ملفات وتقارير

الأخبار الكاذبة.. صداع يؤرق الجميع ومشروع عالمي للتصدي له

هل يستطيع أحد السيطرة على الأخبار الكاذبة؟ - جيتي

تحول موضوع الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل إلى صداع يؤرق حتى كبرى شركات الإنترنت إلى جانب السياسيين والمشاهير، علاوة على المستخدم العادي للإنترنت الذي يشعر أنه ضحية مزوري الأخبار.

وبعد وصول الأخبار الكاذبة إلى حد لا يمكن الصبر عليه، قررت مواقع التواصل الكبرى إطلاق مشروع عالمي للتصدي لها، بمشاركة عشرات وسائل الإعلام.

ويهدف المشروع الذي تعمل عليه كل من فيسبوك، وغوغل، وتويتر، وتدعمه شركة مايكروسوفت، إلى مكافحة الأخبار المغلوطة المنتشرة بكثافة، غبر وسم مصادر الأخبار بوسم خاص يعتمد على شروط محددة يجب أن يستوفيها المحتوى.

 

اقرأ أيضا: روسي يكشف مصنعا ببلاده للأخبار الزائفة يستهدف أمريكا

ويشارك في المشروع الذي أطلق عليه اسم "ترست بروجكت" وسائل إعلام هي المستفيد الأول خصوصا إذا ما وسمت موادها بالوسم الذي يدل على أن أخبارها صحيحة ما سيعطيها أفضلية لدى القراء، وإن كان لم يعلن بعد عن الشروط الواجب توفرها في المحتوى. 

وتفاعلت قضية الأخبار المغلوطة بعد الاتهامات الأمريكية لروسيا بالتدخل في نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة، وشهادة موقعي فيسبوك وتويتر بأن هنالك محتوى تم نشره في روسيا وترويجه في الولايات المتحدة الأمريكية بهدف التأثير على الرأي العام.


الاستشاري الإعلامي الاجتماعي، خالد صافي،  قال لـ"عربي21" إن مواقع التواصل الاجتماعي تحاول تطوير خوارزميات خاصة لمحاربة الأخبار الكاذبة والتحقق من مصداقية المحتوى قبل النشر.

وتابع بأن مواقع التواصل الاجتماعي ستعمل على إيقاف الصفحات التي تشك بأنها مصدر نشر الأخبار الكاذبة، لكنها ستكون مهمة صعبة لعدة أسباب.

وعن صعوبة المهمة قال صافي إن الخوارزميات مهما كانت متطورة إلا أنها لن تستطيع التعامل مع الكم الكبير من الأخبار التي يتم ضخها على الإنترنت، لكونها تتعامل مع نصوص جافة، ولا تبحث في روح النص، كما أن الطرف الآخر الذي تستهدفه يعمل بوتيرة مرتفعة على نشر الأخبار.

 

 

اقرأ أيضا: كيف نشأت "الأخبار الزائفة"؟

ويتعمد انتشار الأخبار الكاذبة بحسب الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي على "النشر الفيروسي" حيث يقوم المستخدمون أنفسهم بتناقل الخبر على نطاق واسع جدا مع الزيادة المغلوطة على المحتوى في كل مرة يتم فيها تداوله.

ولفت إلى أن طبيعة المتلقي على مواقع التواصل الاجتماعي تساعد في انتشار الخبر، فليس كل القراء محللي أخبار، ولا يملك الجميع القدرة على تتبع الخبر الصحيح، خصوصا أن بعض هذه الأخبار يحوي جزءا صحيحا وحقيقا ما يجعل المهمة صعبة.

ووصمت بعض التطبيقات بأنها مصدر مركزي للإشاعات والأخبار الكاذبة، كتطبيق واتس آب.

وتهدف الأخبار الكاذبة بحسب صافي إلى الترويج لأفكار وإيديولوجيات سياسية، أو ترويج لسلعة تجارية معينة، أو محاولة تغيير وقائع صحيحة.

مؤخرا، أجرت قناة "أن بي سي نيوز" الأمريكية، مقابلة خاصة مع شاب روسي قالت إنه من أشهر الأشخاص الذين عملوا ضمن جيش روسي إلكتروني مكون من مئات الشباب، لبث محتوى على الإنترنت وصل إلى مئات ملايين الأمريكيين، متعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.

وبحسب ما ترجمت "عربي21"، فقد قالت القناة إن "فيتالي بيسبالوف" البالغ من العمر 26 عاما، كان يعمل في مبنى يعرف باسم "وكالة بحوث الإنترنت"، وهو بالحقيقة عبارة عن "مصنع أقزام إنترنت" ويعمل على ضخ المعلومات الخاطئة على الإنترنت، لصالح أجندات محددة سلفا.

ووصف الشاب الروسي مكان العمل بأنه مصنع لإنتاج الأكاذيب، لا تعرف من مررها لك، ولا تعرف من سيستقبلها منك بعد ذلك، لتصبح بالنهاية كذبة جاهزة للنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وليست الصين التي تقبض بشدة على الفضاء الإلكتروني بمعزل عن الموضوع، إذا أطلق الجيش الصيني موقعا إلكترونيا يدعو المواطنين للإبلاغ عن التسريبات والأخبار الكاذبة على الإنترنت.

ويهدف الموقع الذي أطلقه الجيش للسيطرة على أي محتوى يهاجم قيادة الجيش أو الحزب الشيوعي الحاكم في الصين.