سياسة عربية

الريسوني: الاقتداء بتونس في المساواة بالإرث "إهانة للمغرب"

هاجم أحمد الريسوني الحادثيين المغاربة الذين دعوا إلى الاقتداء بتونس في مجال المساواة في الإرث- فيسبوك

هاجم العالم المقاصدي ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، الحداثيين المغاربة الذين دعوا إلى الاقتداء بتونس في مجال المساواة في الإرث، واصفا إياهم بـأنهم "أذناب السبسي" ومعتبرا دعوتهم لتقليد تونس "إهانة للمغرب".

وقال الريسوني في مقال نشره بموقعه الرسمي بعنوان "أذناب السبسي.. أو أذناب الأذناب"، إنه "في غضون الأيام والأسابيع الماضية قرأت لعدد من الحداثيين والحداثيات المغاربة تطلعهم وتمنيهم أن يقتدي المغرب بالنموذج التونسي، وبصفة خاصة أن يتبنى مبادرة الرئيس السبسي، الرامية إلى إلغاء نظام الإرث الإسلامي وإقرار المساواة الكاملة بين الورثة، على اعتبار أن الدولة التونسية الحديثة لا علاقة لها بالقرآن ولا بالشريعة، على حد قوله…".

وأشار إلى أن "بعض الحداثيات جدا تحمسن جدا، حتى تمنين لو كنَّ تونسيات. وتمنى أحد كبرائهم أن يحذو الملك محمد السادس – حفظه الله – حذْوَ الرئيس التونسي في مبادرته ومسعاه، فيلغي نظام المواريث الإسلامي ويعتمد نظاما تونسيا حداثيا".

 

اقرأ أيضاجدل بتونس بعد إعلان السبسي مبادرة تقر المساواة في الميراث

وتابع الريسوني: "ثم طلع علينا أخيرا أحد الكتاب الصحفيين التونسيين بتحليل – أو تكهن – يتوقع فيه أن يكون المغرب أول دولة إسلامية ستقتدي بتونس وتأخذ بتشريعها الجديد (وهو لم يولد بعد)، مبرزا أن تونس كانت دوما سباقة وقدوة في مثل هذه المبادرات الرائدة".

وأضاف: "فأما أن يكون بعض البئيسات والبؤساء المغاربة معجبين بالسبسي ومبادراته الرائدة عندهم، فهذا شأنهم وذلك مبلغهم.. ولكنّ العجب كل العجب هو حين يتمنون ويريدون للمغرب، ولملك المغرب أيضا، الاقتداء بالسبسي والاقتباس منه.  هم للأسف لم يتمنوا للمغرب وملكه الاقتداء بتونس وعلمائها، وإنما مرادهم الاقتداء بالسبسي تحديدا. تماما مثلما كانوا يدعون من قبل للاقتداء بسياسة بنعلي الاستئصالية".

وأكد العالم المقاصدي أن علماء الزيتونة وأساتذتها وقفوا صفا واحدا وكلمة واحدة ضد مبادرة السبسي، "ووقف أئمة المساجد وخطباؤها ضد هذه المبادرة وما ترمي إليه".

وسجل أن مختلف الجمعيات والمنظمات التونسية تخوض حملة متواصلة ضد المبادرة السبسية، "باستثناء أيتام بنعلي ووكلاء فرنسا"، وفق قوله.


وتابع: "فهذه هي تونس التي يمكن تقديرها والاقتداء بها في ما تسبق إليه من إنجازات: تونس العلماء، وتونس الزيتونة شقيقة القرويين، وتونس الشعب.. أما الاقتداء بالمفلسين الفاشلين، والتعلق بأذناب الأذناب، فهذه إهانة للمغرب".

وأوضح نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن "السبسي فشل هو وحزبه في محاربة الفساد الذي ينخر في كل المؤسسات والإدارات والخدمات الرسمية في تونس، وقد تضاعف مرات عديدة بعد الثورة التي كان هدفها الأول إسقاط  الفساد. وكذلك الشأن مع البطالة والفقر.. وفشلَ السبسيُّ وأصحابُه ليس فقط في تحسين وضعية الاقتصاد التونسي، بل حتى في وقف تدهوره ونزيفه المتواصل. وفشلوا إلى الآن في تنظيم أي انتخابات في موعدها، بل يلجأون دوما إلى التهرب والمماطلة، خوفا من أصوات الشعب وكلمته".

وقال إن "السبسي بعد أن رأى نفسه لم ينجح إلا في شيء واحد، هو تقسيم حزبه، يجرب الآن تقسيم التونسيين، وإشعال الصراع بينهم، وصرفهم عن مشاكلهم ومعاناتهم الحقيقية"، متسائلا باستغراب: "هذا هو من يريدون للمغرب أن يقتدي به؟!".

 

اقرأ أيضا"النهضة" تعلن موقفها من مبادرة السبسي للمساواة بالميراث