سياسة عربية

سجناء وموتى يحصدون مئات الأصوات بانتخابات مصر (فيديو)

الانتخابات المصرية شهدت عزوفا كبيرا عن التصويت ـ الأناضول
كشفت الانتخابات المصرية، التي أُجريت مرحلتها الأولى يومي الأحد والاثنين، مفاجآت غير مسبوقة، بحصول مرشحين مسجونين في قضايا قتل، أو موتى، على مئات الأصوات، برغم أنها شهدت عزوفا شعبيا عريضا عن المشاركة فيها.

فقد أعلنت اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات بمحافظة البحيرة حصول المرشح، النائب السابق، مبروك محمد زعيتر، على أعلى الأصوات، وهو رقم 18 ألفا و472 صوتا من إجمالي أصوات الناخبين في الدائرة الأولى، ومقرها بندر ومركز دمنهور.

وجاء ذلك على الرغم من كون "زعيتر" مسلوب الحرية، بعد صدور حكم محكمة جنايات دمنهور في أيلول/ سبتمبر الماضي، بسجنه خمس سنوات، في قضية تحريض على القتل، وإحراز سلاح ناري.

وخلال حبسه الاحتياطي تقدم "زعيتر" من محبسه بأوراق الترشح لانتخابات مجلس النواب، وبالفعل تم إدراج اسمه بكشوف المرشحين.

ومن جهته، طالب المرشح أهالي دائرته بالتصويت له بكثافة، بزعم أن هذه الأصوات ستفيده عند نظر قضيته أمام محكمة النقض.

وانتشرت لافتات "زعيتر" في أنحاء الدائرة قبل أسبوع من انتخابات المرحلة الأولى، ولاقى تعاطفا من عدد من المواطنين، وطالب أنصاره مواطني البلدة بالتصويت له بدعوى أن ذلك "سيدفع السلطات للإفراج عنه".

لكن اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات، دافعت عن قرارها الخاطئ، وأعلنت الأربعاء، في بيان رسمي، أن ترشح "مبروك زعيتر" لانتخابات البرلمان، عن الدائرة الأولى بدمنهور، جاء بحكم محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية، "دائرة البحيرة"!

و386 صوتا لمرشح ميت

ويأتي التصويت لهذا المرشح المسجون في الانتخابات المصرية، بعد حصول مواطن على 386 صوتا بإحدى لجان محافظة المنيا، وذلك على الرغم من وفاته قبل قرابة أسبوعين في حادث سيارة.

وكان محمود خلف الله مهني، مرشح بندر المنيا، ومقرها قسم شرطة المنيا، الذي توفي في حادث سيارة قبل أسبوعين، قد حصل على 386 صوتا باللجنة رقم 13 بمدرسة الثانوية بنات بالمنيا.

وفوجئ الناخبون بدائرة بندر المنيا، بإدراج اسم "محمود خلف الله مهني"، كمرشح مستقل، وهو ابن قرية البرجاية، بين أسماء المرشحين بالدائرة، وعددهم 38 مرشحا، برغم وفاته.

وقال مصدر قضائي، إن المرشح توفي بعد إعلان الأسماء والكشوف والأرقام النهائية للمرشحين، معتبرا أن تصويت الناخبين للمرشح المتوفى لا يبطل الصوت الانتخابي.

وكان المرشح، وهو عضو برلماني عن دائرة بندر المنيا، مرشحا عن حزب السلام الديمقراطي، وحصل على رمز السيارة في الانتخابات، لكنه لقي مصرعه ونجله، في حادث مروري مروع، بالطريق الصحراوي الشرقي، في 4 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

ناخب في عداد الموتى

وعلى مستوى الناخبين فوجئ الناخب محمد نور، بأنه لا يحق له التصويت في الانتخابات البرلمانية، لأنه يُعتبر في عداد الموتى.

وقال الناخب إنه أرسل رسالة برقمه القومي لمعرفة لجنته الانتخابية التابع لها، فتفاجأ بأنه ليس له حق التصويت، مؤكدا أن نص الرسالة جاء كالتالي: "هذا الرقم غير مسجل بقاعدة بيانات الناخبين لوفاة صاحبه"، مشيرا إلى أن اللجنة العليا اعتبرته في عداد الموتى!

والموتى يصوتون في الغربية

على صعيد متصل، تقدم النائب السابق "محمود الشاذلي" عن دائرة بسيون بمحافظة الغربية، "ومرشح حزب الوفد، بدعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بطنطا ضد كل من: محافظ الغربية ووزير الداخلية ووزير الحكم المحلي ورئيس اللجنة العليا للانتخابات ورئيس اللجنة الفرعية للانتخابات بالغربية.

وطلب الشاذلي في دعواه بصفة مستعجلة، الحكم بإلغاء إعلان نتيجة الانتخابات الخاصة بدائرة بسيون، التي انتهت جولتها الأولى الاثنين، والمقرر خوض جولة الإعادة بها الأحد 5 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وإلغاء جولة الإعادة، نظرا للمخالفات التي شابت الجولة الأولى.

وأوضح الشاذلي في دعواه أن الجولة الأولى من الانتخابات التي خاضها للمنافسة على مقعد العمال بدائرة بسيون، ولم يفز بها، شابها عمليات تزوير تمثلت في اكتشاف خلل في كشوف الناخبين، وهو احتواؤها، في لجان انتخابية عدة، على أسماء أشخاص في تعداد الموتى منذ سنوات، إلا أن مرشحي الحزب الوطني قاموا باستغلال أصواتهم في الانتخابات عن طريق تسويد البطاقات الانتخابية.

وأرفق الشاذلي حافظة مستندات بالدعوى التي قدمها للمحكمة، ومنها عدد من شهادات الوفاة الخاصة ببعض الأصوات التي أدلت في الانتخابات بصوتها، وهو ما لا يتقبله عقل.

وطالب - في نهاية دعواه - بوقف إعلان نتيجة الانتخابات من قبل اللجنة العليا للانتخابات بالإضافة إلى إلغاء جولة الإعادة المبنية على نتائج باطلة بسبب التزوير في الانتخابات، وفق الدعوى.

انتخبت الحاج غريب.. الله يرحمه

ولم تقف طرائف الانتخابات المصرية عند تصويت الموتى.. إذ تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و"تويتر"، مقطع فيديو، لسيدة مسنة أدلت بصوتها الانتخابي بإحدى لجان الإسكندرية، وبسؤالها: "انتخبتي مين يا حاجة؟"، أجابت: "انتخبت الشيخ غريب.. الله يرحمه".

وأضافت السيدة، خلال مقطع "الفيديو": "وأنا إيش عرفني أنا انتخبت مين، أنا انتخبت لله"، على حد قولها.


ورأى مراقبون في الوقائع والحوادث السابقة مجرد عينة بسيطة من أخطاء الانتخابات المصرية، والعشوائية التي تحكمها، مشيرين إلى أن هذه الانتخابات، التي شهدت عزوفا كبيرا عن المشاركة فيها، لم يعرف كثيرون من الناخبين فيما انتخبوا، ولا مَن انتخبوا، بسبب تغير قانون الانتخابات، ونظامها.

وأضافوا أنه يفسر أيضا مشاركة المسنين والنساء بدرجة أعلى فيها عن بقية شرائح المجتمع المصري، إذ إنه كان يسهل حشدهم، وإغواؤهم بالوسائل المختلفة، سواء بالعصبية، أم المال، أم الهدايا، وحتى شراء الأصوات نفسها.