ملفات وتقارير

هل تقطع أمريكا مساعداتها للسلطة وما تداعيات هذا الأمر؟

خبراء: أمريكا ليست لديها مصلحة بوقف المساعدات عن السلطة (أرشيفية)- أ ف ب

يثير تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بـ"قطع المساعدات" عن الدول التي صوت ضد الموقف الأمريكي في جلسة الجمعية العامة الطارئة بشأن القدس، تساؤلات عدة عن واقعية قيام أمريكا بهذا الأمر، وانعكاساته إن حصل على الداخل الفلسطيني.


من جهته، أوضح القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين زاهر الششتري، لـ"عربي21"، أن "الضغوط الأمريكية مورست على الفلسطينيين قبل التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل عدم التوجه إلى المؤسسات الدولية".


وأضاف أن هذا دفع القيادة الفلسطينية إلى "اتخاذ خطوات متزامنة في ظل المصالحة والهبة الجماهيرية والعربية والإقليمية، والدولية، إضافة إلى انتفاضة شعبنا الفلسطيني بالعمل على التوقيع على الانضمام للهيئات والمؤسسات الدولية، والعمل على رفض الرعاية الأمريكية لما يسمى بعملية سياسية، وإعلان الرئيس عباس بشكل واضح، أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست وسيطا نزيها، ورفض أيضا استقبال نائب الرئيس الأمريكي".


وأوضح القيادي الفلسطيني أن الخطوات السابقة أدت إلى "التلويح بفرض عقوبة على السلطة بداية بقطع المساعدات وخصوصا المالية، والتأثير على الدول المانحة لتفعل ذلك، ما سيؤثر بالتأكيد على استقرار السلطة الفلسطينية، ويؤدي ذلك إلى حاله من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي بفلسطين"، وفق قوله.


لكنه أشار إلى أن "واقع الاستقرار بالمنطقة مرتبط بالحالة الفلسطينية، وهذا يعد من أدوات التأثير للرئيس عباس والسلطة الفلسطينية، لكي لا تتخذ هكذا عقوبات، وإن اتخذت هذه العقوبات، فلن يكون أمام القيادة والسلطة الفلسطينية سوى اتخاذ قرار واضح بتطبيق قرارات المجلس المركزي الأخير القاضي بالانفكاك عن الاحتلال وكل الاتفاقيات، وبالأخص منها التنسيق الأمني". 

 

وقال إن ذلك "يؤدي إلى فتح المواجهة مع الاحتلال الصهيوني بكل الصعد".


وحذّر الششتري من أن "الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها الاحتلال وبعض الأنظمة ستعمل على تفويض سلطة الرئيس أبو مازن ومحاولة استبداله".


وعن انعكاس هذه الوقائع على العلاقات الفلسطينية الداخلية، قال إن ذلك "سيؤدي بالرئيس وأركان المنظمة والسلطة الفلسطينية وحركة فتح إلى العمل على تعزيز العلاقة مع حماس، وتعزيز المصالحة لكي نصل إلى مرحلة الوحدة الوطنية، وإعادة الاعتبار إلى منظمه التحرير الفلسطينية".

 

وتوقع أن "ذلك سيعمل على إيجاد بدائل مالية للاستمرار في إدارة السلطة الفلسطينية، والمنظمة، وهناك عامل مساند ومهم وهو تعزيز محور المقاومة في المنطقة"، وفق تعبيره.


"لا مصلحة أمريكية بقطع المساعدات"


بدوره، استبعد الخبير الاقتصادي، الدكتور نائل موسى، أن "تقطع الولايات المتحدة المساعدات عن السلطة الوطنية، وجود السلطة الفلسطينية مفيد لإسرائيل وأمريكا أكثر من عدم وجودها".

 

وقال: "لو فكروا بطريقة عقلانية، فالسلطة تحمل مسؤولية إدارة شؤون الناس في الأمور المدنية والحياتية بعيدا عن الاحتلال، هذا يخلص إسرائيل من كم هائل من الإجراءات والمسؤوليات".

 

وبالنسبة للمساعدات الأمريكية، قال موسى لـ"عربي21": "المساعدات الأمريكية تشكل جزءا لا يستهان به من منظومة المساعدات الفلسطينية، وقطعها في حال تم، سيترك أثرا بشكل واضح، ولن تقوم السلطة بمهامها، خاصة بعد مرورها بأزمات مالية في المرحلة الأخيرة، بسبب تفاقم المشاكل في المنطقة، وتراجع أولويات الدول المانحة، بالتالي ستؤثر بشكل واضح على إدارة أوضاعها".

 

وبالنسبة للبدائل، قال: "إن البدائل محصورة، السبب أن الدول العربية مشغولة بأحوالها، ودول معنية بما يحصل في اليمن، وأخرى مهتمة بسوريا، بالتالي سيصبح هناك أجندة لإعمار سوريا واليمن، ما يجعل إمكانية وجود بدائل للسلطة ضعيفة، وحتى لو وجدت، فكل هذه البدائل ستكون أصلا تابعة للإدارة الأمريكية".


واتفق المحلل السياسي الدكتور رائد نعيرات، مع موسى، واستبعد قطع الولايات المتحدة لمساعداتها للسلطة الفلسطينية.


وقال لـ"عربي21": "من الصعب أن تقطع الولايات المتحدة الأمريكية المساعدات التي تقدمها للسلطة الفلسطينية إلى حد ما، فالمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية للسلطة الفلسطينية تأخذ طابعين: إما قطاع الأمن، أو المساعدات التي تقدم للبنية التحتية".


ونوّه إلى أن "الولايات المتحدة من الممكن أن تضغط على الممولين لتقليل دعمهم، أو أحيانا منعهم من دعم القضية الفلسطينية".