سياسة عربية

"دوتش ويل" تتابع طريق المصاعب.. رحلة الخروج من مصر

مهاجرون غير شرعيون بأوروبا- هجرة- أ ف ب
مهاجرون غير شرعيون بأوروبا- هجرة- أ ف ب
نشرت صحيفة "دوتش ويل" الناطقة بالإنجليزية تقريرا، تحدثت فيه عن الهجرة غير الشرعية في مصر، التي تعد آفة اجتماعية تعاني منها بلدان العالم الثالث. ونظرا لتزايد عدد ضحايا الهجرة غير الشرعية التي تُنتشل جثثهم تقريبا كل يوم، أطلقت منظمة الأمم المتحدة نداء لدول الحوض المتوسطي؛ للحد من هذه الظاهرة.
 
وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، إن الآلاف من الشباب أصبحوا يلقون بأنفسهم إلى التهلكة؛ في سبيل البحث عن ملاذ أفضل في البلدان الأوروبية، حيث تعدّ مصر من بين الدول التي يرحل منها العديد ممن أرهقهم الفقر والبطالة. ويعدّ هذا البلد بمثابة نقطة عبور للكثير من اللاجئين الذي يتوقون للسفر عبر البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن أعداد غفيرة من المصريين الذين حاولوا مرارا وتكرارا الخروج من البلاد عن طريق "قوارب الموت".

وذكرت الصحيفة أن أحد هذه المراكب ظل قابعا في قعر البحر لمدة ثلاثة أيام، قبل أن يعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن ذلك للرأي العام. وتجدر الإشارة إلى أنه في منتصف الأسبوع المنقضي لقي أكثر من 200 شخص مصرعهم؛ إثر غرق مركبهم الذي كان يحمل أكثر من 400 مهاجر.
 
ولا يزال مهربو البضائع ينقلون المئات على متن قوارب الموت من مختلف الموانئ المصرية على طول الشريط الساحلي، غير مكترثين بالعواقب الكارثية. ومنذ الحادثة الأخيرة، تمكن الجيش المصري من إنقاذ حوالي 163 شخصا، بينما لقي البقية حتفهم.
 
وأفادت الصحيفة بأن السيسي صرح في خطاب ألقاه أثناء افتتاح مشروع سكن اجتماعي بالقرب من مدينة الإسكندرية بأنه "لا توجد أي أعذار يمكن البوح بها حول هذه المأساة". وأضاف السيسي أن "مصر لن تتحول إلى بلد اللاجئين، كما أن الحكومة لن تتخلى عن شعبها". وأقر أن العديد من المصريين الذين يعيشون في ظروف اجتماعية واقتصادية مزرية يودون الهجرة إلى أوروبا والهرب من شبح الفقر. 
 
ونقلت الصحيفة نتائج إحدى الإحصاءات، التي أفادت بأن نسبة العاطلين عن العمل في مصر تقدر بحوالي 13 بالمئة، وقد وصلت نسبة البطالة في صفوف الشباب إلى 40 بالمئة. ومن الواضح أن السيسي وجه رسالة ضمنية، خلال خطابه، لكل من يفكر في الهجرة غير الشرعية، حيث أكد أن الدولة ستتخذ تدابير صارمة ضد أي مهاجر غير شرعي. وفي هذا السياق، قال: "ليكن في علم الجميع أنه علينا العمل على تغيير الواقع الذي نعيش فيه".
 
وانتقدت الصحيفة الوضع غير الإنساني الذي يعيش فيه المصريون؛ حيث تبدو الأمنيات والحلول الفورية التي وعد السيسي بتطبيقها بعيدة المنال، ليس فقط على المدى القريب، بل أيضا على المدى البعيد. والجدير بالذكر أن ذلك لا يعود فقط إلى هشاشة اقتصاد البلاد والعجز المالي الذي تعاني منه، بل أيضا إلى شدة تعقيد المعطيات السياسية المصرية.
 
ونقلت الصحيفة سلسلة من الادعاءات، على خلفية ما يعاني منه المصريون من اضطهاد، حيث تم فيها اتهام حكومة السيسي بالتقصير. والجدير بالذكر أن السبب وراء فرار المصريين من بلادهم عبر قوارب الموت يعود إلى الانتهاكات التي تُرتكب في حقهم، من بينها قمع حرية التعبير، والاعتداء على الحريات والحقوق المدنية، التي تتمثل أساسا في التصفيات الجسدية للمعارضين، والتعذيب في السجون، والاعتداء الجنسي على المعتقلين، فضلا عن الاختفاء القسري.
 
وذكرت الصحيفة أن مصر تحتضن عددا هاما من اللاجئين من إفريقيا والشرق الأوسط، وذلك وفقا لما أدلى به السيسي في المحادثات العالمية الأخيرة؛ إذ إن عدد اللاجئين في مصر يقدر بحوالي 5 ملايين لاجئ. كما صرح السيسي بأن الدولة توفر للاجئين الخدمات الاجتماعية الأساسية، مثلهم مثل أي مواطن مصري آخر، على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
 
والجدير بالذكر أن الأرقام التي قدمها السيسي تبدو بعيدة كل البعد عن الحقيقة مقارنة بالإحصاءات الأخيرة التي قامت بها وكالة الأمم المتحدة للاجئين، التي سجلت حوالي 250 ألف لاجئ فقط.

وبحسب منظمة الدفاع عن حقوق اللاجئين المصرية، فقد تم تسجيل العديد من المخالفات، خاصة تلك المتعلقة بالعنف الموجه ضد اللاجئين.
 
وقد قامت هذه المنظمة برصد العديد من الاعتداءات التي ترتكب في حق اللاجئين، خاصة بعد موجة الاعتقالات العشوائية التي شنتها السلطات المصرية مؤخرا.
 
وفي الختام، بينت الصحيفة فحوى الاتفاق الذي عقده الاتحاد الأوروبي مع مصر. وفي هذا السياق صرّح رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شالز، بأنه "على الدول الأوروبية، خاصة الأورومتوسطية، الأخذ بعين الاعتبار العدد الهائل من المهاجرين غير الشرعيين الذين يتوافدون إليها من شمال إفريقيا، وذلك للحد من الكوارث الإنسانية التي من الممكن أن تنتج عن ذلك".
التعليقات (0)