هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فالعجيب بعد ذلك، أن يقدّم البعض إعادة اجترار الفهلوة الفتحاوية تفكيرا خارج الصندوق، مع أنّها تُجرّب فلسطينيا على الأقل منذ العام 1973، فهذه الفهلوة هي الصندوق الذي ننحشر فيه منذ 45 عاما على الأقل
هذا زمان يستأسد فيه السوقة والسفلة، بعد أن دهمتنا سحائب الخنوع والغفلة، وأصحاب العقول مقموعون، والجاهل الغرّ فرعون..
ما عاناه العالم العربي والإسلامي طيلة السنوات الأخيرة من انتشار التطرف والعنف لا تزال آثاره جاثمة على كل مجتمعات المنطقة، وإن التخلص من تنظيم داعش وأمثاله من خلال الحروب الأمنية والعسكرية لا ينهي الأزمات القائمة في هذه المجتمعات؛ التي تعاني من تشوهات فكرية وإنسانية واجتماعية..
فريق كهذا يليق به مشجعون كذاك، ومشير كذلك. وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ.
ورسالتي للشباب المهجر هنا، أن التهجير القسري الذي أعقب الثورات العربية وحالات الاحتراب العنيف في بلاد عربية متعددة؛ أمر مأساوي ولا شك، ولكن كل هذه الأزمات التي عصفت ببلادنا لا بد لها أن تكون نقطة تحول في تفكيرنا للمستقبل، نقطة ارتكاز لنا نحن الشباب للتفكير في الواقع والحال، والبحث عن مسارات الحلول
يُمكن رصد مؤشرات هذه الحال "الإلحادية" في سلوكيات فرديَّة وجماعيَّة تنظر إليها الغالبية باعتبارها شظايا غير مترابطة؛ لا تُعبر عن شيء أكبر أو قدر أعمق من الوحدة خلف التنوع
العرب اليوم يعيشون في عصر التراجع عن ثوابت الأمة، وأنه منذ ثلاثين سنة كان الهاجس الأساسي توحيد الأمة، اليوم تراجعت فكرة الوحدة العربية، والنظام الإقليمي العربي أي (جامعة الدول العربية) يلفظ أنفاسه
كل سنة تمر والفجوة المعرفية بين العرب وغيرهم من المجتمعات تزداد اتساعا وعمقا، علما بأن المعطيات الإحصائية والكمية عن حال المعرفة في البلاد العربية واضحة ومعروفة لدى صناع القرار، وشرائح واسعة من المجتمعات..
يعمل الاستبداد في بلادنا على جعل شعوبها شبيهة بالشعب الكوري الشمالي، فالفئة التي تنظر للمستبد في بلادنا نظرة قداسة ما زالت قليلة جداً مقارنة مع كوريا الشمالية، لذلك يجهد المستبد في بلادنا على زيادة نسبتهم؛ لأن ذلك الأمر الوحيد الذي يضمن استمرار حكمه
حركات الاحتجاج في البلاد العربية ما زالت متأرجحة بين رفع سقف احتجاجها، وتقديم تضحيات بشرية بالغة الأهمية، وإجهادها من أجل تغيير طبيعة نظمها السياسية، وممارسة نخبها
مسار الحرية لا بد من أن يسير من أسفل لأعلى، وليس العكس. أي أن الإيمان بحرية الأفراد وإعادة الثقة في أنفسهم هي البداية التي ستقود غالبا إلى تغيير ظروف معيشتهم ومن ثم طريقة حكمهم، وعندها سينتصر وعي الشعب على وعي النظام
هذه فترة استثنائية طارئة مهما طالت، وأعود وأكرر ما كان لها أن تحدث لولا هزيمة حزيران/ يونيو عام 1967 التي تجاهلتها وسائل الإعلام؛ لأن هذه الحالة صنعت على أعينها!
عبّر مصري من قرية محمد صلاح عن ألمه، لما حلَّ بكتف الفتى، وفجيعة الأمة وذلها، قائلاً، وفي صوته نحيب وبكاء: ليه يعملو كده بالواد اللي حيلتنا
من خلال كل ذلك، يمكن للمراقب أن يكون أكثر اطمئنانا من أن محاولة تشويه الوعي العربي لن تتحقق، وأنه رغم كل السنوات العجاف التي مر بها الوطن العربي، فإن الفجر آت، وإن النضال من أجل الحرية والديمقراطية ومقاومة الاحتلال سينتصر..
فبعد أن كان صراعا صفريا وجوديا؛ أصبح صراعا سياسيا، ثم أصبح أزمة سياسية، ثم تحول لبحث عن حل لأزمة الرهائن، وفي أقوال أخرى تحول لمشكلة العودة إلى الوطن