حقوق وحريات

مناشدات لإغاثة الآف اللاجئين على الحدود السورية الأردنية

بلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن مليون ومئتي ألف لاجئ - عربي21
بلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن مليون ومئتي ألف لاجئ - عربي21
ناشدت منظمات دولية ومحلية المجتمع الدولي لتقديم المساعدات لما يقارب 16 الف لاجئ سوري عالقين في منطقة صحراوية بين الحدود الأردنية - السورية - العراقية.
 
وأعربت "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" و"اللجنة الدولية للصليب الأحمر" عن قلقهما لوجود آلاف اللاجئين العالقين الذين يحاولون الفرار إلى الحدود الأردنية بعد تدهور الأوضاع في سوريا.
 
وتتحفظ الحكومة الأردنية على إدخال اللاجئين قبل إخضاعهم لـ "تدقيق أمني" كما أكد الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني.
 
وقال أقارب لعالقين لـ "عربي21" إن اللاجئين يتوزعون على منطقتين صحراويتين هما منطقة الركبان الحدودية بين سوريا والعراق والأردن" التي يتواجد بها القسم الأكبر من اللاجئين ويقدر عددهم بـ 16 ألف لاجئ جاؤوا من مناطق شمال سوريا، ومنطقة الحدلات التي تبعد 320 كم شمال شرق العاصمة عمان ويتواجد بها ما يقارب 1300 لاجئ أغلبهم جاؤوا من المناطق الجنوبية في سوريا.
 
اللاجئ خليل الزعبي (53 عاما) دخل الأردن بعد أن علق في منطقة الحدلات لما يقارب ثلاثة أشهر في ظل ظروف جوية باردة، وقال لصحيفة "عربي21" إن "السلطات الأردنية تسمح لأعداد قليلة بالدخول حيث يضطر البعض للانتظار لأشهر حتى يحصل على الموافقات الأمنية".
 
وأكد ممثل مجلس محافظة درعا، وائل الزوباني، لـ "عربي21"، أن عدد اللاجئين العالقين بازدياد نتيجة الهجمة الروسية الشرسة على مناطق ومدن سوريا". 
 
وأوضح الزوباني أن "اللاجئين عالقون في منطقة صحراوية مرتفعة بين الحدود الأردنية السورية العراقية، وهي خالية من المياه والغطاء النباتي، ويعيشون أوضاع مزرية للغاية، كون أغلبهم من كبار السن؛ حيث قصدوا هذه المنطقة من محافظات مختلفة من ريف درعا وريف حمص والشمال السوري، كونها آمنة لا يوجد بها حواجز ولسهولة الوصول لها على أمل دخول الأردن". 
 
وطالب الزوباني المنظمات الدولية بتكثيف تقديم المساعدات للاجئين المعرضين للهلاك بسبب ظهور أمراض الجهاز التنفسي بينهم ،خصوصا بين الأطفال وكبار السن لتردي الأحوال الجوية، داعيا أصحاب القرار لنقلهم لمخيم الأزرق أو نقلهم إلى الزعتري واستيعابهم، أو تكثيف الدعم والخدمات الطبية وخصوصا كبار السن والحوامل في حال تعذر نقلهم. 
 
من جهتها، قالت السلطات الأردنية، على لسان قائد حرس الحدود العميد صابر المهايرة، في تصريحات لوسائل إعلام تفقدت المخيمات المؤقتة للعالقين، إن "أغلب اللاجئين المتواجدين في منطقة الركبان جاؤوا من مناطق شمال سوريا كالرقة ودير الزور والحسكة التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش، لذا يعطي الأردن البعد الأمني أهمية على البعد الإنساني".
  
وأكدت الحكومة الأردنية أنها سمحت للوكالات الدولية كالصليب الأحمر واليونسيف والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، بالوصول إلى هؤلاء اللاجئين من خلال مكتب ارتباط أقيم لهذا الغرض.
  
بدورها، قالت المتحدثة الرسمية باسم الصليب الأحمر في الأردن، هلا شملاوي، لـ "عربي21" إن "اللجنة بدأت بتقديم المساعدات للاجئين العالقين في منطقتي الحدلات و الركبان في شهر آذار/ مارس من العام الماضي، وتشمل المساعدات بشكل أساسي المواد الغذائية والمياه ومستلزمات النظافة الشخصية والرعاية الصحية الأساسية بالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية، وأنشأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عيادتين طبيتين".
 
وحسب الصليب الأحمر، فإن "غالبية الأشخاص الموجودين على الساتر هم من الأطفال والنساء وكبار السن، الذين لجؤوا إلى الأردن بحثا عن الأمن والحماية؛ حيث يعيشون في ملاجئ مؤقتة على الحدود في ظروفٍ قاسية".
 
وبين أن النسبة الأكبر من اللاجئين هم فئات مستضعفة من الجرحى والنساء والأطفال وكبار السن الذين هربوا من الحرب الدائرة في سوريا، مؤكدة أن اللجنة في حوار دائم وثنائي مع السلطات الأردنية لتحديد الحالات الإنسانية ذات أولوية الإدخال إلى الأردن وتشمل تلك الحالات النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. 
 
وتقدم "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" خدمات التواصل العائلي للاجئين العالقين من خلال الاستفسار عن اللاجئين.
 
حقوقيا، يرى الناشط المتخصص بالاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق اللاجئين رياض صبح أن "المطلوب هو التحقق من الحالة الموجودة على الحدود ومن هوية الأشخاص الذين يدخلون الأردن، فإذا كان طلب دخول الممكلة من باب الحماية، بالتالي مطلوب من الدولة استقبال اللاجئين دون تمييز وتطبيق عليهم الإجراءات المتبعة بالقانون الدولي، والإجراءات التي تقوم بها السلطات الأردنية والمفوضية السامية للاجئين".
 
وقال صبح لـ "عربي21" إنه "إذا كان لدى الأردن أسباب جدية متعلقة بالإرهاب و متطلبات أمنية يقع على المملكة إظهار ذلك، وعلى السلطات الأردنية أن تبين أن هنالك تهديدا وأن هؤلاء ليس لاجئين".

وخفضت السلطات الأردنية نقاط عبور اللاجئين السوريين من 45 نقطة في العام 2012، إلى خمس نقاط شرق المملكة في العام 2015، ثلاث مخصصة للجرحى فيما خصصت الركبان والحدلات لعبور اللاجئين.
 
وقدرت آخر إحصائية للتعداد السكاني أن عدد اللاجئين السوريين في المملكة يبلغ مليون و200 ألف سوري يشكلون ما نسبته 2,13% من عدد السكان.
التعليقات (0)