حول العالم

سوق "ستر النجاة" تنتعش بإسطنبول مع تزايد أعداد مهاجري البحر

اللاجئون السوريون والعراقيون هم أهم الزبائن لسترات النجاة هذه الأيام - عربي21
اللاجئون السوريون والعراقيون هم أهم الزبائن لسترات النجاة هذه الأيام - عربي21
مع ازدياد أعداد الراغبين بالهجرة إلى أوروبا عبر البحر انطلاقا في تركيا، انتعشت في أسواق إسطنبول تجارة ستر النجاة التي تعدّ بمثابة "القشة" التي يتعلق بها اللاجئون خلال رحلتهم المحفوفة بالمخاطر، والتي قد يتعرضون خلالها لغرق المركب الذي يقلهم، مثلما حدث ويحدث بشكل يومي.

"عربي21" جالت في أسواق إسطنبول، وقصدت منطقة "أكسراي" الشهيرة لدى اللاجئين السوريين والعراقيين وغيرهم، التي منها تعقد صفقات التهريب، حيث لاحظ مراسل "عربي21" ستر النجاة التي تملأ واجهات المحلات، فيما سمح أحدهم بالتقاط صور لبضاعته.

سُتر النجاة تباع علنا في أكسراي

يقول مهند، أحد الباعة، وهو من أبناء مدينة حلب السورية: "نبيع يوميا ما يقارب 40 إلى 50 سترة نجاة، ومن الممكن أن تكون نسبة المبيع أكبر من ذلك، وهذا يعود إلى عدد الطافشين (المهاجرين) من تركيا باتجاه أوروبا"، دون أن يحدد سعره السترة.

ويضيف لـ"عربي21": "أنا بنفسي عندما سأفكر بالسفر بهذه الطريقة (تهريبا عبر البحر)، سأرتدي هذه السترة التي قد تنقذني من الغرق"، حسب قوله.

بيعها مسموح..

وحول ما إذا كانت تجارة هذه السترات ممنوعة، أو تتم ملاحقتها من قبل السلطات التركية، وخاصة في ظل تشديد الإجراءات مؤخرا لمنع انطلاق المهاجرين من الأراضي التركية باتجاه الجزر اليونانية، يقول ياووز، وهو بائع تركي: إنه "ليست هناك أي ملاحقة أمنية لمن يبيع هذه السُتر، على اعتبار أنها معروضة في واجهات المحلات، ولم أسمع من أحد أن الشرطة التركية قامت بمصادرتها".

ويضيف البائع التركي في تصريح خاص لـ"عربي21": "إسطنبول تعد من أكثر المدن التي لها شواطئ على البحر، وتنتعش فيها السياحة البحرية، ويحتاج السياح شراء سُتر النجاة هذه أثناء السباحة أو الرحلات البحرية، سواء إلى الجزر أو للجولات البحرية، وهذا ما يجعل بيعها غير ممنوع، إلى جانب بضائع أخرى للسباحة وركوب البحر".

وأوضح ياووز أنه يبيع من ستر النجاة يوميا ما يزيد عن 40 قطعة، فيما يتراوح سعرها بين 40 وحتى 70 ليرة تركية (الدولار يساوي نحو ثلاث ليرات).

ويشير البائع التركي إلى أن لديه كل المقاسات من هذه السُترات، منها ما هو مخصص للأطفال، ومنها ما هو مخصص للكبار، لافتا إلى أن العديد من الجنسيات يقصدون محله لشرائها، وأن سعرها يعدّ مقبولا، كما أن هناك من يبيع أنواعا رديئة منها على الأرصفة والبسطات والشوارع، حيث إنها تعدّ تجارة رابحة هذه الأيام، حسب قوله.

لكن حيازتها..

وفي المقابل، يؤكد أحد اللاجئين السوريين، واسمه عمر، وكان قد حاول الهجرة عن طريق مهرب من منطقة أكسراي، أن الشرطة التركية باتت في الآونة الأخيرة تقوم بدوريات لإلقاء القبض من يحاول الهجرة عبر البحر، وأنه تعرض هو ومجموعة من أصدقائه للتفتيش بينما كانا ينتظران السيارة التي ستقلهم إلى نقطة العبور من أحد الشواطئ التركية إلى اليونان.

وأوضح عمر لـ"عربي21"؛ أن التهمة وجهت إليهم بالهجرة غير الشرعية؛ بعد العثور على ستر النجاة معهم، "ما يؤكد أن حيازة هذه السترة مع اللاجئين باتت من الممنوعات"، على حد وصف اللاجئ السوري.

سُترة النجاة شرط أساسي للمهربين

ويقول أبو علي، وهو أحد المهربين، بأنه يقوم بتهريب العشرات من المهاجرين يوميا إلى اليونان عبر" البلم" (مركب مطاطي)، وأنه قد لا يسمح لمن لا يملك سترة نجاة بركوب البلم أو حتى الوصول إلى نقطة الانطلاق، "لأنها ضرورية لإنقاذ المهاجرين فيما لو حدث طارئ في عرض البحر"، حسب قوله لـ"عربي21".

ويبين المهرب أبو علي، الذي بدا حذرا، ويتلفت يمنة ويسرة أثناء حديثه مع "عربي21"، أن سترة النجاة لها أنواع مختلفة، وأفضلها نوع "ياماها"، يابانية المصدر، ويتراوح سعرها ما بين 60 إلى 70 ليرة تركية، وأن هناك أنواعا رديئة وذات جودة أقل، و سعرها نحو 40 ليرة تركية، موضحا أن النوعية الجيدة تمتاز بسماكتها، وهي تباع في منطقة أكسراي أيضا.



التعليقات (0)