صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: الحملة ضد داعش هي حرب الكل ضد الكل

الحرب على "الإرهاب" - تعبيرية
الحرب على "الإرهاب" - تعبيرية
يسلط محلل الشؤون العربية، في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل الضوء عل طبيعة الصراع الذي سيتأجج أكثر في المنطقة، وعلى جبهات متعددة وبمكونات متنوعة، عقب إعلان الحملة الدولية والإقليمية ضد "الإرهاب" في إشارة إلى الحملة الدولية والإقليمية ضد "تنظيم الدولة- داعش".

ويرى برئيل في مقاله المنشور الجمعة بعنوان "حرب الكل ضد الكل"، أن الولايات المتحدة لم تكن مترددة هذه المرة، وذلك لطبيعة العلاقة بين السعودية وإيران، غير أن من يرغب في إنهاء وجود داعش في سوريا، لا يمكنه أن يتخلى عن الشراكة الإيرانية، على حد قوله. 

ويعتقد الكاتب أن لإيران والولايات المتحدة مصلحة مشتركة في اجتثاث تنظيم الدولة من جذوره، ووصفه روحاني بأنه "تنظيم يريد إبادة البشرية".

وينقل الكاتب عن روحاني تساؤلاته في ذلك، لشبكة "أن بي سي": "هل يخشى الأمريكيون تقديم الضحايا في العراق؟ هل يخشون من أن يقتل جنودهم في الحرب ضد الإرهاب؟ هل يمكن على الإطلاق القتال ضد الإرهاب دون تقديم ضحايا؟". 

لكنّ الغريب أنه في حين يدعو روحاني الولايات المتحدة إلى الشروع في هجوم ضد داعش، فإن لدى قائد الثورة علي خامنئي، عدة تحفظات في هذا الشأن، بحسب برئيل.

ويضيف أنه قبل إقامة التحالف الدولي والعربي لغرض القضاء على الجهاديين، أوضح خامنئي أن داعش هو نتاج مؤامرة غربية، وبالأخص أمريكية.. وبعد ذلك قيل إن الزعيم الروحي لإيران أصدر بنفسه الإذن للتعاون مع القوات الأمريكية، وتم نفي هذا التقرير بسرعة، لكنّ مصادر إيرانية أكدت صحته. وأشار إلى تصريح روحاني حينها بأنه "إذا بدأت الولايات المتحدة باتخاذ خطوات عملية ضد داعش، فسيكون ممكنا التفكير بالتعاون معها".

ولتبقي إيران نفسها في موضع القبول وعدمه والضبابية في اتخاذ القرار، ينقل برئيل عن الزعيم الإيراني الأعلى تصريحه بأن إيران "فخورة" في أنها لم تُدعَ إلى مؤتمر باريس (بضغط سعودي على الولايات المتحدة)، الذي تشكل فيه التحالف للقضاء على داعش، ووصفه خامنئي بأنه "حدث مغلوط"، ما دفع بعض الاعضاء في البرلمان الإيراني إلى إعلان أن التحالف مؤامرة أمريكية للعودة إلى العراق وضرب الجبهة الداخلية الاستراتيجية الإيرانية.

لكنّ من يرغب في إزالة داعش من سوريا لا يمكنه أن يتخلى عن الشراكة الإيرانية، وفقا لـ برئيل. 

ويقسم الكاتب الحرب التي أعلن عنها الرئيس أوباما على الجهاديين، إلى جبهتين تفرض على كل واحدة منهما رزمة قيود دولية: 
ففي الجبهة السورية، لا يمكن للولايات المتحدة أن تعمل طالما  أن إيران وروسيا تعارضان أي عمل عسكري. 

 أما الجبهة العراقية بالمقابل، فهي جبهة مريحة نسبيا، ولكن عندما قال رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارتين دمبسي هذا الأسبوع إن نشر قوات أمريكية برية هو خيار ممكن إذا ما فشلت الاستراتيجية الحالية، فقد أثارت أقواله ردود فعل حادة في بغداد بالذات. 

ويردف بأنه في الرياض تنطلق منذ الآن أصوات تعارض حرب السنة ضد السنة من أجل حكومة شيعية في العراق، وقد تبعث السعودية بقوات.. ويخشى أنه إذا ما بعثت السعودية بالقوات، فإن إيران ستتصرف بالمثل، ومن شأن النتيجة أن تكون حربا عربية – إيرانية بدلا من صراع مشترك ضد داعش، على حد ما ذهب إليه برئيل. 
        
ويلفت أنه في موقف آخر، مثلما هو الوضع في سوريا، فإن قوات التحالف في العراق ستحاول تشجيع القوات السنية على العمل مع الأكراد ضد داعش.. وقد بدأت الولايات المتحدة منذ الآن -بحسب تقرير من الموصل- بإحياء شبكاتها الاستخبارية التي أهملتها بعد انسحاب القوات في أواخر 2011.  
       
وفي هذه الأثناء، ينشأ تهديد جديد من جهة أذرع القاعدة في المغرب وفي شبه الجزيرة العربية، ولا سيما في اليمن، التي نشرت بيانا يدعو كل المسلمين إلى التوحد ضد "الهجوم الصليبي".. ويرى برئيل أنه ليس واضحا ما إذا كان هذا البيان سيضم إلى داعش تنظيم جبهة النصرة، المتفرع عن القاعدة في سوريا، أو سيؤدي على الأقل إلى وقف الحرب بين التنظيمين.

 ويقول إن هذا من شأنه أن يكون جبهة غير متوقعة ستضطر قوات التحالف إلى مواجهتها، على أي حال. 

ومع أن التحالف يعاني من غياب التعاون من جانب تركيا، لأسباب تخص السياسة التركية المتعلقة بالجوار والحرص على المصالح العليا وأمن مواطنيها، فإن هناك مزاعم يشير إليها الكاتب، بأن ألف تركي انضموا إلى صفوف داعش وأن تقارير تتحدث عن جرحى من التنظيم يتلقون علاجا طبيا في المستشفيات في شمالي الحدود في تركيا.. وهو ما ينفيه الرئيس أردوغان،  بل وهاجم هذا الأسبوع "نيويورك تايمز" التي وجهت اتهامات من هذا القبيل للساسة الأتراك، بحسب أقوال برئيل.  
        
ويخلص إلى أن هذه الصدوع، العلنية والخفية التي يتميز بها التحالف العربي والغربي، فإنه يبدو أن أساس العبء سيقع على كاهل الجيش الأمريكي.. صحيح أن دول الخليج وعدت بأن تساعد في تمويل المعركة، إلا إن الولايات المتحدة هي التي ستكون على رأس الحربة، ليس فقط في المعركة الأساسية، بل وأيضا في المعركة السياسية إذا ما تبين أن استراتيجيتها فشلت.
التعليقات (0)