صحافة دولية

واشنطن بوست: هل يوجه ترامب ضربة عسكرية جديدة لنظام الأسد؟

واشنطن بوست: إدارة ترامب فكرت بتوجيه ضربة للنظام السوري- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا، حول الخيارات المطروحة لدى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمعاقبة نظام بشار الأسد لاستخدامه غاز الكلور في هجماته ضد المدنيين.

 

ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن البيت الأبيض يفكر في شن عملية عسكرية ضد النظام السوري، وذلك عقب تقارير عن الهجمات الكيماوية، ما يزيد من احتمال شن هجوم أمريكي ثانٍ ضد نظام الأسد في أقل من عام.

 

وتقول الصحيفة إن الرئيس ترامب طلب من قادته البحث عن خيارات لمعاقبة نظام بشار الأسد عقب قيامه بالهجمات بغاز الكلور لسبع مرات هذا العام، وغير ذلك من العوامل الكيماوية ضد المدنيين في مناطق المعارضة، مشيرة إلى أن سكانا وعاملين في الفرق الطبية في الغوطة الشرقية وصفوا في شباط/ فبراير أعراضا مرتبطة بغاز الكلور، بالإضافة إلى وفاة طفل، بحسب ما قال العاملون في الفرق الطبية. 

 

ويشير التقرير إلى أن الرئيس ناقش عمليات محتملة في الأسبوع الماضي، في لقاء شارك فيه رئيس طاقم البيت الأبيض جون كيلي ومستشار الأمن القومي أتش آر ماكمستر ووزير الدفاع جيمس ماتيس. 


وتنقل الصحيفة عن مسؤول مطلع على الأمر، رفض الكشف عن اسمه، قوله إن الرئيس لم يصادق على أي عمل عسكري، وأن المسؤولين وافقوا على مراقبة الوضع، لافتة إلى أن المتحدثة باسم البنتاغون دانا وايت، نفت مشاركة ماتيس في لقاء يتعلق بعمل عسكري ضد سوريا، قائلة إن "هذا النقاش لم يحدث". 

 

ويورد التقرير نقلا عن مسؤول أمريكي بارز، قوله إن ماتيس يرفض أي عمل عسكري ضد سوريا، في الوقت الذي يدعم فيه ماكمستر ذلك.

 

وترى الصحيفة أن إمكانية شن عملية عسكرية جديدة، حتى لو تمت مناقشتها الآن، تؤكد النزاع

المتفجر، الذي تحول إلى ساحة تنافس بين روسيا وإيران من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى. 

 

ويجد التقرير أن النقاش في البيت الأبيض يأتي في وقت زاد فيه مسؤولو إدارة ترامب اتهاماتهم، ويحاولون تعزيز الضغط الدولي على سوريا، وفي ضوء زيادة الهجمات الجوية والبرية، التي قتلت وجرحت المئات من المدنيين.

 

وتلفت الصحيفة إلى أن حكومة الأسد سمحت يوم الاثنين لقافلة مساعدات إنسانية بالدخول إلى منطقة الغوطة مع تواصل القصف، مشيرة إلى أن إدارة ترامب شجبت إيران ونشرها أسلحة ومقاتلين، التي ساعدت في حرف ميزان الحرب لصالح الأسد، بالإضافة إلى أنها وجهت اللوم لروسيا لعدم تطبيق قرار الأمم المتحدة، التي دعت إلى وقف العمليات القتالية لمدة 30 يوما، ولأنها سمحت باستمرار استخدام السلاح الكيماوي. 

 

وينقل التقرير عن المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكبي ساندرز، قولها: "يجب على العالم المتحضر ألا يتسامح مع نظام الأسد واستمرار استخدامه للسلاح الكيماوي"، لافتا إلى أن النظام السوري وروسيا نفيا التقارير التي تحدثت عن استخدام السلاح الكيماوي كلها. 

