صحافة دولية

تلغراف: كيف أرسلت موسكو المرتزقة للذبح كالخنازير؟

تلغراف: الحادث كشف عن واحد من أسرار أخفتها روسيا في الحرب السورية- جيتي
تلغراف: الحادث كشف عن واحد من أسرار أخفتها روسيا في الحرب السورية- جيتي

نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا مشتركا أعده كل من إليك لون وجوسي إنسور، عن قوات بوتين الضاربة التي تركت لتموت في سوريا

 

ويقول الكاتبان: "كانت واحدة من بقرات تنظيم الدولة الحلوب، وهدية استراتيجية ضرورية لسيطرة الكرملين ونظام بشار الأسد على سوريا، إلا أن الهجوم على حقل (كونكو) قرب دير الزور بداية الشهر انتهى بكارثة، وأدى إلى قتلى في أول مواجهة بين الأمريكيين والروس منذ حرب فيتنام، مسببا إحراجا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسابيع من الانتخابات". 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الحادث كشف عن واحد من أسرار أخفتها روسيا في الحرب السورية، وهو اعتماد الكرملين على المرتزقة الروس غير المعترف بهم وغير الشرعيين. 

 

وتنقل الصحيفة عن المحارب السابق في مليشيات مؤيدة لروسيا في شرق أوكرانيا ألكسندر أفيرن، وهو صديق أحد القتلى، قوله: "هذه قوات ضاربة ويمكن أن تقوم بأي عمل لإنجاز المهمة". 

 

ويقول أفيرن إن كيرل أنانييف (33 عاما) كان عضوا في الحزب القومي البلشفي "روسيا الأخرى"، وقاتل في شرق أوكرانيا، مشيرا إلى أن أنانييف، الذي يعرفه منذ عام 2001، كان يعمل في شركة تعهدات أمنية عندما قتل، و"لم يتحدث عن الشركة، إلا أن معظم الضحايا مرتبطون بشركة (فاغنر)"، بحسب الصحيفة.

 

ويلفت الكاتبان إلى أن الصحافة الروسية نشرت أسماء تسعة روس قتلوا في الهجوم الذي تم في 7 شباط/ فبراير، واعترفت وزارة الخارجية، يوم الخميس، بمقتل 5 روس على الأقل، مستدركين يأن بعض التقارير الصحافية قدرت العدد بالمئات.

 

ويفيد التقرير بأن عائلات المقاتلين القتلى ونوابا في البرلمان الحكومة طالبوا بتقديم أجوبة وتوضيحات، حيث قالت يالينا ماتتييفا، التي قتل زوجها ستنيلاف: "أريد من كل شخص أن يعرف عن زوجي، وليس زوجي فقط، لكن الأشخاص الذين ماتوا بطريقة سخيفة كلهم"، وأضافت: "أرسلوهم للذبح مثل الخنازير". 

 

وتذكر الصحيفة أن الكارثة بدأت عندما تقدم عدد من المقاتلين نحو موقع لقوات سوريا الديمقراطية، قريب من حقل للنفط تحت وابل من القصف المدفعي، وردا على ذلك فإن القوات الخاصة الأمريكية المرافقة لمقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الأكراد قامت باستدعاء مقاتلات "بي- 52"، ودمرت تقريبا الفرقة التي كانوا يواجهونها. 

 

ويقول أفيرن في تصريحات لـ"ديلي تلغراف" إن أكثر من 500 روسي كانوا في دير الزور وقت العملية، وإن معظم هؤلاء إما قتلى أو جرحى.  

 

وينوه الكاتبان إلى أنه من غير المعلوم إن كانت القيادة المركزية الروسية أعطت الأمر بالعملية، مشيرين إلى أن هناك من يعتقد أن مرتزقة في شركة "فاغنر" كانوا يعملون لصالح مليشيات محلية موالية لرجل أعمال موال للأسد، ويريد الحصول على عائدات مالية. 

 

ويورد التقرير نقلا عن مصدر قريب من الحكومة السورية، تحدثت معه "فونتاكا" و"أسوشيتد برس"، قوله إن شركة روسية مرتبطة بـ"فاغنر" كانت ستحصل على 25% من النفط وحقول الغاز، في حال استطاع المرتزقة السيطرة عليها، لافتا إلى أن هناك من يقول إن الكرملين سمح بالهزيمة، التي كان يمكن منعها، لتكون رسالة تحذير إلى الأسد ولإيران أيضا. 

