صحافة دولية

هذا ما يفعله ملك السعودية ونجله لتجاوز قضية خاشقجي

الملك السعودي عمد إلى توزيع المساعدات على المناطق التي تمثل أهم قواعد دعم آل سعود؛ وهي الرياض والقصيم وحائل- جيتي

نشرت صحيفة" لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن محاولات بن سلمان من أجل النجاة من مأزق قضية خاشقجي.

 

وشملت مخططات بن سلمان المحافظات السعودية المعارضة وأيضا المحافل الدولية للتبييض صورته وإنقاذ عرشه الذي يطمح إلى تمديده إلى سنوات غير معدودة.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد مرور شهرين على مقتل الصحفي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، لا يبدو أن المشتبه فيه الأول في هذه القضية قد تأثر بموجة المعارضة داخل وخارج بلاده.

 

وفي ظل هذا الوضع، عمد القصر الملكي السعودي إلى دعم أميره الطموح عبر توزيع ملايين الدولارات من أجل ضمان ولاء البلاد له. 

وبينت الصحيفة أن تصريح أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الديمقراطيين والجمهوريين على حد السواء، بأن احتمال عدم تدخل بن سلمان في مقتل خاشقجي يعادل الصفر، قد جاء بعد أربعة أيام من بداية قمة العشرين في الأرجنتين.

 

ويعني هذا المعطى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد منحت هامشا كافيا من الوقت لبن سلمان من أجل إبقاء صورته بعيدة عن هذه الاتهامات الصريحة، على الأقل خلال جولته في طريقه إلى الأرجنتين. 


اقرأ أيضا :  مجتهد: رفع مستوى المرابطة بالحرس الملكي السعودي


وأضافت الصحيفة أن بن سلمان تجاوز اختبار قمة الأرجنتين "الصعب" بنجاح. وعلى الرغم من تجنب جميع قادة قمة العشرين التقاط صورة إلى جانب بن سلمان أو مصافحته، إلا أن مسؤولين غرار شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي، وأيضا إيمانويل ماكرون قد اجتمعوا بولي العهد السعودي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال قمة العشرين صافح بوتين بن سلمان بأسلوب "الزملاء القدامى"، ومن جهته ردّ ولي العهد السعودي "بحركة طفولية". وقد أثار هذا الموقف موجة من السخرية بسبب النفاق الذي ظهر في حركة بوتين.

وذكرت الصحيفة أن قادة قمة العشرين اعتبروا القرب من سلمان أمر مضر ومحفوف بالمخاطر؛ إلا أن ذلك لم يغيّر شيئا حيث حدد في ختام قمة بوينوس آيرس مكان قمة العشرين القادمة، التي ستكون في المملكة العربية السعودية.

 

أما المسألة التي لا زالت لم تحسم بعد، فتتمثل في بقاء بن سلمان في منصب الرجل القوي في المملكة من عدمه.

 

ولضمان ولاء المملكة لبن سلمان بذل القصر الملكي بقيادة الملك السعودي جهودا لتبييض صورته.

ونقلت الصحيفة أن الملك السعودي سارع "لصنع نهر من الأموال يعبر عددا من المحافظات في البلاد". ولإنقاذ ولي العهد، أنفق الملك سلمان حوالي 40 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية في ثلاث محافظات سعودية.   

وأضافت الصحيفة أن القصر الملكي روّج إلى أن هذه المشاريع ليست حديثة بل تعد جزءا من مخططات بن سلمان الاقتصادية، وحان الوقت للإعلان عنها.

 

ومن الواضح أن الملك السعودي قد أدى جولته داخل البلاد مصحوبا بعروض المشاريع التنموية للتأكد من دعم القبائل والقادة المحليين لولي العهد.

 

اقرأ أيضا :  بيلوسي: "CIA" ستطلع "النواب" على استنتاجات حول خاشقجي


وأوضحت الصحيفة أن مشاركة بن سلمان في الجولة الملكية في منطقة تبوك فقط أمر مثير للاهتمام. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه في هذا المجال تتمركز القاعدة الرئيسية للقوات الجوية السعودية.

في المقابل، لم تطأ قدما وزير الدفاع السعودي محافظة القصيم على الرغم من احتكارها حصة الأسد من المشاريع التنموية المعلن عنها مؤخرا.

 

وعلى وجه الخصوص، حظيت القصيم بقيمة 22.6 مليون دولار، وهي قيمة تفوق نصف الأموال التي وزعها الملك السعودي على أهم محافظات المملكة.

وأوردت الصحيفة أن الملك السعودي عمد إلى توزيع المساعدات على المناطق التي تمثل أهم قواعد دعم آل سعود؛ وهي الرياض والقصيم وحائل.

 

ولا تعد حائل مصدر قوة آل سعود فقط لأنها غنية بالموارد، بل هي أيضا مركز أسوأ معارضة ممكنة للعائلة المالكة السعودية.

وفي الختام، بينت الصحيفة أن بن سلمان نجح في احتواء الغضب داخل المملكة، كما أنه قادر على الاستمرار في الحكم والجلوس على طاولة المحافل الدولية الكبرى نظرا للوزن الاقتصادي الذي تمثله بلاده.

 

لكن، فشل بن سلمان في حشد الدعم الشعبي خارج بلاده على الرغم من استثماره العديد من الموارد من أجل تحسين صورته في الشارع العربي.