احتفل العالم بأسره أخيرا بيوم المرأة العالمي، لينصب اهتمام كل وسائل الإعلام وحقوق النساء والنقابات والأحزاب والدول بهذا اليوم المشهود. إحقاقا للحق، لا تزال المرأة في بلادي تعاني كثيرا، لجملة من الأسباب أظنها لا تخفى على ذي بال، غير أن هذا لا يعني أن نمرّ عليها من دون تعليق مختصر.
تصيبك حال من الأسى عندما يبرز بين الحين والآخر من يتلذذ بالتنصل من هويته العربية وثقافته، متنكرا لكل ماض مزدهر أو مستنير لها، بل ويحاول التقليل منه والسخرية، ملقيا بالتاريخ إلى أقرب هاوية.
استمعت لحوار قصير مع مديرة معهد العالم العربي في باريس سابقا، ابنة الراحل الأديب الكبير عابد خزندار، الدكتورة منى خزندار في إذاعة مونت كارلو، سألتها فيه المذيعة عن الثقافة في البحرين، فأثنت فيه على رئيسة هيئة الثقافة البحرينية مي آل خليفة ثناءً كبيرا، متحسرة ومتمنية لو أن في السعودية نساء بكفاءتها.
من رأى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن العراق، أيقن تماما أننا أمام استعمار جديد قادم وبقوة، فهو يتحدث ببساطة عن نيته ابتلاع نفط العراق، لأنهم في نظره لا يستحقونه، وهي ظاهرة خطرة كانت لا تقال سابقا إلا «همسا» خلف الأبواب المغلقة.
بحكم دراستنا (زوجتي وأنا) ومن ثم عملنا خارج المملكة استطعنا أن نحظى بفرصة لا تتوافر لأي شخصيْن سعودييْن، عدا المبتعثين طبعا، إذ إنها تقود السيارة ومعها ثلاث رخص، وهي أكثر براعة في القيادة بشهادة أبنائنا.
سألتْ زميلتنا المتألقة إيمان الحمود، مقدمة برنامج ساعة خليجية في إذاعة مونت كارلو، ضيفتها إيمان جوهر حياة (وهي أول خليجية تتزعم حزبا ليبراليا في الكويت): لماذا التيارات الليبرالية من دون تنظيم أو تخطيط أو شعبية، سواء في الكويت أم الخليج، قياسا بنظيراتها الدينية؟ فأجابت الضيفة بقولها: «لأن فئات ك
قال لي صديقي المسيحي: «ما الذي يحدث لكم أيها المسلمون؟ عنف في كل بقعة ينشط فيها الإسلام ويكثر فيها المسلمون، أحداث إرهاب في بلاد غير إسلامية ينفذها مسلمون، خطابات كراهية تتداول بين أئمتكم وعلماء دين مسلمين».
في السياسة كما في الرياضة أو الاقتصاد أو الفن أو غيره من النشاطات، يبرز ناشطون أكثر من غيرهم، ووسائل الإعلام تهتم ببعضهم بشغف مبالغ فيه، بينما قد توجّه سهام النقد إلى الآخر مهما كان إيجابيا، والعكس صحيح.
وكأنما تكر السبحة وتتكرر المواقف والمشاهد، ففي عام 1990 وبعد غزو الكويت أيد الراحل ياسر عرفات الرئيس العراقي صدام حسين، أو بالأصح اصطف إلى جانبه مضحياً بالدعم الخليجي اللامحدود، ولحسابات خاطئة قرأها اعتماداً على الزعيم الملهم آنذاك. الأمر الذي سبب شرخاً في العلاقة نستطيع أن نقول أنه ترمم بفعل السنين، ولأن الجناة هم من يحملون هم القضية الأنبل في عصرنا العربي الحديث.
ما هي مشاعر العرب ووجدانهم وهم يرون العصابة المحتلة تمزق أجساد الفلسطينيين، من دون تمييز بين نساء أو أطفال أو مدنيين، هذا مع توقع تصفية العسكريين كأمر مسلّم به؟