مقابلات

أجناد الشام لــ"عربي21": حاربنا داعش مبكرا لإدراكنا خطرهم

وائل علوان المتحدة باسم "أجناد الشام" - عربي21
قال المتحدث الرسمي للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وائل علوان إن تنظيم الدولة الإسلامية يمثل عدوا للشعب السوري تماما كما أن نظام الأسد عدو، مشيرا إلى أن "أجناد الشام" أدركوا مبكرا خطر التنظيم وحاربوه واستأصلوه من الغوطة الشرقية.

وقال علوان في حوار خاص مع "عربي21" إن معارك الزبداني التي "رسمت صورة الثورة" كانت محاولة من النظام السوري وحزب الله لصناعة انتصار لهم، إلا أنه اعترف بأن الزبداني تشكل منطقة استراتيجية هامة في سوريا بالنسبة لكافة الأطراف.

ويشير علوان إلى أن الثورة في سوريا سوف لن تنتهي إلا إذا تمكن الثوار من تأسيس دولة العدل والقانون والمساواة التي يتغنى بها كافة أطياف الشعب السوري ومكوناته. 

وفيما يلي النص الكامل للحوار:

• هنالك الكثير مِن يتنقد الفصائل في الغوطة الشرقية، وخاصة جيش الإسلام والقيادة الموحدة على عدم تقديمها الدعم للأهالي المحاصرين، ونعني خاصة المواد الغذائية والطبية اللازمة، بالرغم من تمكنكم من إدخال الأسلحة والعتاد وغيرها، ما ردك على ذلك؟ 

- بداية لا بد من الوقوف على إدانة المجرم الحقيقي الذي يحاصر أكثر من 500 ألف من أهل الغوطة الشرقية، في حصار مستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات متواصلة، ألا وهو المجرم "نظام الأسد" الحاقد وسط صمت دولي مخجل، و ما تستطيع المؤسسات العسكرية أو المدنية إدخاله من هنا وهناك وتحت رحمة تجار الدم الذين يستخدمهم النظام لا يسد حاجة أكثر من 10% من أهل الغوطة، وهذا ما يسبب ارتفاع الأسعار بشكل غير معقول وصل في بعض الأحيان إلى أكثر من أربعين ضعفا عن دمشق، ناهيك عن ضيق قطارة إدخال احتياجات الغوطة أمام المتطلبات الهائلة التي تحتاجها؛ فمن الحاجة إلى الغذاء واللباس والمحروقات إلى الحاجة إلى أدوات الإسعاف والأدوية أمام المجازر المروعة التي يرتكبها الأسد يوميا في الغوطة ومنذ أربع سنوات متواصلة. 


• ما هو الوضع على جبهات الغوطة الشرقية، وهل ستشهد الأيام القليلة القادمة معارك جديدة أو مفاجآت ما؟ 

- جميع المعارك الطاحنة التي شهدتها داريا والمعضمية وجوبر والمليحة وعدرا، هي معارك تكتيكية لم تحقق أهدافا استراتيجية كبيرة مثل كسر الحصار أو إسقاط النظام، وهذه المعارك لم تدرك ذلك بسبب الحصار الطويل الذي استنزف الكثير من تشكيلات الغوطة، أو لأنها معارك استطاع النظام فرضها من حيث الزمان والمكان وزج فيها جيوشا وأسرابا من المدرعات كما حصل في معركة المليحة، ومع ذلك فقد صمدت فصائل الغوطة بشكل أسطوري أمام هذه الهجمات الشرسة وكادت أن تكسر الحصار وترفع المعاناة عبر معارك طاحنة، لولا تدخل داعش لإنقاذ أهداف النظام كما حصل في معركة "الله أعلى وأجل". 


• بالانتقال إلى ملف القضاء في الغوطة، هل بالفعل القضاء الموحد مستقل، أم أن هناك فصائل معينة من تتحكم بقراره، وإلى أي حد تتعاونون معه؟

- القضاء في الغوطة الشرقية مستقل تماما و لا يتبع لأية جهة سياسية أو عسكرية  وعلى ذلك أسس، لكن إمكانيات القضاء المحدودة جعلته ضعيفا أمام تجاوزات الفصائل العسكرية لأحكامه ولا قوة للقضاء إلا بقوة تنفيذه لأحكامه، هذه القوة المرهونة في كثير من الأحيان بالفصائل العسكرية، وعلى رأسها جيش الإسلام الذي يمتلك الجهاز الأمني الأقوى في الغوطة الشرقية.
 وإن الوضع الأمني المعقد للغوطة الشرقية أمام اختراقات النظام و خلايا داعش سوغ لجيش الإسلام القيام بحملات مداهمة  واعتقالات دون الرجوع للقضاء في كثير منها، الأمر الذي أدى إلى استقالة القاضي العام للغوطة الشرقية اعتراضا على هذه التجاوزات، كما أدى إلى استيائنا، بعد تعهد الجميع مرارا و تكرارا بالانصياع للقضاء وإخضاع جميع الدوريات ومراكز التحقيق و السجون له. 


