أثار المقال الذي كتبه
دايفد صاموئيل في مجلة نيويورك تايمز عن "بن رودوز"، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي لشؤون الاتصالات الاستراتيجية للرئيس باراك
أوباما عاصفة من ردود الأفعال، مصحوبة بجدل واسع في الصحافة والإعلام في الولايات المتّحدة الأمريكية، لدرجة أنّ ما كُتِبَ خلال بضعة أيام فقط عن هذا الموضوع تجاوز ما كُتِبَ عن الرجل لسنوات طويلة.
في المقابلة التي أجراها بن رودز مع صاموئيل، اعترف الأوّل بأنّهم تلاعبوا بوسائل الإعلام لنشر أخبار وتقارير وتحليلات تدعم موقف البيت الأبيض من المفاوضات مع إيران، وأنّهم استخدموا أيضا صحفيين وخبراء من أجل الترويج للرواية الرسمية ونشر ما يدعمها في وجه المخالفين أو المعترضين على الاتفاق.
يقول رودز متبجّحا: "استغلينا جحافل خبراء الحد من التسلح الذين كانوا قد بدأوا يظهرون في مراكز الأبحاث وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.... وأصبحوا مصدرا لمئات من الصحفيين الجهلة ...لقد كانوا يقولون أمورا تشرّع ما أعطيناهم إياه ليقولوه". ويضيف: "معدّل أعمار الصحفيين الذين كنّا نتحدّث معهم 27 سنة، والخبرة الوحيدة التي يمتلكونها في هذا المجال تتضمن تغطية الحملات الانتخابية فقط حرفيّا، هم لا يعرفون شيئا.
صحيح أنّ تلاعب البيت الأبيض بالإعلام وبالصحفيين والخبراء ونشر الأكاذيب لتبرير الاتفاق النووي وتسويقه يعدّ مشكلة كبيرة، لكن هناك من يرى أيضا أنّ المشكلة أكبر من ذلك بكثير، وهي تتمثل في أنّ روائيا لا يحمل حتى درجة ماجستير في السياسة أو العلاقات الدولية، وليس لديه أي خبرة عملية على الإطلاق في المجال السياسي أصبح اليد اليمنى لرئيس الولايات المتّحدة. ليس هذا فقط بل إنّ رودز تخطى حدود وظيفته ليصبح المستشار رقم واحد للرئيس الأمريكي.
يقول صاموئيل بأنّ رودز وفقا لعدد كبير من العاملين الحاليين والسابقين في البيت الأبيض، هو الصوت الأكثر تأثيرا في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية باستثناء الرئيس الأمريكي نفسه! رودز نفسه يقول بما يدعم هذا الإقرار: "لم أعد أعرف أين أبدأ أنا وأين ينتهي الرئيس أوباما".
لقد سبق أن اشتكى أشخاص كثيرون من هذا الوضع الشاذ داخل مجلس الأمن القومي الخاص بأوباما، حتى إنّ وزير الدفاع السابق روبرت جايتس كان قد اشتكى علنا من طريقة إدارة أوباما للأمور، ومن دور "الأعضاء الصغار "في مجلس الأمن القومي، وهو الأمر نفسه الذي فعله وزير الدفاع السابق أيضا ورئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية ليون بانيتا كان قد انتقد أيضا.
المشهد هنا أشبه بدولة من دول العالم الثالث حيث الشخص غير المؤهل وغير المناسب بتاتا في المكان غير المخصص له على الإطلاق في مناصب حساسة ومؤثرة. "بروفايل رودز" كاف لإيجاز كوارث أوباما في السياسة الخارجية. وعلى الرغم مما يعتبره البعض نجاحا لرودز في تسويق كذب البيت الأبيض والتلاعب بالرأي العام، تبقى الحقيقة المؤكّدة أنّ أوباما ورودز لم يخدعا إلا نفسيهما، فحتى ما يعتقدان أنّه إرث تاريخي –أي الاتفاق النووي-، لا يبدو في الحقيقة سوى وهم صنعاه ويريدان منّا أن نصدّق بأنّه يعمل بشكل جيد!