سياسة عربية

موالون لحفتر "يخربون" مراكز انتخابية في بنغازي.. ما الرسالة؟

موالون للواء المتقاعد خليفة حفتر طالبوا بتفويضه لحكم ليبيا بدلا من الانتخابات- أرشيفية

قامت مجموعة من مناصري اللواء خليفة حفتر بتخريب لوحات المراكز الانتخابية من المدارس في مدينة بنغازي (شرق ليبيا)، وإزالة أي دعاية للمفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، والتي طالبت المواطنين بضرورة تسجيل أسمائهم.


ورفض المحتجون إجراء أي مظاهر انتخابية في بنغازي، مطالبين بضرورة تفويض قائد القوات التابعة للبرلمان الليبي، خليفة حفتر وضرورة تسليمه الحكم في ليبيا دون أي انتخابات، بحسب قناة "الرائد" المحلية.


شكوى


من جهته، أكد رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، عماد السايح، أن "ما حدث في بنغازي من تخريب للوحات مخالف للقانون، مضيفا: "فوجئنا بفيديو تخريب لوحات ترقيم مراكز الاقتراع في بنغازي، وسنقوم بالتواصل مع الجهات الأمنية لمعرفة من وراء هذا العمل"، وفق تصريحات تلفزيونية السبت.


وأثارت هذه التصرفات عدة تساؤلات وتكهنات حول: هل بدأ الانقلاب على العملية الانتخابية قبل أن تبدأ؟ ومع من ستنسق المفوضية والبعثة الأممية إلى ليبيا في الشرق الليبي لإجراء انتخابات؟ وما علاقة حفتر بهذه الأمور؟ وهل سيسمح هو نفسه بإجراء الانتخابات؟


من جهته، أكد عضو المؤتمر الوطني العام، فوزي العقاب، أن "ما حدث هو أمر خطير وكارثي ليس لأن الانتخابات لن تقوم الآن، لكن السؤال من لا يريد انتخابات ماذا يريد إذن؟ ومؤكد أن حفتر وأجهزته يقفون خلف هذه التصرفات".


وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "قضية تفويض حفتر ما هي إلا مهزلة، وأعتقد أنه نفسه يعرف ذلك، أما بخصوص رد فعل المفوضية فهي فقط ستحاول تكرار تعليق اللوحات، أما البعثة الأممية فلن تفعل شيئا، فهي لم تعلق على مجزرة الأبيار ودرنة، فما بالك بانتخابات ولوحات"، وفق قوله.


نفي


ونفى المكتب الإعلامي للقوات التابعة لحفتر، في تعليق مقتضب لـ"عربي21"، أي صلة له بهذا الأمر، مؤكدا أن "من قاموا بالأمر هم مواطنون ليبيون ولا علاقة للجيش بهم حتى لو هتفوا باسم "المشير" (حفتر)"، نافيا "أي علاقة لهم بالانتخابات أصلا لكن الأمر من اختصاص وزارة الداخلية".


وقال الناشط السياسي وعضو حزب العدالة والبناء الليبي، المبروك الهريش، إن "ما حدث هو دليل آخر على أن شرق ليبيا يرزح تحت حكم العسكر الذي يرفض كل آليات الدولة المدنية الحديثة، والتخريب الذي حصل هو مسمار آخر في جسد الدولة المدنية التي نسعى إليها".


وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "وهذه التصرفات هي بلا شك من خطة حفتر للوصول إلى الحكم بعد أوصدت أمامه كل السبل، خاصة بعد توقيع الاتفاق السياسي ونزع الاعتراف الدولي بالحكومة المؤقتة الداعمة لحفتر في شرق البلاد"، وفق تقديره.


ورأى المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، أنه "بكل تأكيد ستكون هناك محاولات لعرقلة الانتخابات، وليست حربا عليها، وأن هذا الأمر سيكون مقتصرا على المنطقة الشرقية فقط، لكن هذه التصرفات ستنتهي قريبا كون من قاموا بها مجموعة صغيرة جدا وبتعليمات من قوات حفتر".


وتابع لـ"عربي21": "حقيقة يمكننا القول إن حفتر انتهى في ليبيا وقد تم طرد مواليه من الجنوب الليبي، وهناك تحركات عسكرية من قبل شرفاء ليبيا ومدعومة من حكومة الوفاق لطرد حفتر من الموانئ النفطية، وبعدها سيهرب حفتر من البلاد، وهذا سيكون في خلال الأشهر القادمة"، حسب زعمه.


بيان القاهرة


وقال الناشط السياسي من بنغازي، فرج فركاش، إن "من قاموا بالتخريب مجموعة غوغائية لا تمثل سكان بنغازي ولا أهل برقة عامة وإنما تمثل مجموعة ضيقة في الأفق والتفكير، وربما مدفوعة الثمن من قبل دعاة التفويض المزعوم".


وأوضح أن "بيان ضباط المؤسسة العسكرية المجتمعين في القاهرة الصادر اليوم يؤكد التزام الضباط بالتداول السلمي على السلطة دون إقصاء لأي طرف، لذا يجب على من يتحمل مسؤولية تأمين بنغازي القبض ومحاسبة هؤلاء الغوغائيين لإثبات أنهم لا يمثلون من يدعون تأييدهم له، في إشارة إلى "حفتر"، وفق قوله لـ"عربي21".