من سنن السياسة أن التحالفات والمحاور لا تبقى إلاّ بالقدر الذي تسمح به الظروف الإقليمية لها أن تستمر؛ فإذا ما تغيرت الموازين وصعدت قوة ذات منعة وسيادة كان لزاماً على الآخرين أن يعيدوا حساباتهم، فلا يمكن لقوتين سياسيتين متعاظمتين أن تستمرا في الحلف ذاته أو التجمع عينه.
لعل القائد الفلسطيني يتفرد بمجموعة من الصفات التي أهلته ليأخذ مكانة جاوزت في بعض الأحيان الأثر والمحيط الفلسطيني إلى الإطار القومي العربي بل والإسلامي! كل بحسب طبيعة فكرته وأصل منبعها وعمق أثرها في امتدادات القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين.
لا تزال الحياة البشرية تتطلب القادة، وما تزال الأمم تتخير في نفسها من يسوسها ويقوم على شأنها. هذه هي طبيعة الكيانات البشرية، بل لعل ذلك من نواميس الكون التي جبلت عليها الكائنات الحية؛ من يعقل منها ومن لا يعقل!
حادثة قتل المسلمين الثلاثة في أمريكا "ضياء شادي بركات" وزوجته "يسر محمد أبو صالحة" وشقيقتها "رزان"، شكّلت حالة صادمة للشعور العربي والإسلامي تجاه مستقبل وجودهم في بلاد الغرب من بعد عقود كان فيها السفر لتلك البلاد -بل والهجرة إليها- طموح ملايين العرب والمسلمين..
توالت مشاهد قطع الرؤوس على نحو استعراضي لا يراعي حرمة الدم ولا يرعوي لقدسية الإنسان التي جعلت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقف عندما مرت جنازة يهودي وقد مات على غير الإسلام- كرامة لكونه إنسانا..
جدلية الثورة والإصلاح من خلال النظام يبدو أنها لا تزال حاضرة بل تحتاج لمزيد من العرض والنقاش؛ فالثورات العربية التي انطلقت من تونس في 17 ديسمبر 2010 وتداعياتها الواضحة من خلال الثورة المضادة قد شكلت دافعاً لدراسة تلك الجدلية من جديد ولكن على بساط الواقعية التي تعني أن فرص التطبيق باتت أكبر ومستقبل ا