ملفات وتقارير

توقعات بموجة عودة إلى سوريا.. ولاجئون يتحدثون لـ"عربي21"

هل تشجع الأوضاع في سوريا على العودة في ظل نظام الأسد؟ - جيتي

قالت الأمم المتحدة إن ربع مليون لاجئ سوري سيكون بإمكانهم العودة إلى ديارهم العام المقبل رغم العوائق الهائلة التي تواجه العائدين، وقال مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المقر الرئيسي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمين عوض: "نحن نتوقع أن يعود ما يصل إلى 250 ألف سوري إلى بلادهم في 2019".


وأبرز ما يخيف السوريين من العودة هو نظام الأسد على رأس القائمة، والخدمة العسكرية، وتدهور الأوضاع الأمنية، إلى جانب غلاء الأسعار الكبير، والوجود الإيراني في بعض المناطق.


وتحدثت "عربي21" إلى عدد من اللاجئين السورين في الأردن قال بعضهم إنه يرغب بالعودة، فيما قال آخرون إن الأوضاع الحالية في سوريا لا تشجع على العودة.


وتقول سهام (اسم مستعار) إنها ترغب في العودة إلى سوريا، وبناء بيتها المهدم من جديد، ولقاء أهلها وأصدقائها هناك.

 

اقرأ أيضا: نظام الأسد يمنع عودة لاجئين بلبنان لمناطق غيرّها ديموغرافيا

وأشارت سهام لـ"عربي21" إلى أن المنظمات العاملة في المخيم لا تشجع اللاجئين كثيرا على العودة، بل وتحذرهم أحيانا، إلا أن بعض من عاد من المخيم إلى سوريا طوعا، يشجع البعض على العودة، إلا أنه يحذر من بقي في الأردن بأن الأسعار هناك مرتفعة جدا.


وتنوي سهام التي تعمل في الخياطة بأنها تنوي العودة في العام المقبل، رغم أن بعض أولادها قد بلغ سن الخدمة العسكرية، التي يتخوف منها أغلب اللاجئون إلى سوريا.


وفي الصيف الماضي، قالت وزارة الدفاع الروسية إن موسكو ودمشق أقامتا مركزا في سوريا لمساعدة اللاجئين على العودة من الخارج.


وأشارت الوزارة إلى توفير أكثر من 300 ألف مكان في كافة أنحاء سوريا لاستقبال اللاجئين العائدين. كما ذكرت أن لجانا محلية تشكلت لتقييم البنية التحتية واحتياجات العائدين.


اللاجئ الثلاثيني، أبو حامد (اسم مستعار)، وهو لاجئ من درعا، ويعيش في محافظ إربد شمالا، ويعمل حدادا، فقال إنه لا ينوي العودة إلى سوريا خوفا من الخدمة العسكرية الإلزامية، وعدم استقرار الأوضاع الأمنية هناك.


ورغم أن وضع أبو حامد في الداخل، أفضل من وضع كثيرين، إذ أن بيته ودكانه ما يزالان موجدان حتى الآن، إلا أنه لا ينوى العودة، بحسب ما صرح لـ"عربي21".


وتقول سيدة سورية أخرى، فضلت عدم نشر اسمها، تقيم في العاصمة عمّان، إنها لن تعود إلى سوريا طالما أن بشار الأسد على رأس النظام هنا، لكونها خرجت هاربة من الاعتقال بسبب نشاطها الإنساني الذي كانت تمارسه مع النازحين من المدن التي ثارت على النظام.


وتقول السيدة التي تعمل في الأشغال اليدوية، لـ"عربي21" إن النظام السوري لا أمان له، حتى لو أعلن في وسائل الإعلام إنه سيعفو عن البعض، ويتصالح مع آخرين.


وأشارت إلى أن أوضاعها المادية جيدة، وإن عملها يدر عليها دخلا لا بأس به.

 

 

 


في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، كشف وزير لبناني أن نظام الأسد يرفض عودة عدد من اللاجئين السوريين في لبنان، على أسس طائفية وذلك في المناطق التي جرى تغييرها ديموغرافيا.


وقال وزير الدولة لشؤون النازحين، معين المرعبي، لصحيفة "الحياة" إن عائلات سنية رفضت السلطات السورية عودتها في القلمون الغربي والقصير وريفها، وأحللت مكانهم عائلات من أماكن أخرى.


وأشار إلى أن الذين عادوا من لبنان إلى أراضيهم في سوريا لا يتجاوزون الخمسة آلاف لاجئ سوري، مؤكدا أن بعضهم غير متشجع للعودة بسبب تواجد دخول حزب الله اللبناني على خط عودتهم.


رئيس مجلس العشائر السورية، إبراهيم الحريري، قال لـ"عربي21" إن السوريين المتواجدين في الأردن على سبيل المثال، لديهم تخوفات كبيرة من الرجوع إلى سوريا، مؤكدا أن بعض من عاد إلى سوريا اعتقل، أو اقتيد أبناؤه إلى الخدمة العسكرية.


وأشار إلى أن الكثير منهم يرغب في الرجوع لكن تصرفات نظام الأسد تثير مخاوفهم، ولا تشجع على العودة أبدا.

 

 

 


وتابع إن بعض من عاد إلى داخل سوريا، واستطاع التواصل مع أقاربه في الخارج، كان متخوفا في الحديث على الهاتف عن الأوضاع في الداخل خوفا من الاعتقال.


وأشار إلى أن كثيرا منهم لا يخرج من منزله، خصوصا في ساعات المساء، لكون البلاد تعيش حالة من الفوضى.


وعن أولئك الذين لم يشاركوا بالفعاليات المناهضة للنظام السوري، وليس لديهم أي نشاط سياسي، أكد الحريري أن أحد العائدين اعتقل دون أي تهمة، واضطر لدفع فدية كبيرة جدا مقابل الإفراج عنه.


وأكد الحريري أن دعاية النظام وحلفاءه بأن الأوضاع مهيأة للعودة، ما هي إلا مصيدة.


وعلى صعيد المخاوف أيضا، قال رئيس مجلس العشائر السورية، بأن أحد أكبر المخاوف عند اللاجئين من الجنوب السوري خصوصا، هو الوجود الإيراني، ومليشيات حزب الله، وما يخرج من أنباء عن حركة التشييع في الجنوب، ووجود بعض عناصر الحزب على المنفذ الحدودي مع الأردن.