صحافة دولية

بوتين.. من وكيل في "كيه جي بي" لضامن "العظمة الروسية"

لم يشارك الرئيس الروسي بوتين في أي نقاشات انتخابية- جيتي
لم يشارك الرئيس الروسي بوتين في أي نقاشات انتخابية- جيتي

نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن مسيرة بوتين السياسية، التي مرت به من أروقة وكالة الاستخبارات الروسية إلى مبنى الكرملين؛ ليتحول بعد ذلك إلى ضامن العظمة الروسية.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21 "، إن الناخبين الروس سيؤيدون فلاديمير بوتين، ويمنحوه أصواتهم في الانتخابات الرئاسية اليوم الأحد.

 

وفي هذه الانتخابات، أظهر بوتين نفسه في صورة الزعيم الذي سيستعيد مجد الأباطرة الروسيين، وقوة البلاد.

وبينت الصحيفة أن الشعب الروسي لن يهدي هذا الانتصار لبوتين بفضل التغيير الاقتصادي الذي وعدهم به، ولا من أجل الديمقراطية السياسية، أو حتى بسبب مكافحة الفساد. وفي حقيقة الأمر، لم يف بوتين بوعوده، بعد 18 سنة في السلطة.

وأضافت الصحيفة أن بوتين ظفر بهذا الحجم من التأييد بفضل إصراره على منح روسيا دور القوة العظمى، وإشرافه على منافسة ومواجهة الغرب، وتقديم نفسه في صورة منقذ شعبه بمفهوم مزدوج.

 

ومن الجهة الأولى، يعد بوتين الزعيم الذي أعاد مجد الدولة المركزية بعد الفشل في التحول الديمقراطي خلال التسعينيات.

 

ومن الجهة الثانية، يعد بوتين شبيها بالمعالج الساحر، للصدمتين اللتين عانت منهما البلاد خلال القرن العشرين.

وتجدر الإشارة إلى هاتين الأزمتين هما أساسا: الثورة الروسية (1917)، التي أدت إلى فقدان الإمبراطورية القيصرية، وتفكك الاتحاد السوفييتي (1991)، مما أدى إلى فقدان الإمبراطورية الشيوعية "الداخلية" (السوفيتية) و "الخارجية" (الدول التابعة لحلف وارسو ).

وأضافت الصحيفة أن بيانات تم جمعها على إثر استطلاع للرأي العام، أجراه مركز ليفادا المرموق في تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2017 ، أوضحت أن 82 في المئة من المستطلعين يرون أنه على "روسيا الحفاظ على مركز القوة العالمية في المستقبل". وفي الوقت الحالي، يعتبر 72 بالمائة من الروس أن روسيا المعاصرة من أولى القوى العظمى بالفعل.

وأوضحت الصحيفة أن هذا الفخر الوطني، يرد إلى الاعتقاد بأن نجاح سياسة بوتين الخارجية في الدفاع عن المصلحة الوطنية، هو السبب في استعادة الدولة الروسية لأمجادها.

 

ويتمثل الدليل على ذلك في ضم شبه جزيرة القرم، وتضييق الخناق على عملية توسع الناتو في المجال السوفيتي القديم، والنجاح العسكري والسياسي في سوريا والشرق الأوسط والمواجهة مع الغرب، وخاصة مع الولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة أن بوتين لعب دور المحارب في السياسة الخارجية، ودور المنقذ في الشأن الداخلي. كما تطور دوره باعتباره منقذ الشعب الروسي منذ توليه السلطة.

 

وخلال حملاته الانتخابية في سنوات 2000 و2004، و2012 ، وعد بوتين، مرشح حزب روسيا المتحدة، بإنهاء "دكتاتورية القانون، وتصفية طبقة الحكام القدامى، واستعادة النظام والأمن"، الجوانب التي تم تدميرها خلال التسعينات.

