علوم وتكنولوجيا

ما هو سر فشل شركات الصناعات الروبوتية؟

نوهت المجلة إلى أنه رغم كل هذه الصعوبات التي تمر بها صناعة الروبوتات، إلا أن هذا لا يعني اندثارها- جيتي

نشرت مجلة "فوربس" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن الأسباب الحقيقية وراء فشل شركات الصناعات الروبوتية في العالم حيث أن هذه الصناعة باتت لا تجلب أرباحا كبيرة على الرغم من توجه الشركات الصناعية للاعتماد بشكل أكبر على الآلات.


وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العديد من شركات الصناعات الروبوتية في العالم قد اضطرت إلى غلق أبوابها في الآونة الأخيرة، على غرار شركة "رثينك روبوتكس"، وشركة "مايفيلد روبوتكس"، التي طورت الروبوت الاجتماعي "كيوري"، فضلا عن شركة "جيبو" المصنعة لأول روبوت عائلي، ويشير الانهيار المفاجئ لهذه الشركات الضخمة إلى أن مجال صناعة الروبوتات يمر بمشاكل عديدة.


وكشفت المجلة أنه على الرغم من تمكّن هذه الشركات من جمع مئات الملايين من الدولارات لتمويل وتطوير منتجاتها على مدى سنوات عديدة، إلا أنها اضطرت في نهاية المطاف إلى غلق أبوابها، وقد يطرح الأمر العديد من التساؤلات حول الأسباب التي تؤدي إلى فشل شركات الصناعات الروبوتية في تحقيق عائدات ربحية كبيرة، في الوقت التي توفر فيه عمليات التشغيل الآلي والتطبيقات التي تعتمد على خاصية التعرف على الوجوه مليارات الدولارات من الأرباح.


وذكرت المجلة أنه خلال السنوات القليلة الماضية، تمكنت الشركات التي تعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، ومجالات التكنولوجيا المعرفية، من ضخ مبالغ هامة في رأس المال الاستثماري. ووفقا لتقرير صادر عن "كي بي جي أم"، فقد تم الترفيع في رأس المال الاستثماري بقيمة حوالي 12 مليار دولار خلال سنة 2017، أي ما يزيد على ضعف الرقم المسجل خلال سنة 2016، والذي بلغ 5 مليارات دولار.


وقد شهدت قيمة رأس المال الاستثماري ارتفاعا كبيرا منذ سنة 2008، حيث كانت قيمة التمويل الإجمالي في مجال صناعة الذكاء الاصطناعي أقل من 200 مليون دولار. وبالتالي لسائل أن يسأل: كيف لمجال يعتمد على هذه المبالغ الضخمة أن يفشل في توفير أرباح؟ هل تكمن المعضلة في تقنية الذكاء الاصطناعي في حد ذاتها؟ أم أن المشكلة في الروبوتات التي يتم تصنيعها؟

 

اقرأ أيضا: هل تحدث الروبوتات العسكرية ثورة في الحروب المقبلة؟


وأضافت المجلة أن مهمة تصنيع الأجهزة المعدة من المعدن والالكترونيات وغيرها من البتات ذات الهندسة البشرية والتي تعمل بنفس الطريقة الهادفة والرائعة التي يمكن للأجسام البشرية القيام بها، صعبة. وبناء على ذلك، يعد تصنيع روبوتات لديها القدرة على القيام بمهام بشرية بسيطة، على غرار صعود السلالم والتزحلق على أعمدة المطافئ وتجميع المكونات المعقدة وإظهار البراعة التي يمتلكها معظم البشر، مهمة صعبة للغاية.


وتابعت المجلة أن صعوبة هذه المهمة تجعل أغلب الروبوتات تقتصر على القيام بمهام معينة في مجالات صناعية محددة، ويمكن جعل نطاق أنشطتها ومهارتها وقدرتها على التكيف ضيقا، حيث هناك الروبوتات الصناعية الثابتة التي تقوم بعمليات اللحام مثلا، والروبوتات شبه المستقلة التي تجوب ممرات المستشفيات وتنقل الإمدادات، أو الروبوتات الاجتماعية التي توفر نطاقا محدودا من التفاعل وأنشطة التسلية. ويبدو أن الروبوتات تقوم بمهامها بشكل جيد في الأدوار الموكلة إليها. لكن هذه القيود تجعلها أقل ذكاء مقارنة بأنواع أخرى من الروبوتات مع وجود اختلافات فيما يتعلق بأنظمة التشغيل الآلي وأداء المهام المتكررة.


كانت شركة "رثينك روبوتكس" تعمل على تطوير روبوتات تقوم بمساعدة البشر، من أجل كسر هذا القالب، والمعروفة باسم "كوبوت". فبدلاً من أن تكون هذه الروبوتات الصناعية مبرمجة الأهداف وتعمل في بيئات منعزلة، كان من المفترض أن تكون آلات مدربة وقابلة للتشغيل المرن التي يمكن تشغيلها على مقربة من البشر. وعلى الرغم من أن هذه الشركة كانت رائدة في مجال تصنيع هذا النوع من الروبوتات المستقلة التي لا تتطلب تدخلا بشريا كبيرا للقيام بمهامها، إلا أنها لم تكن الوحيدة القادرة على العمل في هذا المجال. فقد تعرضت لمنافسة شديدة من قبل العديد من الشركات المصنعة للروبوتات، على غرار "يونيفرسال روبوتس" وشركة "أي بي بي".


وأشارت المجلة إلى أن المعضلة الحقيقية في مجال صناعة الروبوتات تكمن في فشل الأبحاث في تحديد حاجيات السوق، مما ينجر عنه ابتكار منتجات لا تتأقلم مع متطلباته. علاوة على ذلك، فإن الشركات الرائدة تواجه سوق تنافسية كبيرة. لذلك، قرر المستثمرون في مجال صناعة الروبوتات أن حاجيات السوق هي المعيار الذي باتوا يعتمدونه لاستمرار تمويل هذه المشاريع.


في الختام، نوهت المجلة إلى أنه رغم كل هذه الصعوبات التي تمر بها صناعة الروبوتات، إلا أن هذا لا يعني اندثارها. فقد أصبح المستثمرون يولون أهمية أكبر لمتطلبات السوق، مما يشير إلى الدخول في مرحلة جديدة من عصر الذكاء الاصطناعي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالواقع الملموس لحاجيات السوق.