• ما رأيك بجيش الأمة، وهل هم بالفعل وراء أغلب الأحداث التي وقعت في الغوطة بما فيها الاغتيالات والمفخخات، وما مدى تورطهم مع قوات النظام؟

- جيش الأمة هو تجمع للعديد من القوى الثورية الشعبية، بغثها وسمينها، ومع قلة أو ندرة الكوادر والقيادات الواعية والمثقفة في صفوفه فقد ظهر فيه الفساد وانتشر، من السرقات والاتجار بالمخدرات، لا سيما بعض المجموعات فيه المرتبطة مع النظام والذي كان مصدر المخدرات لهذه المجموعات. 
أما موضوع المفخخات والاغتيالات فهو أمر أكبر من أن يتهم به جيش الأمة، فداعش ونظام الأسد المجرم هما المجهز والمحرض لمفخخات الغدر بأهل الغوطة. 


• بالنسبة للعمليات التي قمتم بها سابقا بقصف مواقع في دمشق، إلى أي حد حققت أهدافها، ولماذا توقفت مثل هذه العمليات؟ 

- عمليات قصف مواقع النظام في دمشق شكلت برنامج ردع، غير أن العملية كانت تتطلب الصواريخ حصرا من نوع كاتيوشا 107 وذلك لضمان دقة إصابة الأهداف الأمنية والعسكرية، مع تأكيدنا على تحييد المدنيين بشكل كامل عن الصراع وعدم استخدام القذائف عشوائية الإصابة، وقد شكلت هذه العمليات أثرها في الرد والردع، إلا أنها توقفت بسبب نقص الإمكانيات وقلة المواد لصناعة وتأمين المزيد من الصواريخ. 


• ما هو موقفكم من تنظيم الدولة الإسلامية وقتاله، وهل بالفعل انسحبت "ألوية الحبيب المصطفى" من الاتحاد بسبب قتال تنظيم الدولة؟ 

- داعش عدو للشعب السوري وثورته، وهو تنظيم يشارك النظام في الجرائم والإرهاب التي يرتكبها بحق الشعب السوري، وقد كنا شركاء لفصائل القيادة العسكرية الموحدة في قتال داعش في الغوطة الشرقية واستئصال شأفتها، على أننا نعلم أن قتالنا لهم في ذلك الوقت كان إدراكا باكرا لخطرهم ومكرهم، ولم تكن كل التشكيلات والفصائل جاهزة من الناحية الفكرية والمعنوية لقتالهم، فقتال داعش في أي مكان لم يظهر فيه خبثها وجرائمها يشكل فتنة لبعض المقاتلين، وهذا ما اضطر بعض التشكيلات للوقوف على الحياد والانسحاب من قتالهم بهدوء. 


• النظام شن هجوما كبيرا على مدينة الزبداني مؤخرا، ما هدف النظام من هذه المعركة، ولماذا الزبداني الآن تحديدا، وهل يمكنكم مساعدة الكتائب المقاتلة هناك؟ 

- لما تتمتع به الزبداني من الموقع الإستراتيجي الهام والذي يشرف على خطوط إمداد النظام من حزب الله الإرهابي في لبنان، ومع توافد التوابيت إلى الضاحية الجنوبية وتحطم أحقاد المليشيا الطائفية في الشمال والجنوب السوري، حاولوا اصطناع نصر واختاروا الزبداني التي أمطروها بحقدهم وإجرامهم بمئات الغارات والبراميل، وقد رسمت فصائل الزبداني بوحدتها وتراص صفوفها صورة الثورة التي خرج الشعب بها، ولم ندخر أي شيء نستطيع به مساعدتهم ودعمهم في صمودهم. 
 
• من برأيك المتهم بخطف الناشطين وعلى رأسهم رزان زيتونة، وألم تتكشف معلومات جديدة؟ 

- اختطافهم جريمة نكراء، وقد اهتم المجلس القضائي في الغوطة الشرقية بمتابعة بعض الخيوط والأدلة التي تتصل بهذه الجريمة، ولم يصدرعن القضاء أي تصريح بعد عن هذه القضية والتي ما تزال مفتوحة حتى اليوم مع غموضها وصعوبتها. 


• أخيرا كيف تنظر إلى مستقبل سوريا، وشكل الدولة المستقبلية؟ 

- سوريا المستقبل هي مستقبل شعب تعطش للحرية من قيود الاستبداد وينتظر شمس الدولة المبنية على الحق والعدل والقانون والتي يعمل فيها الجميع ويشترك في بنائها الجميع، وإن غنى المجتمع السوري بكل مكوناته وأطيافه يدعونا للتفاؤل بهذا المستقبل مستقبل سوريا الذي سيصنعه أبناؤها بسواعدهم الوطنية المضيئة.