صحافة دولية

وول ستريت: السعودية وعدت حفتر بتمويل حملته على طرابلس

وول ستريت: وعدت السعودية حفتر بتمويل عملية طرابلس بملايين الدولارات- جيتي

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن السعودية وعدت الجنرال خليفة حفتر بملايين الدولارات لتمويل عمليته ضد العاصمة طرابلس، التي جاءت قبل أيام من المحاولات الدولية لتوحيد البلاد.

 

وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن مسؤولين سعوديين، قولهم إن هذا العرض جاء في أثناء زيارة الجنرال إلى السعودية، التي كانت من بين اللقاءات التي أجراها حفتر مع مسؤولين أجانب في الأسابيع التي سبقت العملية التي أعلن عنها في 4 نيسان/ أبريل.

 

وتقول الصحيفة إن القوى الأجنبية، وبينها الولايات المتحدة، نظرت إلى حفتر، الذي تسيطر قواته على المنطقة الشرقية، على أنه مشارك مهم في مفاوضات السلام مع الأمم المتحدة، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي دعت فيه أمريكا والاتحاد الأوروبي حفتر لتجنب النزاع العسكري، فإن القوى الأخرى قدمت له السلاح والمال، ودعم آخرون حملته للسيطرة على المنشآت النفطية.

 

ويشير التقرير إلى أن الاتصالات الأجنبية، التي كان الهدف منها تحقيق السلام، أسهمت في تعزيز مكانة أمير الحرب، وقال المبعوث الأمريكي السابق لليبيا جوناثان واينر: "اعتقدوا أنه يدعم العملية الدبلوماسية، لكنه اعتقد أنه كان يبني قوته". 

 

وتذكر الصحيفة أن الحكومة السعودية رفضت التعليق على ما ورد في التقرير، والتمويل الذي قدم لحفتر، فيما قال مسؤول سعودي: "لقد كنا أسخياء معه"، مشيرة إلى أن متحدثا باسم حفتر لم يعلق على الدعم السعودي والاتصالات الأجنبية الأخرى. 

ويلفت التقرير إلى أن المعركة على طرابلس تعد آخر الاضطرابات التي أصابت البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011، حيث أدت الفوضى إلى بناء تنظيم الدولة مركز قوة له في البلاد، وفتحت المجال أمام تدفق المهاجرين إلى أوروبا، مشيرا إلى أن ليبيا تنقسم اليوم إلى حكومتين، واحدة تعترف بها الأمم المتحدة، والأخرى في الشرق متحالفة مع حفتر.

وتورد الصحيفة نقلا عن الخبير في شؤون ليبيا في المعهد الألماني لشؤون الأمن الدولي ولفرام لاتشر، قوله: "لم يكن حفتر قادرا على أداء الدور الذي يؤديه اليوم دون دعم أجنبي.. شهدت الأشهر القليلة الماضية ركوب الجميع في قطار حفتر". 

وينوه التقرير إلى أنه في اليوم الذي أعلن فيه الجنرال عن العملية كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش في طرابلس؛ للتحضير لمؤتمر المصالحة الوطنية المقرر عقده في 14 نيسان/ أبريل الحالي، وحاول إقناع حفتر بألا يشن الهجوم ورفض، وقال غويتريش إنه يترك البلاد بقلب ثقيل. 

 

وتفيد الصحيفة بأن زيارات المسؤولين الأجانب أصبحت متكررة مع تزايد تأثير حفتر، واستقبل حفتر قبل أيام وفدا من سفراء 13 دولة أوروبية والاتحاد الأوروبي، الذين طالبوه بعدم الهجوم، وفي اليوم التالي، في 27 آذار/ مارس، استقبل في الرياض، حيث التقى مع الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، إلى جانب وزير الداخلية ومدير الاستخبارات. 

وبحسب التقرير، فإن الحكومة السعودية لم ترد على أسئلة الصحيفة، لكن وزارة الخارجية السعودية أصدرت بعد أيام تغريدة، قالت فيها إن الملك سلمان أكد أهمية الأمن والاستقرار في ليبيا. 

 

وتشير الصحيفة إلى أن حفتر حظي بدعم من دول أخرى رأت فيه حاجزا ضد الإسلام السياسي، فقدمت له الإمارات ومصر غطاء جويا، بحسب لجنة في الأمم المتحدة، لافتة إلى أن مصر نفت، فيما لم تعلق الإمارات على وجود طائراتها في ليبيا. 

 

وينقل التقرير عن الأمريكيين، قولهم إن روسيا أرسلت أسلحة ومستشارين، وهو الأمر الذي نفاه الكرملين، مشيرا إلى أنه مع أن واشنطن دعمت منافسي حفتر، إلا أنها لم تستبعد أن يؤدي دورا في مستقبل ليبيا.

وتقول الصحيفة إن مستشار الأمن القومي جون بولتون اتصل بحفتر قبل أيام من الهجوم، وطالبه بالتوقف عن الهجوم، بحسب مسؤولين بارزين في الإدارة، وقال مسؤول: "أعتقد أنه بدأ الهجوم عندما تحدث معه بولتون"، وردت واشنطن بعد الهجوم بالشجب، فقال مايك بومبيو: "لا حل عسكريا للنزاع". 

 

ويفيد التقرير بأن حفتر لم يظهر أي نية للتخلي عن محاولاته، فقد شرد القتال أكثر من 6 آلاف شخص، وقتل 58 شخصا على الأقل، وجرح 275 شخصا آخرين. 

وتبين الصحيفة أن آمال حفتر بالدعم الأجنبي انتعشت، ففي عام 2016 أرسلت فرنسا قوات خاصة لمحاربة الإسلاميين في مدينة بنغازي إلى جانب قوات حفتر، فيما أرسلت روسيا حاملة طائرات إلى البحر المتوسط عام 2017 في إشارة للدعم، مشيرة إلى أن المراقبين يرون أن حفتر فسر الدعم الدولي المتزايد له على أنه دليل للشرعية.  

وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى قول لاتشر: "حفتر لا يريد أن يكون جزءا من الحل، لكنه يريد أن يكون هو الحل".

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)