ملفات وتقارير

هل ستتحرك تركيا عسكريا بسوريا قبل زيارة أردوغان لواشنطن؟

أردوغان توعد بمزيد من الضربات للأحزاب الكردية المسلحة بسوريا والعراق- الأناضول
"ما حدث في سنجار وقره تشوك، سيتواصل وهذا ما عنيته بقولي في أي ليلة قد نعاود الكرة من جديد"، هكذا قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبيل توجهه إلى الهند في زيارة رسمية، ليترك الباب مفتوحا على نطاق واسع أمام تحرك عسكري قادم لبلاده ضد وحدات الحماية الكردية في الأراضي السورية.

وتأتي تصريحات الرئيس التركي أردوغان، استباقا لزيارته المرتقبة للولايات المتحدة الأمريكية، التي نشرت جنودها في المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات الحماية الكردية بالقرب من الحدود التركية، مقابل أنباء عن حشود ضخمة للجيش التركي على الحدود المحاذية لمنطقة تل أبيض، بريف الرقة الشمالي.

وإذا كان من الواضح أن الأيام التي ستفصلنا عن القمة التركية الأمريكية في واشنطن يومي 16-17 أيار-مايو الجاري، ستشهد تصعيدا سياسيا تركيا، في محاولة من أنقرة لفرض شروطها على واشنطن، فإن من غير الواضح ما إذا كانت تركيا ستقدم على عمل عسكري في سوريا قبل القمة التي من المتوقع أن يلقي الملف الكردي بظلاله عليها. 

اقرأ أيضا: المارينز إلى جانب أكراد سوريا.. كيف سيرد الأتراك؟ (شاهد)


قبل القمة

وردا على سؤال "عربي21" عما إذا كانت تركيا ستقدم على عمل عسكري في سوريا قبل زيارة أردوغان إلى واشنطن، قال الباحث السياسي التركي، باكير أتاجان، المقرب من حزب "العدالة والتنمية": "أنا لا أستبعد ذلك".

وأضاف أتاجان: "لم يحدد الرئيس التركي عندما قال إن ما حصل في سنجار وقره تشوك سيتواصل، إن كانت التحركات ستكون قبل أو بعد زيارته إلى واشنطن".

وتابع: "شخصيا أتوقع أن تتحرك تركيا عسكريا قبل الزيارة، ولا بد أن تكون قبل، لأن الزيارة بحاجة إلى معنى"، وتساءل: "ماذا سنناقش خلال الزيارة إذن؟".

وفيما لم يحدد أتاجان مكان التحركات التركية العسكرية، قال إن "تركيا لن تسمح بوجود تهديدات داخلية أو خارجية وستتعامل معها في مهدها، حتى وإن كان الثمن مواجهة عسكرية". 

وشدد في السياق ذاته على أن تركيا مستعدة للمواجهة في خدمة شعوب المنطقة، حتى لو لم يكن الخطر موجها لها فقط، كما قال. 

اقرأ أيضا: هل تملك واشنطن منع ضرب أكراد سوريا؟ وكيف رد أردوغان؟

أثناء القمة

التكهن بتوقيت التحركات التركية العسكرية، "أمر صعب للغاية بوجود رئيس تركي لا يهاب المواجهة"، كما يرى الخبير بالشأن التركي، ناصر تركماني.

ويضيف تركماني لـ"عربي21": "لقد تعلمنا من توقيت الإعلان التركي عن عملية درع الفرات في 24 أغسطس/أب 2016، في اليوم الذي بدأ فيه نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، جو بايدن، زيارته لأنقرة، أن كل شيء ممكن"، مبينا: "كما وصلنا وقتها فإن المفاجأة تملكت بايدن".

وقال: "من الممكن أن يقوم الرئيس التركي بالإعلان عن تحرك عسكري جديد أثناء القمة، كما أشرنا إلى إعلان درع الفرات".

اقرأ أيضا: أردوغان يلوح بعملية "مباغتة" بالرقة لجعلها مقبرة لـ"الدولة"

بعد القمة

ومع عدم استبعاده للخيارات السابقة، يرجح الكاتب الصحفي السوري، عمار جلو، أن تتمهل تركيا في إعلانها عن عملية عسكرية قادمة في سوريا، إلى ما بعد القمة التركية الأمريكية المرتقبة.

وأوضح: "لقد نشرت الولايات المتحدة جنودها على الشريط الحدودي في المناطق التي تسيطر عليها وحدات الحماية لردع تركيا، أو لضمان موافقتها على أي عمل عسكري قادم قبل التنسيق معها".

لكن وفي الآن ذاته يرى جلو خلال حديثه لـ"عربي21"، أن الرئيس التركي أردوغان قد يضرب بالخط الأحمر الأمريكي عرض الحائط، وقد يعلن عن تحركه العسكري قبل زيارته إلى واشنطن، موضحا: "في حال تمهلت تركيا إلى ما بعد القمة، فإن الزيارة ستفسر على أنها طلب إذن من الولايات المتحدة، وهذا الأمر لن يقبل به الرئيس التركي المدعوم شعبياً، والذي نجح في تمرير التعديلات الدستورية".