صحافة إسرائيلية

محلل عسكري إسرائيلي يثير تساؤلات حول عملية الجولان

هرئيل: بقاء إسرائيل في حالة الضبابية عقب هجوم الجولان غير مفيد ـ هآرتس
قال المحلل العسكري بصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، الأربعاء، إن تهديدات حزب الله وإيران بالانتقام من إسرائيل لضحايا الهجوم الذي استهدف جنرالات إيرانيين وعناصر من حزب الله في الجولان، تنذر بأزمة أمنية جديدة. لهذا، فإن على أعضاء لجنة الخارجية والأمن الانتباه لتصرفات رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو ووزير حربه موشيه يعلون.
 
وأضاف هرئيل، أن من الأجدر  للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أن تتفرغ  للتداول في الأزمة الأمنية القادمة، المتمثلة بالتهديدات العلنية لإيران وحزب الله، بالانتقام لضحايا العملية المنسوبة لإسرائيل التي راح ضحيتها قادة من الحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الله، في هضبة الجولان.
 
وأشار إلى أنّ إسرائيل ما زالت ترفض بشكل رسمي الاتهامات الموجهة إليها في ما يتعلق بهذه العملية، ولكن الصحيفة المقربة من السلطة "إسرائيل اليوم"، أقرت في يوم الاثنين أن "قواتنا هاجمت خلية مخربين كبار في الجولان السوري". كما أن مراقبي الأمم المتحدة في لبنان أبلغوا عن طائرات إسرائيلية بدون طيار تجاوزت الحدود ودخلت إلى المناطق السورية وقامت بفتح النار.

وطالب أعضاء الكنيست بالاستناد إلى هذه المصادر، التوجه إلى رئيس الحكومة أو إلى وزير الدفاع بعدة أسئلة، هي:

هل مغنية كان الهدف لهذا الاغتيال أو أن منفذي العملية خططوا مسبقا للتعرض لحياة الجنرال الإيراني الذي سافر معه في القافلة؟ هل الاستخبارات العسكرية عرفت أن الجنرال كان هناك (أمس صرح رئيس الاستخبارات السابق ومرشح المعسكر الصهيوني لمنصب وزير الدفاع، عاموس يادلين، لصوت إسرائيل بأن: السؤال هو عما إذا كانت هناك طريقة أخرى لمنع هذه العملية المتدحرجة عندما علمنا عن وجود الإيراني في القافلة)؟
 
وأضاف هرئيل: "هل الربح المتوقع من اغتيال مغنية الشاب، الذي يُعدّ - بحكم وضعه العائلي - ليكون شخصية قوية في حزب الله، يزيد في الضرر المحتمل في حالة تدهور الوضع؟ هذا السؤال يتكرر بعد كل عملية اغتيال". 

ونوه إلى أنّه في حالة مغنية الأب الذي تمت تصفيته في 2008 كان الرد على هذا السؤال بالإيجاب، بسبب الضرر الذي لحق بالقدرة التنفيذية لحزب الله. وهكذا أيضا عندما تم اغتيال فتحي الشقاقي، رئيس منظمة الجهاد الإسلامي الذي اغتيل في مالطة في 1995. والنموذج المعاكس الآخر عندما تم اغتيال سكرتير عام حزب الله السابق عباس موسوي في 1992، حيث رد حزب الله وإيران بتفجير السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين بعد شهر، ودفعت هذه العملية إلى قمة القيادة بزعيم أكثر تشددا، هو حسن نصر الله.
 
وبحسب بعض التقارير في وسائل الإعلام الأجنبية، فقد قُتل في الهجوم 12 شخصا، نصفهم من الإيرانيين. فهل كانت النية المسبقة هي تصفية هذا العدد الكبير من الأشخاص؟ وفقا لهرئيل.
 
