان مارتن غيفارا، فإن "شخصية تشي، لم تأخذ طابعا أسطوريا كما يجب، سواء في مسقط رأسه الأرجنتين أو في بلدان أمريكا اللاتينية الأخرى". ويفسر ذلك بأن "شخصية تشي ترمز إلى فكر ثوري، وهو جانب تتعامل معه الأرجنتين بتحفظ واحتراز".
وأوردت الصحيفة قول مارتن غيفارا، الذي أكد أن "أرنستو غيفارا هو أخوه البيولوجي، أما تشي فهو رفيق أفكاره". وكشف مارتن في حديثه أن "انتماء أرنستو (تشي) غيفارا إلى عائلته، لم يكن بالأمر السهل بالنسبة لجميع أفرادها في ظل حكم الأرجنتين من قبل نظام دكتاتوري". وخلال عصر الاختفاء القسري والتعذيب والقمع في الأرجنتين، قضى مارتن غيفارا ثماني سنوات في السجن بسبب الدفاع عن أفكار معارضة.
ونقلت الصحيفة أن والدة غيفارا، سيليا، كانت أيضا ضحية انتمائها لعائلة "غيفارا دي لاسيرنا". وخلال ذلك العصر، ألقي بالسيدة سيليا وراء القضبان، بعد تلقيها عدة تهديدات بالقتل. ومن بين الجوانب الأخرى التي دونها مارتن غيفارا في كتاب "أخي تشي"، أن "سيليا دي لا سيرنا كانت مصدرا أساسيا لإلهام ابنها وعنصرا داعما لحرب العصابات". في المقابل، كانت علاقة غيفارا بوالده متوترة نوعا ما.
وبينت الصحيفة أن مارتن غيفارا يرى أن "علاقته بأخيه "تشي"، أمر يتيح له الفرصة لترجمة ونقل ما قاله أخوه حرفيا، وما كان يفكر فيه". و"نظرا لجهل قصة غيفارا الحقيقية، والأكاذيب التي تحوم حوله، والجوانب المشوهة التي يروج لها حول غيفارا؛ قرر مارتن غيفارا كسر الصمت الذي التزمت به عائلته". كما أن هذه الخطوة ستساعده على نقل فكر الأسطورة الثورية ليصبح بذلك "وسيط تشي".
وقالت الصحيفة إن شقيق تشي غيفارا الأصغر، كان شاهدا على انتصار الثورة الكوبية، عندما تلقى دعوة لزيارة هافانا في سنة 1959. وفي هذا الإطار، أشار مارتن غيفارا إلى أن "الثورة الكوبية لا زالت تكتسي أهمية كبيرة، فهي تاريخ في حد ذاته". وأضاف مارتن أنه "على الشباب أن يتحمل مسؤولية تغيير العالم، الذي يزداد في كل مرة سوءا".