كتاب عربي 21

لن ندفع للزمار.. سنشتري الزمارة!!

1300x600

شركة اسمها "إيجل كابيتال" تملكها واحدة اسمها داليا خورشيد، وزيرة استثمار سابقة، لا سابقة لها في منجز وزاري ولا استثماري، لها سابقة زواج واحدة من طارق عامر، رئيس البنك المركزي، ربما هي منجزها المعلن الوحيد.. فجأة وبدون سابق إنذار، تشتري الست داليا كل ما يقع ولا يقع تحت يديها من قنوات تلفزيونية مصرية يملكها رجال أعمال كبار، لم يعلنوا عن رغبتهم في البيع، لكنهم باعوا.. آخرهم كان أحمد أبو هشيمة، صاحب قنوات أون، ومحمد الأمين، صاحب فضائية سي بي سي!!
 
الزميل عبد المنعم محمود، الصحفي ومدير البرامج في فضائية العربي اللندنية، كتب على حسابه على فيسبوك يقول إنه تواصل مع "عشرات" المصادر للتحري عن هوية شركة "إيجل كابيتال"، التي اشترت مؤخرا حصة رجل الأعمال الشهير أحمد أبو هشيمة في شركة إعلام المصريين، فلم يجد من يعرفها من قبل أو يعرف أي شيء عن نشاطها. يقول محمود: الشركة حتى الآن بلا موقع إلكتروني، بلا عنوان، بلا تلفونات عامة، بلا موظفين معروفين، ولا تعرفها شركات الدعاية والإعلان، ويعلق ساخرا: "يبدو أنهم اشتروا وبعد كده هيأسسوا"!!

الزميل حسام بهجت؛ نشر على موقع مدى مصر تحقيقا بعنوان: تفاصيل استحواذ المخابرات العامة على "إعلام المصريين"، يفيد بأن ثمانية مصادر منفصلة طلبوا جميعا عدم الكشف عن هوياتهم، أكدوا أن إيجل كابيتال للاستثمارات المالية ش.م.م التي ترأسها داليا خورشيد، هي صندوق استثمار مباشر مملوك لجهاز المخابرات العامة المصرية، جرى تأسيسه مؤخرا ليتولى إدارة جميع الاستثمارات المدنية للجهاز في عدد كبير من الشركات المملوكة للمخابرات جزئيا أو كليا!!

أول قرارات "إيجل كابيتال"، المالك الجديد لـ"إعلام المصريين"، هو اختيار المهندس أسامة الشيخ الرئيس الأسبق لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، أيام مبارك، لمنصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب. لاحظ أن الشيخ هو الرجل الذي سجنته ثورة يناير لاتهامه بإهدار المال العام، ثم خرج في مهرجان البراءات المجانية في 2013 ليسافر إلى المملكة العربية السعودية..

جريدة الشروق المصرية؛ اتصلت بأسامة الشيخ لتسأله عن تفاصيل عودته من السعودية وتوليه رئاسة إعلام المصريين خلفا لأبي هشيمة، فقال إنه عاد من العمل بالسعودية "بأوامر من مصر"، مضيفا: "أنا سلمت نفسي لمصر، وسأعمل لصالحها، ولا أملك إلا تلبية النداء. فحتى لو كان المقابل المادي في الخارج أضعاف ما أتقاضاه في مصر، لم يكن واردا على الإطلاق خيار رفض هذا النداء".

 

الأفضل التخلص من ملكية رجال الأعمال لهذه النوافذ وتأميمها بطريقة حديثة

إذن مصر هي التي تشتري، ومصر هي التي تراكم القنوات، ومصر هي التي نادت رجل ماسبيرو السابق - رد السجون - ليعود إلى مكانه الجديد، ومصر هي التي تملك إيجل كابيتال، وليس داليا خورشيد.. مصر السيسي، والمخابرات العامة، كما تؤكد كل المصادر.. مصر التي قال رئيسها علنا بأنه يحسد جمال عبد الناصر لاصطفاف إعلامه خلفه، صوتا واحدا، وأعلن غير مرة أنه يضيق ذرعا بأي صوت إعلامي معارض، أو مخالف، أو لا يتفق معه بالكلية، وكان هذا تعليقا على تغطيات بعض الجرايد والقنوات المؤيدة له منذ اليوم الأول ولنظامه ولحكمه تأييدا شبه مطلقا، هذا الـ"شبه" يضايق الرئيس، فهو يريد البركة فورا أو اللعنة فورا، إما أن تكون "أحمد موسى" أو لا تكون. فإذا كانت ملكية رجال الأعمال للنوافذ الإعلامية تفتح مساحة للتفاوض أو التفاهم أو هامشا هزيلا للمعارضة الشكلية، أو الضغط في بعض الملفات من أجل تمرير بعض المصالح، فالأفضل التخلص من ملكية رجال الأعمال لهذه النوافذ وتأميمها بطريقة حديثة.. اشتر بمليارات الدولارات، من فلوس الشعب "الفقير أوي"، والتي هي "كثيرة أوي"، ثم حرك قطع الماريونت كما تشاء، وكما يقول المثل المصري: شراء العبد خير من تربيته.. الجيش سينتقل من الكعك والبسكويت والسمك والجمبري إلى الاستثمار في عقول المشاهدين على الهواء مباشرة. لماذا تدفع للزمار إذا كنت تستطيع شراء الزمارة، "قلت لي بقى الانتخابات امتى يا كابتن؟"..