هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بينما يمضي قيس سعيد في طريق اللاعودة المليء بالأشواك بكثير من اللامبالاة بالأصوات المحذرة والناصحة والناقمة. إنه يواصل الطريق إلى جهنم.. ذلك الطريق المحفوف بالأخطار والمكاره والنهاية المريرة..!!
هدف أحمق ليس موجودا إلا في دماغه وأدمغة من يملون عليه إجراءاته، التي لا تنسجم مع تونس الثورة وتونس الأدمغة الفكرية والسياسية والثقافية، التي تنتظم المشهد الوطني بكثير من الفاعلية والدينامكية والوعي.
تبدو في الظاهر دولة العسكر دولة قوية متماسكة من ناحية الشكل، إلا أنها من الناحية الاجتماعية والمجتمعية هشة وضعيفة وغير متماسكة، تحمل في داخلها جذور الفرقة والانقسام، وقابليات الاستبداد والاستعباد
سيبقى فرحنا فردي، وحزننا جماعي، وقد بدت البلاد مهزومة في أنظمتها المتسلطة، والخراب سيظل محيطاً حتى يَبرق يوماً مشابهاً لآذار السوري، ويناير المصري، وفبراير التونسي، في لحظة مفاجئة من حيث لا يتوقع الطاغية والمحتل، وهي أيام أخبرنا التاريخ عن حتميتها المطلقة وعن تكرارها
بدأت الثورة عندما استطاع سعد أن يجعل من أزمة إلغاء اجتماع 31 كانون الثاني/ يناير؛ فرصة ودليلا عمليا على صدقية شعاره التاريخي "الحق.. فوق القوة"..
ما حدث في القصر يؤكد بأن قيس سعيد لا يختلف كثيرا عن الباجي قايد السبسي وابن علي في السماح للعائلة بالتدخل في مفاصل الحكم في كل صغيرة وكبيرة، حتى فيما يتعلق بمصير وطن وشعب يتضور جوعا، وهذا حال معظم الدول التي يحكمها العسكر، وخصوصا في وطننا المأزوم من الماء إلى الماء!
تفشل الأنظمة في إحداث تغيير عربي خارج إطار بيانات أكلها المستعمر وأحرقها المحتل، لكن يُصر النظام العربي على تقديم كل وسائل التغذية والدفء لعدو مجتمعات غارقة في آثام الطاغية العربي
بعد مرور 11 عاما على ذكرى 25 يناير (ثورتنا المجيدة) بالتمام والكمال، هؤلاء شركاء صناعة وإنتاج العنف بقصد وغير قصد فالنتيجة واحدة..
قيس سعيد ليس نسخة مكررة من زين العابدين بن علي؛ يختلف معه في أشياء عديدة، لكن مع ذلك، يبدو أن هناك من يدفع به نحو الوقوع في نفس المطب. هناك من يريد أن يحسم الخلاف بين الرئيس وخصومه عن طريق الحلول الاستثنائية..
لم يعد مصطلح "ثورة الجياع" متداولا اليوم، بل "ثورة المقهورين"؛ فالمصريون يفكرون في حياة آمنة ومجتمع نظيف وهواء نقي، بعد أن بات الإجرام والخوف يأتيهم من بين أيديهم وأسفل منهم، مرة من جهة النظام وقمعه وتجاوزاته التي بلغت حدا لا يطاق، ومرة من جهة المجرمين وقطاع الطرق..
زبائنه الأساسيين أجهزة استخباراتية منها عربية، ويباع للحكومات، التي تلقفت "الهدية" الإسرائيلية، للتنصت والتجسس على المعارضين ونشطاء المجتمع المدني، وتوسع ليشمل التجسس على حلفاء الحكومات أيضا.
إنه عام القلق، الذي قد يتحول إلى عام الغضب!
سيجمع قيس سعيد كل السلطات في يده كما فعل السيسي، لكنه لن يصمد طويلا.
ارحل يا سيسي ليس مجرد هاشتاج يغرد به ملايين المصريين حول العالم مطالبين الجنرال الأسوأ في تاريخ البلاد؛ في ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان بالرحيل عن منصبه والتوقف عن سياساته القمعية بحق المصريين، وإنما هو تجسيد لواقع أليم يعاني منه الشعب المصري
مواجهة الانقلاب ستكون بلا أي أفق استراتيجي - حتى لو سقط الرئيس ومشروعه - ما لم يشتغل الديمقراطيون الحقيقيون على فهم أسباب فشل الانتقال الديمقراطي في المستوى السياسي، وبالتبعية في المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وما لم يحددوا بكل وضوح وبلا مجاملة مسؤولية مختلف الفرقاء في ذلك
غريبا استبعاد ما تردد حول استبعاد كتب نجيب محفوظ من مكتبات هيئة قصور الثقافة، إن صح الخبر وحتى لو لم يصح، فالواقع يشهد بتجميد الحراك الثقافي والأدبي وممارسة الإقصاء لكل صاحب رأي مخالف، فكما تم إقصاء كل القامات الفكرية والإعلامية