وقال إنه "من المعلوم أن مغنية فعّل في السنة الماضية خلية قامت ببضع عمليات ضد إسرائيل من الحدود السورية، فهل حدثت هذه العملية في الوقت الذي كان فيه القادة اللبنانيون والإيرانيون منشغلين في استعدادات متقدمة لعملية أخرى (تم إحباطها في هذا الهجوم)، أو أنه تم استغلال فرصة وجود دورية قادة بالقرب من الحدود؟".
 
ونوه إلى أنّ إسرائيل حافظت حتى اليوم على تدخل بسيط جدا في الحرب الأهلية السورية، وقيدت نشاطاتها (حسب مصادر أجنبيه) في الحالات التي تم فيها اجتياز الخطوط الحمراء، مثل إحباط محاولة نقل منظومات سلاح متقدمة من سوريا إلى حزب الله.
 
وتساءل: "هل تم الأخذ في الحسبان أن هذه العملية الصعبة التي صُفي فيها رجال حزب الله (وشخصية إيرانية كبيرة) ستؤدي إلى التصعيد على الحدود؟ هذا، علما بأنه يوم الخميس الماضي، صرح نصر الله بأن المقاومة ترى نفسها ملزمة بالرد على الهجمات الإسرائيلية، ليس فقط في لبنان بل أيضا في سوريا".
 
وأضاف أن نصر الله أعلن قبل سنة عن سياسات جديدة في الشمال، بموجبها ستضرب منظمته أهدافا إسرائيلية ردا على النشاطات الإسرائيلية ضدها وضد سوريا. 

وفي تشرين الأول الماضي بعد مقتل أحد عناصر حزب الله، وهو خبير متفجرات، في تفجير منشأة استخبارية مفخخة في الجنوب اللبناني، فجر حزب الله ردا على ذلك عبوتين ناسفتين في جبل دوف. وجُرح جنديان إسرائيليان بسبب هذه العبوات. 

ولكن في الجيش ادعوا أن هذه العملية تسببت في مقتل عدد كبير من المقاتلين. وتساءل هرئيل: "هل اجتمعت الحكومة في أعقاب هذه الحادثة للنقاش في تغيير طبيعة الرد لحزب الله (الذي كان مستعدا للمخاطرة بقتل جنود وإن أدى ذلك إلى تصعيد كبير)، وبضرورة الفحص المجدد للسياسات الإسرائيلية في الشمال؟".
 
وتساءل أيضا: "إلى أي درجة من الاستعداد بلغت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لمواجهة احتمالية نشوب الحرب التي يهدد فيها حزب الله بإطلاق عشرات آلاف الصواريخ والقذائف على المراكز السكانية؟هل يتطلب الأمر استعدادات مسبقة لاحتمالية كهذه، على الرغم من الإحساس بأن حزب الله يريد الامتناع عن الدخول في حرب شاملة؟ وما هي نوعية الخطط العملية للجيش ضد هذا التنظيم الشيعي؟".
 
ونوه إلى أنّه منذ عملية الاغتيال، والخصوم السياسيون لليكود يثيرون إمكانية أن يكون قرار الاغتيال له أبعاد سياسية أو أنه تم اتخاذه على خلفية الاعتبارات السياسية. وهذا الادعاء يصعب إثباته، لا سيما وأنه لا يمكن فصل السياسات الحزبية عن السياسة بشكل عام. ومن الواضح أن كل سياسي عندما يفكر بأي عمل أو خطوة معينة يأخذ في الحسبان مصالحه الشخصية. والمؤكد أنه في فترة الانتخابات التي نمر بها لا بد أن يكون نتنياهو ويعلون قد أخذا في الحسبان مثل هذه الادعاءات، وفقا لهرئيل.
 
وختم بالقول إن المداولات في سلسلة الأسئلة هي أمر لا بد منه في هذه المرحلة، لأنه إذا ما تجسدت هذه التهديدات الإيرانية واللبنانية من قبل حزب الله، فسينشأ هنا وضع أمني جديد قد يضع الحملة الانتخابية كلها في الهامش، على حد تعبيره.