هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أظن أن موجة الربيع العربي الأولى قد فقدت زخمها واستفرغت من مضامينها التحررية بحيل سياسية غير منتجة لأي أفق؛ إلا إعادة تأبيد وضع الاغتراب والفقر والقمع بكل أدواته، لذلك أرى ضرورة العودة إلى الأسئلة الأولى
يمكن توحيد القضية العربية لتتجاوز الحدود السياسية المصطنعة، وتصبح قضية تحرير شاملة للإنسان العربي.. تحريره من أوهام راعي السلام الغربي، ومن خدمات الحكام الموظفين في الإدارات الغربية، ومن الخرافات السياسية التي تتحدث عن دساتير ومؤسسات دولة وقرارات وطنية
هذا العنف هل كل أسبابه اقتصادية؟ هل لهذا العنف أسباب أخرى؟ لماذا زاد العنف مع ازدياد معدلات النمو الحضاري والتقدم العلمي؟ اسئلة كثيرة حول العنف في الوطن العربي تظهر على البال والخاطر؟
ما بات ملاحظا ولافتا هو استبعادهم من أية مشاركة في القضايا الوطنية والمجتمعية الأخرى في غالب الدول العربية، ما يعني وفق مراقبين، أنهم باتوا يعيشون حالة من العزلة المجتمعية أقصتهم عن دوائر الفعل المؤثر، والحضور الفاعل، وهي حالة جديدة فُرضت عليهم بسلطان الدولة وطغيانها..
ليس للعرب الديمقراطيين إلا مواجهة مصيرهم بأنفسهم، ونقطة الانطلاق هي الإقرار بأن العدو الداخلي لا يعامل بالحسنى..
ليس مستغربا أن المنطقة العربية تتأثر بشكل كبير من تبعات الحرب الروسية الأوكرانية؛ نظرا لأنها تستورد -بحسب برنامج الغذاء العالمي- نحو 42 في المائة من احتياجاتها من القمح، و23 في المائة من احتياجاتها من الزيوت النباتية من كل من أوكرانيا وروسيا.
الذي يتعثر هو مشروع تحرير فلسطين من المشروع الصهيوني، والسبب انكشاف الصهيونية العربية في خندق المستعمر الإسرائيلي، وهو بعد جديد في الصراع
نجحت دولة الاحتلال فعلاً في جني ثمار مخططها بتحويل وجهة عداء دول عربية مهمة نحو إيران
ستستفيد من أموال البترول، وتزيد من تصدير الأسلحة والبرمجيات التجسّسية الى الأنظمة العربية، وتستغل التطبيع لتكسر حاجز عزلتها على المستوى الإسلامي. ولمّا كان هذا الوضع هو السائد، فمن الطبيعي أن تقود إسرائيل الدول العربية في نهاية المطاف
مشكلة الأمن الغذائي لم تعد مشكلة زراعية بقدر ما أصحبت مشكلة سياسية، لأن أزمة الغذاء تؤدي إلى ثورة الفقراء ضد أي نظام سياسي مهما كانت قوته
ثمّة اشتراك نسبي في تصوّر "إسرائيل" ثابت في الجغرافيا والعالم أيضاً، لا في سياسات المركز الغربي فحسب، ولا تبتعد عن ذلك رؤية الذات أيضاً، وإن تمايزت بين هذه الدول
كثير من المصريين -خاصة المناضلين الشرفاء في سبيل حرية وطنهم- نظروا بألم وشجن لمعاملة القاضي لقاتل معترف بجريمته، وما شاهدوه من حقوق للجاني لديه، ما ذكرهم بقضاة آخرين يستخفون بمتهمين أبرياء ينكرون الاتهامات الجنائية وإن اعترفوا بعدم موافقتهم للنظام..
أن هناك اختلافاً جوهرياً هذه المرة عن التجارب الأربع المذكورة أعلاه: أن مركز التحالف هو الكيان الصهيوني. لقد تعمقت الطرفية العربية لتتحول من كونها تجاه قطب عالمي هو الولايات المتحدة؛ إلى أن تصبح تجاه وكيلها الإقليمي المعتمد عليها وجوديا
إسرائيل والاستبداد العربي، حليفان مكملان للوظائف والمصالح الاستعمارية في المنطقة العربية
يكشف التحالف عن اهتراء عربي غير مسبوق، لا من حيث التخلي عن القضية الفلسطينية، بل من حيث التذيّل لـ"إسرائيل" من بعد التذيل التاريخي لأمريكا. لكن من الوارد أنّ الأمر ليس مغامرة بقدر ما هو مستند إلى ضمانات أمريكية، فالاصطفاف الكامل بالخندق الإسرائيلي يضع هذه الدول بصدارة المتصدين لأي صراع إسرائيلي..
الحقيقة أن هذا التحالف المشبوه هو وليد حالة الخوف والهلع والرعب التي دبت في أوصال الإمبريالية الأمريكية، والأنظمة التسلطية العربية، والمستعمرة الاستيطانية اليهودية، وهو يشير إلى حالة القلق الوجودي الذي ينتاب أطراف التحالف، وتنامي الشكوك وفقدان اليقين.