انتفض رئيس القسم على وجه خاص وكاد يقوم من فوق مقعده وهو يبتسم ابتسامة فهمت منها أنه يريدني أن استرسل؛ قائلا: لكني قرأت على بوابة السجن بالخارج أنه تم تشييده عام ١٨٨٦، وهو ما يعني أن من بناه هو الاحتلال التركي!!
في الذكرى الأولى لمذبحة المسجدين أو ما سمي بمذبحة "كرايستشيرش" في نيوزيلندا يجب أن نشيد بالدور النموذجي الذي قامت به رئيسة وزراء نيوزلندا "جاسيندا ارديرن" ووقفتها الحازمة والشجاعة في وجه المذبحة التي تعرض لها مسلمون في مسجدهم وهم يؤدون واجب الصلاة...
مع نسائم كانون الثاني/يناير التي عادت تهب من جديد محملة ببشريات الموجة الثانية للربيع العربي، أجد لزاما عليّ أن أتوجه لشبابنا وقطاعات شعبنا كافة، بضرورة استثمار ذكرى الثورة العطرة والتأهب، لإنقاذ بلادنا وشعبنا من الأوضاع السياسية الفاسدة التي أضرت بسمعة مصر ومكانتها.
كل ذلك لا يبرر هذا الفعل الشنيع وهذه الكبيرة الكبرى، فلقد أخطأ الشاب حين لم يواجه مشكلاته ويتصدى، ويقاوم ظروفه، وقرر الهرب من مصيره، وقرر إنهاء حياته.. لكن ما هي خطيئته إلى جوار خطايانا؟! وكيف ننظر إلى جنايته وننسى جرائمنا؟!
13 تشرين الأول/ أكتوبر 1981.. في هذا اليوم بدأ مبارك حكمه لمصر وبدأت فيه رحلة اعتقالي، لأبدأ أهم وأخطر رحلة تعرضت لها في حياتي، والتي انتهت في آذار/ مارس 2011 بعد خلع مبارك بشهر واحد، وبعد أن استغرقت نصف عمري.. لكن هل يمكن اعتبارها تجربة مفيدة؟
هذه الحالة تستدعي منا التصدي لها كما تستلزم مناقشتها، فهي حالة عابرة نشأت في ظروف عصيبة كان من المتوقع أن تمر بها منطقتنا ولا ينبغي بحال أن نستسلم لها. فالشعوب أكبر من الطغاة، وأقدر على استيعاب فرعنتهم وتحييد غشمهم
هكذا يمكن أن تتبين العلاقة الوطيدة بين يناير وأكتوبر فكلاهما انتصار للحرية والكرامة، بل إنه إذا كانت أكتوبر قد محت عار ست سنوات، فإن يناير قد محت عار قرون طويلة من الاستبداد والاستعباد. وإذا كانت أكتوبر قد حررت جزءا عزيزا من أرض مصر فإن يناير قد حررت كل مصر، بل حررت الماضي والحاضر كما حررت المستقبل
ليس بعيدا عن حالة الصراع المحموم الحالي بين الثورة والثورة المضادة؛ أن يتم النظر لإعادة بناء الجماعة الوطنية باعتبارها ضرورة واعتبار الهروب من التصدي لهذا الواجب كالتولي يوم الزحف، فهو دور تتعاظم قيمته كلما امتد الحكم العسكري لبلادنا، وكلما تمددت مساحات الديكتاتورية داخل ساحاتنا السياسية
كما يجب أن يكون معلوما أن النظام السياسي الذي لا يقوم إلا على القوة الأمنية والقبضة الحديدية؛ هو نظام هش بحسابات التاريخ والسياسة وموازين الدول، وذلك لأن الإحاطة الأمنية بالظواهر الإنسانية مهما توفرت لها كل الأدوات لن تستطيع أن تحصي التغيرات والمستجدات التي تطرأ على الشخصية الإنسانية
من الضروري أن نرصد أهم الانتقادات التي تم توجيهها للديمقراطيات الغربية؛ لكي نبني من خلالها نظرية نقدية عامة تساهم في بناء النظام الأفضل للكرامة الإنسانية، والقادر على الاستجابة لمتطلبات الناس ومشكلاتهم، والإجابة على أسئلة العصر والتحديات المتجددة
هذه مصر الدولة الغنية التي أذلوا أهلها بالفقر وعاش غالبية شعبها في ضنك مستمر، وكلما تطلع للراحة باغتته الحكومات المتعاقبة بضرورة شد الأحزمة والربط على البطون
لقد تم تعديل جوهر الخطاب السياسي اليوم قسرا ورغما عن النخبة ومن قلب الشارع، فقد أصبحت العربة خلف الحصان وصار من الواجب السير خلف الشارع وترديد خطاب الشعب والإنصات للصوت الصادر من الحواري والنجوع ومن داخل التكاتك.