ملفات وتقارير

كيف يستحضر المغتربون أجواء بلادهم في رمضان؟ (صور)

نجح بعض المغتربين بالتأقلم في أماكن غربتهم - أ ف ب
يفتقد المغتربون الأجواء الرمضانية التي اعتادوا عليها في بلدانهم، سواء في العادات والتقاليد، أو في الطعام والشراب، أو حتى في العبادات، فيضطرون لتعويضها في أماكن غربتهم، أو بعضها على الأقل.

وفي حين لا يفلح كثيرون في استحضار أجواء بلادهم، استطاع بعض مع تحدثت معهم "عربي21" في اسطنبول بتركيا تعويض شيء ولو بسيط منها.

محمد حسين، مصري الجنسية، أسس صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لتأمين أبناء جاليته بأطعمة ومنتجات افتقدوها بعد مغادرتهم البلاد، بعد أن كان يقتصر الأمر عليه شخصيا وبعض المقربين.

وفي حديث مع "عربي21" قال حسين إنه بدأ بتأمين الأطعمة والمنتجات المصرية لنفسه، ثم بدأ بتزويد معارفه وأصدقائه بها، ثم توسع بعد ذلك ليكون مشروعا ربحيا، مستفيدا من عدد أبناء الجالية المصرية تركيا، ومن حاجتهم للمنتجات التي افتقدوها ولم يجدوا عنها بديلا في السوق التركي.



ولفت حسين إلى أن مشروعه لاقى قبولا واستحسانا من كثيرين خصوصا أنه يحرص على توفير مواد بجودة عالية ومطابقة لتلك الموجودة في مصر، لافتا إلى وجود بون شاسع بين المطبخين التركي والمصري وعادات الأكل والشرب أيضا.

ورغم ذلك لفت حسين إلى أنه لا يستطيع توفير كل ما يرغب به المغتربون المصريون، فعشرات الأشياء لا تزال صعبة المنال في الغربة، خصوصا أجواء شهر رمضان التي بحسب ما قال: "لا شبيه لها في أي مكان".

ويفتقد حسين وزبائنه الأجواء الرمضانية المصرية، كالفوانيس، والأنوار التي تزين المتاجر والطرقات، وصلاة التراويح المختلفة تماما عنها في تركيا، لكنها تبقى محاولة منه إلى توفير ما يستطيع.



وربما يكون الموضوع على السوريين أسهل منه على الجنسيات الأخرى، بحكم القرب الجغرافي، وما ينبني عليه من عادات ربما تكون متقاربة، مع بقاء بعض الاختلاف. 

وتحدثت "عربي21" إلى أحد مالكي محلات العطارة في اسطنبول الذي أشار إلى أن العدد الكبير للسوريين في تركيا جعل من الأمور أسهل، إذ أصبحوا يمتكلون فيها متاجر، ومعامل، ومصانع، ومخابز، تؤمن كل ما تركه السوريون خلفهم.

ورغم التقارب بين المطبخين التركي والسوري، إلا أن بعض العصائر والمنتجات التي يبيعها "أبو معاذ" لا تستطيع أن تجدها في المتاجر التركية.

ولفت إلى أنه قبل عامين من الآن، لم تكن تجد رغيف خبز كالذي اعتاد عليه السوريون في بلادهم، أما الآن فكل شيء موجود.

أحد المواطنين الأردنيين المقيمين في إسطنبول لم يجد الزينة التي اعتاد أن يزين بها منزله في رمضان، ولم يفلح بأن يحملها معه من الأردن فاضطر إلى أن يشتري موادها الأولية من المتاجر ويصنعها بنفسه.

وسأل "علاء مسعود" عددا من أصدقائه الأتراك عن أماكن بيع الزينة، إلا أنهم أوضحوا أنها غير موجودة، وليست من عاداتهم.

ويقول مسعود لـ"عربي21" إن أطفاله طلبوا "هلال رمضان" الذي اعتادوا ان يزينوا به نوافذ منازلهم كباقي بيوت العاصمة عمان، إلا أنه لم يجده في السوق التركية، ما اضطره إلى شراء المواد الأولية من عدة متاجر، وكلفه الأمر عدة ساعات وعدة تجارب قبل أن تنجح محاولته.



المواطن المصري، أنس الشرقاوي، قال لـ"عربي21" إنه تغلب على غياب المظاهر الرمضانية التي اعتاد عليها في بلده، وأهمها زينة رمضان، بأن تصنعها زوجته في المنزل.

ويعتبر فانوس رمضان الزينة الأهم في مصر، ويتخذ أشكالا كثيرة، ويصنع بعدة أشكال وبخامات مختلفة معدنية، ونحاسية، وبلاستيكية، وتطور شكله على مر العقود في مصر.

ولا يستطيع الشرقاوي صنعه إلا من الورق المقوّى، لكنه على الأقل شيء مما تركه المصريون خلفهم، ويحاولون تعويضه ولو بالحد الأدنى.