 

وتنقل الصحيفة عن الباحث في مجلس الشؤون الدولية في موسكو يوري بارمين، تعليقه قائلا: "يجب أن تلتزم بسياستنا في سوريا وإلا تعرضت للقصف".

 

ويبين الكاتبان أن "حملة بوتين كانت من أجل (محاربة تنظيم الدولة)، وقُصد منها أن تكون حربا تلفزيونية، وتقدم لقطات حول القصف الجوي الروسي، دون جثث في الأكياس، ومن أجل تخفيف مخاوف الروس، وعدم تكرار درس أفغانستان، أكد بوتين أن الحرب ستكون جوية، ونظرا لعدم كفاءة الجيش السوري فإن روسيا اضطرت للقيام بعمليات سرية، ونفت أن يكون لديها وجود على الأرض". 

 

وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول رسلان لفييف من مجموعة "كونفليكت إنتجلنس تيم"، إن "أكبر المعارك وأشدها في وقوع ضحايا هي تلك التي خاضها المرتزقة"، حيث شارك حوالي ثلاثة آلاف مرتزق مع شركة "فاغنر" منذ التدخل الروسي عام 2015.

التعليقات (4)
ابو العبد الحلبي
الثلاثاء، 20-02-2018 06:53 ص
تعرض الشعب الروسي إلى خدعة كبرى من قيادته حول مشاركة جيشه في العمليات العسكرية الوحشية في سوريا . في البداية ، قال بوتين أن جيش روسيا يحتاج 3-4 أسابيع لإنجاز المهمة و لكن أبلغ مجلس الدوما "الشعب" بالموافقة على 3-4 أشهر ، و وافق المجلس على ذلك. في خريف 2015 ، انطلق طيران روسيا ليحرق الأخضر و اليابس في مدينة حلب خاصة و في سوريا بشكل عام من دون ضوابط أو محرمات. بعد قتل الآلاف و تدمير حلب الشرقية بالطيران تمهيداً لدخول عصابة النصيريين و مليشيات الفرس (و على رأسها حزبالة اللبناني)، تبين أن هؤلاء الجبناء لا يمكنهم القيام بمهمة الهجوم البري لوحدهم و بالتالي دخلت معهم قوات روسية برية تحت ستار "شرطة" و شاهد هذا أهل حلب بعيونهم عند سقوط حلب. شعر بوتين أنه لا بد من إشراك قوات برية في جميع المعارك ، فكان لزاماً الاستعانة بشركة فاغنر الروسية للمرتزقة و هؤلاء حين يموتون فلا يحتسبون كخسائر للجيش الروسي و لكن حين ينجزون المهام فالأوسمة و النياشين تعطى لهم من الدولة بدون ضجيج إعلامي. لكن أجواء التكتم لم تدم فلقد جاءت عملية دير الزور لتفضح بوتين . لا يمكن أن يصدَق عاقل أن عملية استمرت حوالي 4 ساعات بالمدفعية و الطيران الأمريكي تكون خسائرها قليلة. الأرجح أن يكون الهالكون بالمئات. حتى لو كانوا مرتزقة ، فإنهم في نهاية الأمر عسكريون روس لا فرق بينهم و بين الجيش سوى بالتسمية. ربما يكون القادم أدهى و أمرَ للروس.
العسيري
الإثنين، 19-02-2018 07:04 م
ما داموا مرتزقة فهم مجموعة من الديدان وماتت
الهلالي
الإثنين، 19-02-2018 03:47 م
يوجد فيديو على الانترنت لطائرات أمريكيا تقصف موكب من خمس شاحنات عسكرية ( ابادتهم كلهم ) يقال انه من دير الزير يرجى التحقق من صحة الفيديو
احمد
الإثنين، 19-02-2018 02:01 م
اذا كان لافروف يؤكد بأن الخبر غير صحيح و القناة الامريكية التي نقلت الخبر لم تقدم اي دليل فمن اين قدمتم هذا التحليل الخرافي و الغبي