ومن وعود بوتين الأخرى، نذكر إعادة إعمار الدولة المركزية. وأكد بوتين على ذلك في خطابه الرئاسي في نيسان/ أبريل سنة 2000، الذي جاء فيه العبارات التالية: "إن روسيا دولة ذات مركز مركزي منذ تأسيسيها، وهذا متأصل في وعينا الجيني، وتقاليدنا، وعقلية شعبنا".

وذكرت الصحيفة أنه خلال هذه الحملات الانتخابية ظهرت صورة بوتين، بين آلاف المحاربين، الذين حلقوا فوق الشيشان في طائرة هليكوبتر عسكرية، أو صورته وهو يغوص في البحر الأسود لإنقاذ "أمفورة" من القرن الخامس قبل الميلاد.

 

وظهر أيضا في صورة قائد سرب من الرافعات لتجريب الطائرات الخفيفة، أو صورة راكب الخيول عاري الصدر، أو مداعب أشبال النمر السيبيري، وغيرها من المشاهد الأخرى.

 

الحملة الانتخابية

وأضافت الصحيفة أن الحملة الانتخابية كشفت عن الوجه الآخر لبوتين، الذي يسلط الضوء على ماضيه، باعتباره العميل السوفيتي الذي عمل لصالح جهاز الكيه جي بي. وقد اختار الرئيس الروسي ،هذه المرة، أن يكون مرشحا مستقلا لينأى بنفسه عن مزاعم الفساد ضد روسيا المتحدة، ويعزز صورة الشخص الذي لا ينتمي إلى أي إيديولوجية، ويسعى فقط لإنجاز ما هو الأفضل بالنسبة لروسيا ولجميع المواطنين.

من جهة أخرى، لم يشارك الرئيس بوتين في أي نقاشات انتخابية، بل اقتصر خلال حملته، على خطاب مهم تحدث فيه عن الأسلحة النووية القديمة والجديدة. وصرح خلال هذا الخطاب بأن "الأسلحة الروسية متفوقة كثيرا على الأسلحة الأمريكية".

وقالت الصحيفة إن ادعاء بوتين بأنه منقذ ديني، تهدف إلى التوفيق بين موروثين روسيين؛ ألا وهما مركز القوة العظمى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية السابق، والتقاليد الاستعمارية الأرثوذكسية للإمبراطورية القيصرية.

وفي الختام، بينت الصحيفة أنه على هذا النحو، سيتمكن بوتين من الحفاظ على أسطورة روسيا الأبدية التي غزاها المغول (وغيرها من الأطراف الأخرى)، واستعاد مجدها العديد من العظماء على غرار القديس ألكسندر نيفيسكي، المحارب والمنقذ لمملكة كييف الروسية.

 

وفي الإجمال، يتوافق هذا النموذج تماما مع الصورة الرمزية الجديدة لبوتين.

التعليقات (1)
رائد خير
الأحد، 18-03-2018 10:22 م
يبدو أن كاتب تقرير صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية قد قبض مبلغاً من المال من المافيا الروسية حيث أن هذا المديح لبوتين ستستعمله الصحافة الروسية المأجورة لتسويق بقاء بوتين ملتصقاً بالكرسي سنوات أخرى بالإضافة لسنواته الطويلة في الحكم. لم تكن المافيا الروسية لتسمح بوجود منافس حقيقي لبوتين و لقد بذلت جهوداً هائلة لخداع الشعب بإنجازات وهمية. لكن المدقق في واقع بوتين يجد أنه كذب على الشعب فلا هو كافح الفساد و لا هو قام بتحسين الاقتصاد و لا هو رفع من منزلة روسيا على الصعيد الدولي. تدخل الروس في سوريا ضد مصلحة روسيا و اغتيال المعارضين الروس (حوالي 300) ضد مصلحة روسيا أيضاً و كذلك ما جرى في أوكرانيا بضوء أخضر من أمريكا أطفأته بعد ذلك.

خبر عاجل