أعلنت
ميليشيات تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري عن فتح أبواب الانتساب أمام أبناء
دير الزور وريفها في شرق
سوريا، للانضمـام إلى قـوات "الحشـد الـشعبي" التي تترأسها قيـادات عـلوية وشيعية، على غرار قوات "
الحشد الشعبي" التي تم تشكيلها من الشيعة في العراق لمحاربة
تنظيم الدولة.
وتهدف الدعوة للانتساب لاستجلاب أبناء السنّة في دير الزور، ضمن الأحياء التي تخضع لسـيطرة قوات بشار الأسد، إضافة إلى من يواليها من العـشائر التي تواجه تنظـيم الدولة، في حين تتولى قيادة التشكيل العـسكري الجـديد قيـادات إيرانية من الحرس الثوري، وعناصر من حزب الله اللبناني.
وانطلقت حملة الانضمام منذ يومين، حاملة بين رحاها رسالتين لتجنيد الشباب، وهما رسالتا "القومية العربية" و"الدين الإسلامي"، لمحاربة تنظيم الدولة من جهة، وفصائل الثوار السوريين من جهة أخرى.
وأبلغ النظام الـسوري المنضمين تحت راية ميليشيات الحشد بأربعة أهداف عسـكرية ستعمل هذه الميليشيات على تحقيقها: "دعم الجيش الباسل في دير الزور، وفتح طريق دير الزور المدينة التي يفرض تنظيم الدولة الحصار عليه منذ شهر ونصف، والقضاء على إرهاب التنظيم، وفك الحصار عن قوات النـظام وحلفائه بمدينة دير الزور، وخاصة في حيي الجورة والقصور".
وجاء في بيان حملة التجنيد الجديدة التي يروج لها النـظام الـسوري: "إلى جميع أهالي دير الزور الشرفاء الغيورين على بلادهم، والراغبين في مساندة قوات الجيش العربي السوري في الدفاع عن سوريا أرضاً وشعباً لتطهيرها من عصابات عفنة ادَّعت انتماءها للرسالة السمحاء، والإسلام منها براء"، حسب نص بيان الحملة.
من جهته، قال الناشط الإعلامي مجاهد الشامي، الذي ينشط في حملة "دير الزور تذبح بصمت": إن "النـظام السوري وحلفاءه يعملون على كسب مقاتلين جدد ضمن صفوفه، من خلال اللعب على الوتر العشائري السائد بدير الزور وريفها، ويخاطب الشبان ممن هم دون أعمار الثامنة عشرة، بعد أن نجح في أوقات سابقة بتجنيدهم ضمن ميلشيات "الدفاع الوطني" مقابل الأموال والمخدرات".
ورأى الشامي، في حديث لـ"عربي21"، أن هذه "حركة مكشوفة للنـظام السوري إثر إفلاسه على الأرض كقوة عسكرية، ليس على مستوى مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية فحسب، إنما على المستوى السوري بشكل عام". وأضاف الشامي: "خطوته هذه ما هي إلا خطوة تهدف للكسب الإعلامي، ليس هذا فحسب، بل إن النظام السوري وميليشياته المتعددة في دير الزور، يسعون لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي على غرار ما فعله شريكه النـظام العراقي، بتجنيد عشرات العناصر من قوات الحشد الشعبي لمواجهة التنظيم، ولكن هذه القوة ليست لمحاربة التنظيم فقط، كونها ارتكبت جرائم، في العراق قبل سوريا، بحق أبناء السنة، من عمليات قتل وسلب واغتصاب وما شابه".
وأعلنت الصفحات المقربة من النظام السوري عن قيام قوات "الحشد الشعبي" بأولى عملياتها ضد تنظيم الدولة في دير الزور، من خلال استهداف دورية للتنظيم مؤلفة من سيارتين، وأنهم قتلوا العديد من عناصر التنظيم بينهم شخصية مهمة. كما تحدثت الصفحات عن معلومات لا يمكن التثبت من صحتها؛ حول اقتحام مقر الحسبة (المحكمة الإسلامية) التابع لتنظيم الدولة.
كما نشرت صفحات موالية للنظام أخبارا عن استهداف حاجز السياسية الواقع شرقي المدينة بالقرب من دوار "الطيبة"، وأن عناصر الميليشيات تمكنوا بعدها من الانسحاب بنجاح بعد تنفيذ المهام، حسب ما أوردته مصادر النظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي.