صحافة دولية

الغارديان: ما تداعيات عملية حفتر العسكرية في طرابلس؟

الغارديان: عملية حفتر ستؤدي لموجات هجرة نحو أوروبا- تويتر

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحرر الشؤون الدبلوماسية باتريك وينتور، يقول فيه إن القتال في ليبيا قد يؤدي إلى أزمة مهاجرين.

وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن رئيس الوزراء الليبي فائز السراج، قوله إن مئات الآلاف من اللاجئين قد يفرون نحو أوروبا بسبب العملية العسكرية التي يقوم بها الجنرال خليفة حفتر

ويقول وينتور إن تصريحات رئيس حكومة الوفاق الوطني، الذي زعم أن حفتر خان الشعب الليبي، تعكس ما ورد من تقييم للمخابرات الإيطالية والحكومة الليبية، مشيرا إلى أنه من الواضح أنها من أجل تحذير دول الاتحاد الأوروبي من تأثيرات العملية العسكرية على الهجرة إلى أوروبا بسبب إطالة أمد الحرب الأهلية. 

وتشير الصحيفة إلى مخاوف من تحول ليبيا إلى "سوريا جديدة" والتشريد الذي تتسبب به الحرب الأهلية، لافتة إلى تصريحات السراج التي تحدث فيها لصحيفة "كوريرا ديلا سيرا"، قائلا: "نواجه حربا عدوانية سينتشر السرطان في منطقة المتوسط كلها وإيطاليا وأوروبا، ونحن بحاجة إلى أن نكون متحدين وصامدين لمنع الحرب العدوانية التي يشنها حفتر، الرجل الذي خان ليبيا والمجتمع الدولي". 

وأضاف السراج: "لا يوجد هنا 800 ألف مهاجر جاهزون للرحيل، بل سيرحل ليبيون من هذه الحرب، وفي جنوب ليبيا إرهابيو تنظيم الدولة، الذين قامت حكومة ليبيا بدعم من مدينة مصراتة بطردهم من مدينة سرت". 

ويورد التقرير نقلا عن السراج، قوله إن قوات حفتر المدعومة تقوم بمهاجمة البنى التحتية المدنية والطرقات والمدارس والبيوت والمطار والمنشآت الطبية، من سيارات الإسعاف والمستشفيات، و"يقول الجنرال حفتر إنه يهاجم الإرهابيين لكنه يضرب المدنيين"، وأضاف أن "فعل حفتر الغادر سيجلب الدمار على ليبيا والدول المجاورة، ولن تكون هناك مفاوضات لو لم يوقف هجماته ضد المدنيين وإن لم ينسحب". 

وينقل الكاتب عن رئيس الوزراء الإيطالي غويسبو كونتي، قوله بعد لقائه أنصارا للسراج، متحدثا عن حجم المشكلة: " يجب أن نمنع أزمة إنسانية ربما كانت مدمرة، وليس فقط لتداعياتها على إيطاليا والاتحاد الأوروبي، لكن لمصلحة الشعب الليبي". 

وتلفت الصحيفة إلى أن عمليات الهجرة إلى ليبيا انخفضت بشكل كبير بعد الاتفاقيات التي توصلت إليها الحكومة الإيطالية، مشيرة إلى أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إيطاليا، من كانون الثاني/ يناير و10 نيسان/ أبريل، لم يتجاوز 551 مهاجرا. 

ويورد التقرير نقلا عن منظمة الهجرة العالمية التابعة للأمم المتحدة، قولها إنه من الصعب توقع عدد المهاجرين الذين فروا من ليبيا وتوجهوا نحو أوروبا، وأضافت أن إيطاليا استقبلت 6 آلاف مهاجر شهريا حتى عام 2017، ما أدى لردة فعل سياسية عكسية، وبنى وزير الداخلية ماتيو سالفيني سمعته على التشدد في ملف الهجرة. 

وينوه وينتور إلى أن 147 شخصا قتلوا على الأقل، فيما جرح 614 آخرين منذ بداية الهجوم الذي شنه حفتر، لافتا إلى أن الهجمات شردت 18 ألف مدني.

وتبين الصحيفة أن المجتمع الدولي لا يزال منقسما بشأن التعامل مع الوضع الليبي، فيرى تحالف يضم السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وفرنسا، في حفتر مصدرا محتملا للاستقرار بعد سنوات من الحرب الأهلية، وتسلط هذه الدول الضوء على الدور الذي تؤديه المليشيات الإسلامية في طرابلس

 

ويفيد التقرير بأن المبعوث الدولي لليبيا غسان سلامة، رفض كلام حفتر، وقال إن الهجوم يشبه انقلابا وليس عملية مكافحة إرهاب، وتحدث سلامة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قائلا إن نزاع حفتر مع الحكومة في طرابلس بدأ منذ وقت طويل، قبل ثلاث أو أربع سنوات، بناء على منطق مكافحة الإرهاب.

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول سلامة: "ليس بالضرورة أنه يقوم على مكافحة الإرهاب.. من الواضح أنها محاولة للسيطرة على العاصمة التي يعيش فيها ثلث سكان البلاد، وكان هذا واضحا من خلال إصداره أمر باعتقال رئيس الوزراء السراج وغيره، وهو ما بدا وكأنه انقلاب لا مكافحة إرهاب".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)