أعلم أن هذا الخيار سيواجه عقبات كثيرة، لكنه خيار يستحق أن يحتشد كل الأحرار للنضال في سبيله، وأن نسخر سنوات أعمارنا المحدودة لتقريب تحقيقه، فهو الخيار الأكثر إنسانية وعدالة، بل والأكثر واقعية
يتجاوز الإيمان عالم المادة، لكنه لا يتجاوزه إلا عبر العلم والعقل والبرهان، فكل ظن ووهم وخرافة فهو إلى الكفر أقرب وإن زعموا نسبته إلى الله وألبسوه لباس الدين
لقد مثلت بداية مسيرة العودة فرصةً لإعادة الحيوية إلى المشروع الوطني الفلسطيني؛ عبر تغيير صورة الصراع من كونه "توتراً أمنياً بين طرفين" إلى كونه نضالاً حقوقياً مشروعاً يستند إلى القرارات الدولية، ويطالب أهله بحقوقهم الطبيعية في الحياة والحرية والعودة إلى بلداتهم التي هجروا منها قسراً
هناك من يرى أن قانون القومية الإسرائيلي يمثل إعلان فشل خيار الدولة الواحدة بتكريسه يهودية الدولة ونزعه الشرعية عن السكان غير اليهود، لكن ثمة زاوية أخرى محتملة للنظر، فإقرار هذا القانون يكشف بالذات خشية دولة الاحتلال من المستقبل و أن يفرض خيار الدولة الواحدة نفسه على أرض الواقع.
كان من سوء حظي أني لم أعرف رزان إلا بعد استشهادها، حدث هذا رغم أني كنت على بعد أمتار قليلة منها، وربما مرت بجواري أو مررت بجوارها في ميدان خزاعة عشر مرات على الأقل..
إن المؤهل لأداء هذا الدور الرافع للحالة الوطنية هو مجتمع مدني حقيقي تحرر من قيود التمويل الأجنبي المشروط، وحقق تمايزاً في الهوية عن الاستقطاب الفصائلي، وامتلك من وضوح الرسالة والقوة الثورية ما يمنحه قوةً دافعةً لتفعيل الطاقات الشعبية ودفع الحالة الوطنية باتجاه أكثر عدالةً وشفافيةً وديمقراطية
مدخل مناقشة "عالم بلا حروب" يجب ألا يكون البحث في وسائل لتغيير الطبيعة الإنسانية وتخيل كائن طوباوي معدل جينياً، بل إن المدخل المناسب هو تغيير وسائل المواجهة
ظهور تيار شعبي متجاوز للفصائلية في مسيرة العودة سيقوي هذا الحراك داخلياً وخارجياً، وسيحصنه من الضغوط السياسية؛ لأن تنظيمات مثل حركة حماس ترتبط بعلاقات معقدة مع الأطراف الإقليمية، وهو ما سيدفع تلك الأطراف إلى ابتزاز حركة حماس لإيقاف هذه المسيرة
حاجة الواقعي إلى الحالم لا تقل عن حاجة الحالم إلى الواقعي، فالواقعي هو الذي يطبق الأفكار، بينما الحالم هو الذي يغذيها ويحررها من الرتابة والجمود ويبصر بآفاق رحيبة
يحسب لمسيرة العودة بعد أيام من انطلاقها أنها أعادت تصحيح كثير من الأشياء، لم تعد إسرائيل الدولة الديمقراطية التي تحارب مجموعات مسلحةً في غزة، بل رأى العالم صورة شعب حي يناضل من أجل حريته وكرامته..
الجديد في مسيرة العودة هو الاعتصام السلمي المفتوح بالقرب من السلك العازل، وهو اعتصام سيكون وفق التصور المرسوم سلميا خالصا لن يستعمل فيه إطلاق الحجارة وإشعال الإطارات، وهي المظاهر التي ارتبطت تاريخيا بالانتفاضات والهبات الفلسطينية.
تستند مسيرات العودة إلى فلسفة الحقوق وليس فلسفة التحرير، فالتحرير يعني إزالة إسرائيل من الوجود وإلقاء مواطنيها بالبحر، أما النضال الحقوقي فهو على غرار ما فعله مانديلا، يهدف إلى إسقاط المشروع العنصري وتحقيق العودة وتقرير المصير للفلسطينيين المضطهدين، ثم لا ضير بعد ذلك في بقاء الإسرائيليين أو رحيلهم