مقابلات

ضابط في البيشمركة يتحدث لـ"عربي21" عن المعارك في كركوك

قوات البيشمركية الكردية في كركوك - أرشيفية
يسيطر تنظيم الدولة على مساحات شاسعة من محافظة التأميم العراقية، التي يطلق عليها التنظيم اسم "ولاية كركوك"، منذ عام تقريبا. وقبل أيام شن التنظيم هجوما على منطقة الفتحة شمال محافظة صلاح الدين، التي يعتبرها التنظيم تابعة لولاية كركوك، في الوقت الذي يخوض التنظيم معارك شرسة في محيط حقول عجيل وعلاس النفطية.

وفي حديث خاص لـ"عربي21"، قال سرمد الأتروشي، وهو أحد ضباط البيشمرگة الكردية، إن المعارك بين مليشيات الحشد الشعبي وتنظيم الدولة على أشدها، وأن التنظيم يتقدم دفاعا عن الحقول، كما أن هجومه على منطقة الفتحة كان استباقيا لقطع أي إمداد للحشد يتجه لمناطق المعركة.
 
وأضاف: "البيشمركة تخوض مع التنظيم حربا ذات طابع جغرافي أكثر منه انتصار وهزيمة، فالتنظيم كما يبدو لا يحاول التقدم باتجاه مناطق البيشمركة في كركوك حاليا؛ لانشغاله بالقتال ضد الحشد الشعبي في مناطق بعيدة عن معقله الأبرز، منطقة الحويجة الاستراتيجية".

وأوضح الضابط أن "حقول علاس وعجيل، شمال شرق تكريت، تبعد كثيرا عن منطقة الحويجة، لذا فإن التنظيم نجح في نقل معاركه بعيدا عن مركز ما يسميه ولاية كركوك، وهي الحويجة، كما أننا نركز في حربنا معه على الحويجة والرشاد الواقعة جنوب شرقها".
 
ويتابع الضابط الكردي حديثه مع "عربي21" بالقول: "في بداية سيطرته على الموصل، كان لنا مع التنظيم معارك طاحنة أوقفنا خلالها تقدمه، والتنظيم توقف عند مناطق ربما تكون حدودا لفترة زمنية، لكن الصراع قادم، ونحن أيضا لن نرضى أن يوجد كيان إرهابي مجاور لكردستان"، حسب تعبيره.

وعن سؤال لـ"عربي21" حول مدى التعاون بين البيشمرگة والحكومة العراقية، قال الأتروشي: "التعاون مع الحكومة العراقية اسمي فقط، فمن يسيطر على الأراضي المحررة من تنظيم الدولة هو الحشد الشعبي، والحكومة المركزية لا تملك سلطة عليه، ونحن بالتالي نتعامل مع كيان عسكري جديد وليس مع الحكومة".

وأضاف: "تحصل بعض الخلافات في بعض الجبهات أحيانا، إلا أننا بالعموم نملك جبهات منفصلة. فقتالنا مع الإرهاب يختلف مع قتالهم. فنحن نرى أن تنظيم الدولة هو تنظيم إرهابي وليس كل السنة، أما الحشد الشيعي ينظر إلى السنة كلهم كإرهابيين".

وقال الأتروشي: "بعدما دخل (الحشد) تكريت، رأى العالم ما فعله الحشد، ولذلك ينزح السنة باتجاه كردستان، وبعضهم يبقى تحت حكم تنظيم الدولة، أما الحشد فالكل يهرب منه"، حسب تعبيره.

وعن مدى قوة تنظيم الدولة في مناطق التماس مع البيشمرگة، يقول الضابط الكردي: "لا شك أن التنظيم يملك قدرات عسكرية كبيرة وخبرات عالية، لكننا نتعامل مع كل معركة وفق متطلباتها. فمثلا عندما يهاجمنا التنظيم نطلب مساعدة طيران التحالف الدولي لإيقاف تقدمه؛ لأن إيقاف المدرعات المفخخة التي يحيطها التنظيم بالشبك الحديدي صعب جدا، والتنظيم عندما يصمم على أخذ موقع يحاول بكل جهده، ويكون من الصعب إيقافه".

وحول وضع كركوك ومدى فاعلية طيران التحالف في الحد من خطورة تنظيم الدولة، قال الأتروشي: "خطر التنظيم ما زال قائما يتهدد كركوك المدينة، فعناصره يتواجدون داخل المدينة متخفين وينفذون عمليات تربك الأمن وتزعزع ثقة المواطن بالبيشمركة".

وقال: "فاعلية الطيران جيدة، لكن ليست كما يجب أن تكون عليه في مواجهات هكذا تنظيم ومقاتلين مدربين".

وتابع: "يحاول التنظيم الحفاظ على ثلاث أو أربع جبهات في كركوك لا أكثر، حتى يكون هو صاحب المبادرة والسيطرة. ولنا أوامرنا الصارمة بخصوص القتال، فنحن نعاني من نقص في التسليح، والتنظيم حصل على عتاد وأسلحة بكميات هائلة تؤهله للدخول في معركة يختارها أو تفرض عليه".
 
وعن الخسائر التي تعرضت لها البيشمركة، قال الضابط الكردي: "نقدم خسائر وتضحيات كبيرة، آخرها كان في منطقة الرشاد. لكن قضيتنا تستحق التضحية، ونرجو أن يقف العالم معنا، فنحن الآن لا ندافع عن كردستان فقط بل عن العراق ككل"، وفق قوله.

ويختم الضابط حديثه بالقول: نحن نواجه خطرا متناميا، وأتكلم من نظرة عسكرية. ونعلم أن التنظيم يملك قوة في كركوك مرتبطة بالموصل بخط الحويجة القيارة، وهذا لا يمثل خط إمداد سريع وسهل، لكن طيران التحالف يحاول الحد من وصول تعزيزات من الموصل للتنظيم".