هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
إنه الفخ، ولقد وقعت فيه حركة النهضة الإسلامية برغبة في اجتناب معركة مبدئية
صوت البرلمان التونسي في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، بالأغلبية على منح الثقة لأعضاء الحكومة الجدد، وسط مقاطعة كتلة نداء تونس لجلسة التصويت واعتراض كتل حزبية معارضة..
إن قراءة بسيطة لتركيبة الحكومة ستجلعنا نقف على رسائل سياسية كثيرة يبعث بها رئيسها لأكثر من جهة في الداخل والخارج
دعا حزب حركة نداء تونس الخميس وزراءه إلى الانسحاب من الحكومة التي يرأسها يوسف الشاهد، في تصعيد خطير للأزمة السياسية في البلاد..
تهديد نداء تونس بأنه لن يسكت أمام ما يجري، وحديثه عن انقلاب سياسي أخطر من الانقلاب المسلح، يجعل التونسيين يحبسون أنفاسهم مما قد يقدم عليه رئيس الجمهورية وحزبه من ردود لا يعرف أحد غايتها ومنتهاها.
رحبت حركة "النهضة" التونسية، اليوم الثلاثاء، بالتعديل الحكومي الذي أعلنه رئيس الوزراء يوسف الشاهد، وقالت إنها ستصوت لمنح التشكيلة الجديدة الثقة في البرلمان..
هكذا وجد الغنوشي نفسه في موقع صعب، إذ في السياسة كم من تصريح يوقع صاحبه في مطب لن يخرج منه بسهولة. فالدبلوماسية سلاح ذو حدين؛ لأنها تحتاج من صاحبها أن يسير فوق حبل رقيق. وتبقى العبرة من وراء ذلك هي النتائج.. المستقبل وحده هو الكفيل بالإجابة
خطاباتهم تسعى إلى تحقيق النتيجة ذاتها، لكن بجملة سياسية "حداثية" توهم بعداء "التكفير"، وهي تحرص على تأبيد شروط إنتاجه، أو على الأقل تحرص على أن يظل عصيا عن التفسير والمواجهة، سواء أقصدت ذلك أم لم تقصد بخطاباتها الصدامية ومقترحاتها التشريعية، وبسعيها الدؤوب لاستثمار "الإرهاب" لضرب الانتقال الديمقراطي
في كل دول العالم يدفع التحدي الإرهابي الشعوب إلى التوحد في مواجهة الخطر، لكنه في تونس يكون مناسبة لمزيد من الانقسام والصراعات المنفلتة من عقالها
أدانت حركة النهضة التنسية التفجير الانتحاري الذي استهدف تجمعا لقوات الأمن بشارع الحبيب بروقيبة وسط العاصمة التونسية، داعية إبى الوحدة ودعم جهود الاستقرار.
تونس في حاجة ماسة لقيادة شجاعة ومتبصرة قادرة على نقل الحديث والفعل السياسي من مستنقع التدبير اليومي القصير النفس؛ إلى مستوى أعلى يفتح باب المستقبل. لقد بات جليا أن المنظومة الحاكمة قد استنفدت قدراتها، ولم يعد لديها ما تقدمه لشعب ثار وانتظر
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأحد، إن بلاده مقبله على مرحلة جديدة، عنوانها "النهضة الجديدة".
فيما لم تتحدد بعد معالم ثاني انتخابات رئاسية تشهدها تونس بعد الثورة، والمزمع إجراؤها في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، بدأت أصوات مرشحين محتملين ترتفع عبر المنابر الإعلامية، تلميحا أو تصريحا، لتعلن عن نيتها خوض هذا السباق الانتخابي باكرا.
كل هذا الهدر وهذا الفساد لا يراه اليسار التونسي.. ما يراه هو حركة النهضة.. ما يبحث عنه هو إلغاؤها واستئصالها من الوجود، حتى تخلو له الساحة ويعود لسيرته القديمة موظفا بالمناولة تحت جناح البورجوازية الحاكمة
نستبشر بتحديد الرئيس لموعد الانتخابات القادمة (2019)، بعد أسبوع نطرح سؤالا عن مستقبل التجربة برمتها. ليس في هذا تسرع في الحكم، بقدر ما هي علامات على هشاشة التجربة التي يمكن أن يعصف بها شخص أو تيار أقلي متطرف. التجربة هشة حتى الآن، والناس في ريب مما يجري ويقال
لا شك في أن أكبر متضرر من ذلك كله هو "الحقيقة" ذاتها، ولكن هل إن اليسار التونسي ما زال مشغولا بسؤال "الحقيقة" (معرفيا وسياسيا) بعد أن تخلى عن المحدد الثاني من محددات المثقف العضوي: "الانحياز لمن هم أسفل السلم الاجتماعي"؟