صحافة دولية

صحيفة روسية: تحالف أصدقاء بوتين يفوز بانتخابات إيطاليا

جيتي
نشرت صحيفة "إكسبرت" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن الانتخابات التي جرت مؤخرا في إيطاليا، بتاريخ الرابع من آذار/ مارس.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن نتائج هذه الانتخابات طرحت العديد من الفرضيات، كما أنها أثارت العديد من الشكوك حول انعدام سبل التنبؤ بمستقبل هذا البلد على جميع المستويات.

وأفادت الصحيفة أن نتائج التصويت النهائية تشارف على الظهور، إلا أنه وفقا للبيانات الأولية، تمكن تحالف اليمين المتطرف الذي يطلق عليه الغرب اسم "أصدقاء بوتين" من احتلال المرتبة الأولى بنسبة 37 بالمائة من مجمل الأصوات.

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني الذي يقود حزب "إيطاليا إلى الأمام"، يعتبر الوجه السياسي الأشهر في هذه الانتخابات، خاصة وأنه برز من طيات النسيان، في محاولة لإحداث فرق على مستوى المشهد السياسي الإيطالي. وعلى الرغم من ذلك، وخلافا للتنبؤات، لم يحقق حزب برلسكوني نتائج متقدمة، حيث كسب فقط ما بين 13 و14 بالمائة من مجموع الأصوات. من جانب آخر، حصد ماتيو سالفيني، زعيم حزب "رابطة الشمال" المتطرف 18 بالمائة من مجمل الأصوات.

وأوضحت الصحيفة أن الروس ليسوا مستائين على الإطلاق من هذه النتائج، بل على العكس. فعلى الرغم من أن ماتيو سالفيني لا يؤيد ببساطة استعادة العلاقات بين موسكو وبروكسل، إلا أنه يعترف بعودة شبه جزيرة القرم إلى موطنها الأصلي. من ناحية أخرى، يعتقد سالفيني أن الحياة في إيطاليا كانت لتكون أفضل لو حكمها بوتين.

وأوضحت الصحيفة أن المرتبة الثانية كانت من نصيب "حركة خمس نجوم"، التي حصدت 31 بالمائة من مجموع الأصوات. ووفقا للخبير الروسي أوليف بارابانوف، "تضم حركة خمس نجوم مجموعة من النشطاء المدنيين الذين ليس لديهم أي خبرة إدارية، فضلا عن أنهم يفتقرون لأي برنامج بناء". وتجدر الإشارة إلى أن مؤسس الحركة بيبي غريللو، قد أطلق حملته الانتخابية تحت شعار "اذهبوا إلى الجحيم"، في إشارة إلى الطبقة الفاسدة في صلب النظام.

وأشارت الصحيفة إلى أن تحالف اليسار المعتدل الذي يتزعمه الحزب الديمقراطي بقيادة رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي، قد جاء في المركز الثالث. وفي هذا الصدد، وصف ممثلو الحزب النتيجة بالهزيمة غير المستغربة نظرا لأنهم فقدوا نصف الناخبين تقريبا.

ونوهت الصحيفة إلى أن العديد من الخبراء قد تساءلوا حول ما سيكون عليه شكل الائتلاف الحاكم. ووفقا للبيانات الأولوية، لم يحصل أي من الأحزاب أو الكتل على الأغلبية البرلمانية. في هذا الشأن، بين الخبير والأستاذ ديمتري أوفيتسيروف- بيلسكي، أن "التحالف المطلوب لتشكيل أي حكومة يبدو مستحيل الوقوع إلى حد الآن".

وأفادت الصحيفة أن التحالف بين الأحزاب على أساس نتائج التصويت غير وارد. وفي الوقت ذاته، لا يمكن لليمين المتطرف أن يتحالف مع اليسار المعتدل. كما أن الديمقراطيين من جهتهم غير مستعدين للتحالف مع الانفصاليين على غرار "رابطة الشمال"، علما وأنه من غير سالفيني لا يمكن لائتلاف اليسار واليمين الحصول على الأغلبية. أما حركة الخمس، نجوم فتعد في عزلة تامة.

وأكدت الصحيفة أنه في حين يتم مناقشة هذه المسألة التي تثير اهتمام المراقبين حول العالم لمعرفة الأغلبية الحاكمة في البرلمان الإيطالي، تبدو روسيا سعيدة بهذه النتائج، خاصة وأن السياسيين والخبراء الروس يركزون على عودة سيلفيو برلسكوني. وفي حين أن حزبه كان الرابع من حيث عدد الأصوات التي حصدها حزبه، إلا أن ليونيد سلوتسكي رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما، يعتقد أنه مع هذا السياسي التقدمي لن يتغير مستقبل إيطاليا فقط، وإنما قد تتغير ملامح مستقبل أوروبا بأسرها.

وأفادت الصحيفة أن الجانب الأكثر أهمية من نتيجة الانتخابات يتمثل في آراء الفائزين. فمن الواضح أن إيطاليا لم تتجه فقط نحو الحركات اليمينية، على غرار بولندا، والنمسا، والعديد من بلدان الاتحاد الأوروبي، ولكن، نحو تبني توجهات سياسية مختلفة على حد السواء. علاوة على ذلك، لن تحدد السياسة الجديدة في إيطاليا فقط من خلال المنافسين التقليديين الاشتراكيين لليمين، ولكن أيضا عن طريق حركة خمس نجوم التي تعادي النظام الحاكم.

وأكدت الصحيفة أنه عند النظر إلى الاتجاهات السياسية المعادية للنظام، لا يقتصر الأمر على حركة خمس نجوم، ولكن اتضح أن 50 بالمائة من مواطني إيطاليا صوتوا ضد بقاء نظام الحكم الحالي.