ملفات وتقارير

لهذه الأسباب.. روسيا تريد الاستعجال بعقد "مؤتمر سوتشي"

اتفاق أمريكي روسي واضح حول الملف السوري- أرشيفية
يواجه مؤتمر "سوتشي" الذي دعت إليه روسيا من أجل بحث حل للأزمة السورية والمسار السياسي، تحديات حقيقية تعيق عقده، لا سيما أنه جرى تأجيله مرة، في حين رفضت المعارضة السورية المشاركة فيه، بالإضافة إلى الموقف التركي المعلن حتى الآن بعدم المشاركة. 

وتتخوف موسكو من فشل مؤتمر "سوتشي"، في حين برر الباحث بالعلاقات الروسية والتركية، الأكاديمي باسل الحاج جاسم، استعجال روسيا بعقد المؤتمر إلى أنها تسعى جاهدة للخروج من المستنقع السوري. 

وعلل ذلك بالإشارة إلى أن موسكو بحاجة إلى أن تكون متفرغة للشأن الداخلي لا سيما المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، وكذلك بتنظيم مونديال كأس العالم.

وأضاف الحاج جاسم لـ"عربي21": "لقد حققت روسيا الجزء الأكبر من أهدافها في سوريا، فهي منعت سقوط النظام، كما استطاعت جر الفصائل العسكرية صاحبة الكلمة على الأرض إلى طاولة المفاوضات في أستانة".

وقال: "روسيا تريد الخروج بأي حل، لتقول للعالم إنها عادت إلى مكانتها الدولية، أي الندية مقابل الولايات المتحدة".

وبحسب الحاج جاسم، فإن "غياب الدور الأمريكي وضبابيته يعطي الروس فرصة ذهبية لإدارة الملف السوري على طريقتها".     

ولكنه رأى أن "التخبط الذي أظهرته روسيا بعد إعلانها مؤتمر سوتشي، يشير صراحة إلى نجاح المعارضة في إبعاد التبعات السيئة الناجمة عن هذا المؤتمر، ولو بشكل مرحلي"، وفق قوله.

وأمس السبت، اجتمعت الهيئة العامة للائتلاف لمناقشة التحضيرات لجولة المفاوضات الجديدة في جنيف المقررة في 28 الشهر الجاري.

من جهته، حذّر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض، محمد يحيى مكتبي، من أن روسيا "تسعى إلى أن تستفرد بالملف السوري، من خلال محاولاتها الحثيثة الساعية إلى سحب الملف من الغطاء الأممي إلى تفصيلات أحادية، تتناسب مع رؤيتها للحل في سوريا، قد يبنى عليها في حال تشكلت بيئة مناسبة قرار أممي تريده هي".

وقال لـ"عربي21" إن هناك محاولات روسية لبعثرة جهود المعارضة السياسية، في إشارة إلى مشاركة فصائل من المعارضة في مباحثات "أستانة".

وأضاف: "نتعرض كمعارضة سياسية لضغط شديد، لذلك نحن نعول على موقف موحد ما بين الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات والفصائل العسكرية".

من جانب آخر، رحب عضو الأمانة العامة في الائتلاف بالاتفاق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتن، على نقاط مشتركة متعلقة بالملف السوري، قائلا "نرحب بأي خطوة تدفع بمسار العملية السياسية".

واستدرك قائلا لـ"عربي21": "لكن نحن بحاجة إلى تحويل هذه التفاهمات على واقع ملموس على مستويين، الأول إجراءات بناء ثقة، أي فك الحصار عن المناطق المحاصرة وتأمين المساعدات لها، وتحريك ملف المعتقلين، والثاني الضغط لتحقيق تقدم ملموس في العملية السياسية".
 
وكانت البعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، أكدت أن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، سيبحث مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، التحضير لجولة جنيف 8 ومؤتمر الحوار الوطني السوري الذي سيعقد في "سوتشي".

وفسر مراقبون سوريون ربط البعثة الروسية لجنيف بمؤتمر "سوتشي"، بوجود رغبة روسية بشرعنة هذا المؤتمر أمميا، من خلال ربطه بمسار جنيف، وذلك بعد فشلها في عقده للآن.

وعن ذلك، قال مكتبي، إن روسيا تلعب على أكثر من خط من سوتشي ومنصة موسكو، وفرضها على الهيئة العليا، والآن في تحركها تجاه جنيف، في سبيل أن تفرض المزيد من التفرد بالملف السوري لتحقيق مصالحها التي يضمنها بقاء نظام بشار الأسد.