تؤشر الاعياد والاحتفالات والممناسبات التي تحييها الشعوب وطريقة الاحتفال الى المنسوب الحضاري الذي بلغته تلك الشعوب والى مستوى تنوع وثراء هويتها الوطنية وفي احيان اخرى تكون الاحتفالات حمالة لدلالات تاريخية وتعبيرا عن ارادة شعبية في النهوض والتطور والتحدي ..
أبناء وبنات حركة النهضة
إخواني الأكارم أخواتي الفضليات
أجرت حركتكم مؤتمرها العاشر الذي سيمثل منعرجا حاسما في تاريخها وتاريخ المنتظم الحزبي في أول ديموقراطية عربية ناشئة وبهذه المناسبة اسمحوا لي بتجلية النقاط التالية:
بعد أسابيع قليلة تعقد النهضة مؤتمرها العاشر والثاني في كنف العلنية. المؤتمر المرتقب لن يكون عاديا بكل المقاييس في ضوء انتظارات بسقف مرتفع من التونسيين عموما ومن النهضويين خصوصا بعد سنوات من المخاض الصعب والمتواصل.
تونس كما هي عطشى للحرية وها هي ترتوي منها.. هي عطشى للعدل وما زالت عطشى هي عطشى للمصالحة الوطنية الشاملة التي كانت شعارنا قبل الثورة وقد كنا في موقع الضحية فلماذا اختفت اليوم؟
تستشرف حركة النهضة مؤتمرا مفصليا في تاريخها باعتبار حجم القضايا والمراجعات المطروحة للنقاش والحسم خلاله وذلك تعبيرا على أن الحركة ليست متعالية أو مستغنية عن المراجعات الفكرية..
تسود فكرة خاطئة عن النظام السياسي في بلادنا أنه نظام برلماني. صحيح أن الأمر طرح مباشرة بعد إلغاء دستور 1959 ومفاده أن نظام الرئاسة المطلقة الذي حكم البلاد لستة عقود كان سببا رئيسيا لاستشراء الاستبداد والفساد..
ولدت الدولة الحديثة في بلادنا في أجواء انفصام كبير بين التيارين الرئيسين التحديثي والمحافظ، وصل إلى ما يشبه الحرب الأهلية التي انتهت بالحسم المادي لأحد التيارين..
كانت مساهمتي الأخيرة في برنامج إذاعي تركزت فيه الأسئلة على تصريحات رئيس الجمهورية التي هاجم فيها حكومات الترويكا واعتبرها هي والاسلام السياسي الذي حكم في نظره خلال السنوات الماضية مسؤولا عن الحالة الاقتصادية المتردية وعن استشراء آفة الإرهاب ؟؟
تقترب بلادنا بسرعة نحو تحقيق أمل راود التونسيين طويلا؛ وهو الدخول في العصر الديموقراطي الذي بدا لعقود طويلة أنه شديد الإغلاق أمام البلدان العربية، وتوشك بلادنا بعد أسبوعين أن تسجل اختراقا تاريخيا يرفعها إلى مصاف الدول المتحضرة التي يحكمها العقل لا الغريزة.
تقف البلاد على أبواب استحقاقين انتخابيين حاسمين من حيث التأهل لإرساء نظام ديموقراطي يقوم على مبدأ التداول السلمي على السلطة بما يرشح بلادنا لتسجيل سابقة في منطقة مازالت دولها تستعصي على الحكم الرشيد.
أغلق أمس باب الترشح للانتخابات الرئاسية بتقدم عشرات الشخصيات من مختلف المشارب الأيديولوجية والسياسية بعد أن اكتملت قبل أيام عملية تقديم القوائم وفرز القوائم المترشحة للبرلمان.. وبذلك تكون بلادنا قد قطعت خطوة معتبرة في اتجاه إنجاح هاذين الاستحقاقين الحاسمين في مسيرة الانتقال الديموقراطي التي أطلقتها ثورة الحرية والكرامة قبل أربع سنوات.
بعد اتضاح الرؤية حول مواعيد الانتخابات تستعد الطبقة السياسية بمختلف تنويعاتها وأحزابها لإعداد برامجها للمرحلة القادمة التي تستمر خمس سنوات لأول حكومة ورئيس منتخبين انتخابات عامة حرة وديموقراطية لفترة انتخابية كاملة.
نحن قوم لا توسط عندنا لنا ... الصدر دون العالمين أو القبر
كذلك أنشد الشاعر الجاهلي ليعبر عن عقلية هيمنت على أمة العرب في أوقات تخلفها ووصلت بهم إلى أن اقتربوا من إفناء بعضهم من أجل ناقة في حرب دامت عشرات السنين لولا أن تداركهم الله بالرحمة المهداة.