صحافة إسرائيلية

انتقادات إسرائيلية لكشف سياسة التعتيم بشأن الهجمات على سوريا

ازدادت الهجمات الإسرائيلية على سوريا مؤخرا- جيتي

تواصل الحديث الإسرائيلي بشأن القصف الأخير على أهداف إيرانية داخل سوريا، وقد عمدت بعض الآراء إلى انتقاد إعلان الاعتراف الإسرائيلي بهذا القصف، كونه يعد خروجا عن السياسة المتبعة القاضية بفرض تعتيم دائم على أي عمليات قصف خارج الحدود.


إيهود باراك، رئيس الوزراء ووزير الحرب الأسبق، قال لصحيفة يديعوت أحرونوت إن "الثرثرة التي قام بها المسؤولون الإسرائيليون بشأن القصف الأخير سوف ترتد علينا بالصورة السلبية، وآمل ألا تكون مرتبطة بالانتخابات القادمة، لأن التسريبات والتفاصيل التي تخرج عن الدوائر الرسمية الإسرائيلية بشأن هذا الهجوم تضر بنا، وتجلب علينا المخاطر".

 

وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "الردع الإسرائيلي أمام أعدائها يأتي من الأفعال وليس الأقوال؛ لأن كثرة الحديث يعطي الإيرانيين الرموز الكافية لاستدراج إسرائيل إلى الشرك الذي تعده لها".

 

وختم بالقول إنني "أؤيد مواصلة الاغتيالات الموجهة، والعمليات الأمنية، دون المزيد من الأحاديث التي لا داعي لها، لأن كل ما يتم الحديث بشأنه ليس له قيمة استخبارية، فقط هو يضر بإسرائيل".

 

الجنرال غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، قال لصحيفة يديعوت أحرونوت إن "التسريبات الإسرائيلية عما يقوم به سلاح الجو في سوريا من شأنه أن يقلق الدب الروسي، لأن موسكو لا تحب مثل هذه الرسائل الإسرائيلية، وقد بات واضحا أننا في الأيام الأخيرة نتحدث بصورة أكثر من اللازم، لا سيما إن خرج الكلام من شخصيات سياسية رفيعة المستوى يكون لكلامها الكثير من التأثير، لكنها تبالغ كثيرا".

 

وأضاف في حوار مع صحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "هذه التصريحات لا تقدم شيئا إيجابيا للعمل العسكري الإسرائيلي في سوريا، أعتقد أن السياسة المتبعة خلال العامين الأخيرين بالنسبة للصمت السائد كانت جيدة وفعالة، ولا أجد ما يستلزم خرقها والخروج عنها".

 

وأوضح أن "التسريبات الإسرائيلية كفيلة بأن يرد الروس على ما يقوم به سلاح الجو في دمشق، فلاديمير بوتين يبدي تجاهنا صبرا نسبيا، وتوجد عليه ضغوط كبيرة من المؤسسة العسكرية الروسية، لأن جنرالاتها لا يرتاحون كثيرا للعمليات العسكرية الإسرائيلية في أجواء سوريا، ولو كنت محل صانع القرار الإسرائيلي لأبديت حذرا أكبر في عدم اجتياز الخطوط الحمراء".

 

يائير لابيد، زعيم حزب يوجد مستقبل المعارض، قال إن "إزالة الضبابية والغموض عن السلوك العسكري الإسرائيلي في سوريا، كما حصل في الأيام الأخيرة باعتراف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بمسؤولية إسرائيل عن هذا الهجوم، تفتقد للمسؤولية، وهو سلوك سيئ". 

 

وأضاف في لقاء مع القناة التلفزيونية 13، ترجمته "عربي21"، أنني "ما زلت داعما للعمليات الهجومية الجوية ضد التواجد الإيراني في سوريا، لكني في الوقت ذاته أرفض الكشف عن هذه العمليات، والاعتراف بها، ليس بسبب الإيرانيين الذين يعلمون أننا نهاجمهم، بل يسبب الروس الذين يزعجهم ذلك كثيرا". 

 

وختم بالقول إن "الاعتراف الإسرائيلي بالعمليات الهجومية في سوريا يجعل الروس يتهمون إسرائيل بتعقيد الوضع المعقد أصلا في سوريا، ويطالبوننا بالإبقاء على هذه السياسة الغامضة، ولكن بسبب الانتخابات ربما لا يقوى نتنياهو على الصمت كثيرا، وإبداء ضبط النفس، وهو ما يضر بأمن إسرائيل".  

 

الجنرال عاموس يادلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، قال لصحيفة معاريف، في حوار ترجمته "عربي21"، إن "الاعتراف الإسرائيلي لهذه العمليات الجوية في سوريا يضيق من حرية العمل، ويزيد من فرص التصعيد العسكري، لأن لدينا ثلاثة لاعبين في الساحة السورية: سوريا وإيران وحزب الله، وعدم الاعتراف يمنع العدو من الرد على إسرائيل".