رياضة دولية

مشكلة ريال مدريد تتجاوز الأهداف، فكيف ذلك؟

ريال
نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن مشكلة ريال مدريد، التي تجاوزت مسألة شح الأهداف، وامتدت إلى مشاكل أخرى، من قبيل تراجع سرعة اللاعبين على أرض الملعب، وغياب الثقة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن النادي الملكي يحاول تجاوز مختلف مشاكله، من خلال التمسك بالوحدة، وعدم السماح للخلافات باختراق صفوف الفريق. وعلى الرغم من تأكيد كامل الفريق، بالإضافة إلى المدرب زيدان، على أن مشكلة الفريق الأساسية تتمثل في شح الأهداف، إلا أنهم على يقين بأن المعضلة داخل سانتياغو بيرنابيو تتجاوز هذا الجانب.
 
وأوردت الصحيفة أن أحد المدافعين القدامى عن الفريق شدد على أن أن غياب القدرة على التهديف، يحيل إلى الكثير من الجوانب الأخرى؛ نظرا لأن "تسديد الكرات في شباك الخصم يعد الجانب الأكثر صعوبة، كما تعد الأهداف الأغلى ثمنا في عالم كرة القدم". من جهته، أكد رئيس الفريق، فلورنتينو بيريز، أن "ريال مدريد شهد أسوأ فتراته خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، بعد أن شهد أربعة مواسم تاريخية منذ سنة 2014".

واستعرضت الصحيفة أوجه النقص والقصور في صفوف بطل الدوري الإسباني خلال السنة الماضية، التي تحيل إلى أن التغيير داخله بات ضرورة ملحة. فخلال مباراة ريال مدريد ضد أتلتيك بيلباو في ملعب سان ماميس، كانت تشكيلة الفريق الملكي مماثلة للتشكيلة التي تألقت في كارديف وفازت بكأس دوري أبطال أوروبا خلال السنة الماضية.

لكن مردود ريال مدريد في ملعب سان ماميس لم يكن مماثلا لمردوده في كارديف. وخلال مباراته ضد أتلتيك بيلباو، بدت تحركات النادي الملكي بطيئة، وهو ما جعله عاجزا عن إيجاد حلول في وسط الميدان، التي من شأنها أن تخلق فرصا للأهداف.

وأضافت الصحيفة أن التسديدات الأفقية هيمنت على مباراة ريال مدريد ضد مضيفه أتليتك بيلباو، كما أن تحركات الفريق الملكي لم تشكل أي تهديد على دفاع خصمه في الكثير من المناسبات. وقد حاول إيسكو تجاوز منطقة وسط الميدان، لكن لياقته البدنية لم تكن في المستوى المطلوب. وبغض النظر عن إيسكو وكارفاخال، كانت لمسات الفريق الملكي على أرض الملعب سطحية، وتفتقر للعمق.

وبينت الصحيفة أن خبراء في مجال كرة القدم لاحظوا أن السرعة كانت مفقودة في صفوف لاعبي ريال مدريد، ما جعل الفريق عاجزا عن إحداث الفارق. وعموما، تسبب استنفاد قوى النادي الملكي في شهر آب/ أغسطس الماضي، في تراجع مردود خط دفاع الفريق. وحسب الخبراء، "في حال استعاد الفريق سرعته اللازمة، فسيعود إلى وضعه الطبيعي مرة أخرى".
 
وأضحت الصحيفة أن تسع إصابات في صفوف الفريق الملكي أدت إلى مزيد من تردي الوضع داخل ملعب سانتياغو بيرنابيو. والجدير بالذكر أن ريال مدريد لم يشهد على مدار 115 سنة من تاريخه هذا العدد الكبير من الإصابات وفي فترة وجيزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن غياب أهداف كريستيانو رونالدو في الأوقات الحرجة أحدث الفارق، وجعل الفريق في وضع حرج. ويعزى هذا الخلل إلى غياب التمريرات الدقيقة والمثالية من قبل زملائه في الفريق. علاوة على ذلك، يمكن القول إن الحائز على الكرة الذهبية ليس في أفضل حالاته في الفترة الأخيرة.
 
وأوردت الصحيفة أن نقص الأفكار البناءة، التي من شأنها أن تخلق فرصا للتهديف، وغياب السرعة، وعدم القدرة على قيادة الفريق إلى الأمام، تعدّ نتاج غياب الثقة بين صفوف "أبناء" زين الدين زيدان. فعلى سبيل المثال، كان كيلور نافاس اللاعب الأكثر تألقا في سان ماميس، إلا أنه بات محل تشكيك في الفترة الأخيرة فيما يتعلق بمردوده، وقد وصل الأمر إلى حد التفكير في أن يستبدل به حارس آخر.

وأقرت الصحيفة بأن الخيار الأول الذي يمكن أن يلجأ له زيدان لحل المشكلة التي استفحلت بين صفوف النادي الملكي تتمثل في العودة إلى اعتماد خطة 4-3-3 في اللعب. ومن الحلول الأخرى التي ستساهم في تجاوز المصاعب التي يمر بها ريال مدريد، التعويل على جملة من اللاعبين، من بينهم ماتيو كوفاتشيتش، وسيبايوس. فضلا عن ذلك، سيساهم منح مايورال مزيدا من الفرص في إحداث الفارق بين صفوف الفريق.

وفي الختام، قالت الصحيفة إن ريال مدريد يحتاج إلى إحداث تغيير جذري من قبل المدرب زيدان، الذي اعترف بأن مشكلة الفريق الوحيدة تنحصر في عدم التهديف. ويتطلب هذا التغيير، بشكل خاص، ردة فعل من شأنها أن تحدث الفارق وأن تجد الحلول. من جانب آخر، يجب على زيدان ألّا يغفل عن الاستعانة بمقاعد البدلاء التي يجلس عليها لاعبون لهم وزنهم في الفريق.