 

وبحسب الصحيفة، فإن صور الأطفال الذين يعانون من الغازات الكيماوية في خان شيخون كانت سببا في دفع ترامب لشن غارات صاروخية على قاعدة جوية في وسط سوريا، وذلك في نيسان/ أبريل 2017، وهي خطوة تردد باراك أوباما في اتخاذها حتى بعد أن قام النظام السوري باستخدام غاز السارين في آب/ أغسطس 2013، التي قتلت 1400 مدني في الغوطة الشرقية. 

 

ويورد التقرير نقلا عن مسؤولين في الإدارة، قولهم إن نظام الأسد استمر في استخدام الأسلحة الكيماوية، رغم أنه وافق على تسليم ترسانته عام 2013، لافتا إلى قول الجمعية الطبية الامريكية السورية، التي تقوم بمراقبة الأوضاع الطبية في سوريا، إن مرضى تحدثوا عن أعراض سببها التعرض لمادة الكلور، وفي سبع مرات هذا العام. 

 

وتذكر الصحيفة أن عاملين في مستشفيات في الغوطة الشرقية قالوا في تشرين الثاني/ نوفمبر، إنهم رصدوا أعراضا تشير إلى استخدام غاز السارين، لافتة إلى أنه على خلاف الأحداث السابقة، التي استخدم فيها النظام مادة السارين، فإنه الآن يستخدم مواد مثل الكلور، التي تصنع من مواد متوفرة، ومن الصعب اكتشافها، مثل غازات الأعصاب، ومنها غاز السارين.  

 

وينقل التقرير عن مسؤول بارز في الإدارة، قوله: "من الواضح أنهم يشعرون بأنهم سيمرون دون عقاب إن استمروا في عمل ذلك على مستوى منخفض"، مشيرا إلى أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن السوريين يعتمدون على معدات برية، بدلا من الجوية، لنشر العوامل الكيماوية، حيث بدأت الحكومة السورية باستخدام هذه الهجمات للتعويض على نقص القوات العسكرية، وتثبيط عزيمة مؤيدي المعارضة للعودة إلى المناطق الاستراتيجية. 

 

وتعلق الصحيفة قائلة إنه مع تراجع الحملات ضد تنظيم الدولة، فإن هناك مخاوف من انجرار إدارة ترامب عميقا في الحرب السورية، فيما يرى عدد من المسؤولين الأمريكيين أن تحقيق الاستقرار السياسي هو الحاجز الوحيد أمام عودة المتطرفين مرة أخرى.

 

ويفيد التقرير بأن وزارة الدفاع "البنتاغون" حاولت حصر مهمتها في سوريا، للحد من تورط الولايات المتحدة في الحرب، لافتا إلى أن هناك حوالي ألفين من الجنود الأمريكيين في شمال سوريا وشرقها، يقومون بتقديم النصيحة والدعم للقوات المحلية التي تقاتل المتطرفين. 

 

وتبين الصحيفة أن بعض المسؤولين عبروا عن قلقهم بشأن تحديد الجهة المسؤولة عن هجمات غاز الكلور بشكل حاسم، فيما عبر آخرون عن شكهم في أن يؤدي هجوم عسكري إلى منع النظام من معاودة استخدام السلاح الكيماوي، في الوقت الذي لم تردعه الضربة العسكرية السابقة. 

 

ويستدرك التقرير بأن المسؤولين في البيت الأبيض والخارجية لا يمانعون القيام بعملية عسكرية جديدة ضد الأسد، وحجتهم أن عملية عسكرية قد تردع الأسد عن بناء ترسانته الكيماوية، وتثبت أن الولايات المتحدة لن تخاف من وجود الروس، منوها إلى أن النقاش حول غاز الكلور يمثل نقطة رمادية؛ لأنه ليس من المواد المحرمة دوليا، ولم ينشر نظام الأسد مادة الكلور بالطريقة القاتلة التي نشر فيها غاز السارين ذاتها. 

 

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول ماتيس إن الولايات المتحدة تحاول الحصول على أدلة حول استخدام النظام السوري غاز السارين من جديد.