منذ انقلاب 21 أيلول/ سبتمبر 2014، بدأ شهر رمضان يتحول إلى مناسبة مليئة بالتحديات المعيشية وحتى الروحية، لا تحتملها الأوضاع المتردية للناس على كافة المستويات، فلا مرتبات ولا دورة اقتصادية طبيعية يمكن أن تتولد معها الفرص والوظائف، بوقت يسود فيه اقتصاد الحرب بالمناطق يحكم التي الانقلابيون سيطرتهم عليها
الرواية التي نقلتها مصادر قريبة من الاشتباكات تشير إلى أن المواجهة تطورات إثر ملاسنة جرت بين أحد الجنود السعوديين ومقاتل تابع للنخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات، على خلفية قيام القوات الحكومية باستحداث أربع نقاط في محيط المنشأة الحيوية
الجائحة الحقيقية التي تواجه اليمنيين وتخيفهم هي المشروع الذي يمثله الحوثيون ويساعد غريفيث في التأسيس له وشرعنته، إلى جانب التغطية التي توفرها تحركات غريفيث للسعودية وشريكتها الأخرى في الحرب للإفلات من المسؤولية عن النتائج الكارثية..
أمام تصعيد قوات الانتقالي واستعراضاتها المتشنجة، أوعزت السعودية إلى القوات الحكومية تنظيم مناورة عسكرية بمدينة شقرة، وزيادة مستوى التحشيد للقوات الحكومية في أبين، للضغط على قوات الانفصاليين وردعها
السعودية بعد خمسة أعوام من تدخلها العسكري، بمؤازرة قوية من الإمارات وبشراكة سيئة معها، إنما تبرهن بأن تدخلها في اليمن ليس إلا نسخة مشابهة تماماً من حيث خطورته وعدوانيته وأهدافه الجيوسياسية؛ من التدخل الإيراني
جاءت عاصفة الحزم لتحقق أهدافا بعينها منها إنهاء الانقلاب وإعادة السلطة الشرعية لممارسة ولايتها الدستورية، وإعادة إطلاق العملية السياسية في البلاد، لكن أي من ذلك لم يتحقق بل على العكس، فالشرعية باتت تعيش وضعاً صعبا ربما تفقد معه الأمل في مغادرة معتقل الرياض والعودة إلى أرض الوطن
أكثر ما يثير الإحباط أن الرئيس عبد ربه منصور هادي، هو القائد الأسوأ الذي يمكن أن يوضع في الهرم البناء السلطوي لبلد يواجه تهديدات تنال من وجوده، على شاكلة التهديدات التي تواجه اليمن في المرحلة الراهنة
تدعي السعودية أنها تواجه المد الإيراني في اليمن وتملأ الدنيا صراخاً لتؤكد أن حزب الله متورطٌ في دعم الحوثين وأن إيران لا تتوقف عن ضخ الأسلحة للحوثيين، لكنها لا تبدو مكترثة للتحولات الجوهرية التي تشهدها الساحة السورية، بعد أن تحولت خلال الأيام الماضية إلى مقبرة للميلشيا المدعومة من إيران
أحرقت الرياض قوارب النجاة التي كانت تتوفر بكثرة على سفينتها وهي تمخر في لجة الحرب اليمنية.. أحرقت حلفاءها وخيبت آمال الطيف الواسع من اليمنيين الذين تفاءلوا بالتحول الاستراتيجي في الموقف السعودي تجاه بلدهم، والذي وصل حد الحرب لإعادة فرض الاستقرار وإنهاء التمرد والانقلاب
إن إسقاط طائرة التورنيدو السعودية ما كان ليتم لو أن السعودية دعمت الجيش الوطني لاستكمال تحرير الحديدة والساحل الغربي، ووفرت لها الغطاء للتقدم نحو صنعاء
الرهان على السلطة الشرعية لم يعد قائماً بالنسبة للقوى الأساسية المنضوية في معسكر الشرعية. والسؤال الجوهري اليوم ينصرف إلى طلب إجابة واضحة عن البدائل التي تتوفر لدى هذه القوى، وهي تشاهد بأم عينيها كيف يرتب التحالف أجندته القاتلة ليجهز على آخر ما تبقى من نفس ينبض في جسد الدولة اليمنية
الثابت أن السعودية لم تصل بعد إلى قناعة بأن إنهاء المعركة ووضع حد للتهديد الذي يطال عمقها الجغرافي ومنشآتها الحيوية، لن يكون إلا من خلال إعادة تعيين أطراف المواجهة بمسؤولية عالية، تعكس مستوى التزام الرياض المفترض تجاه الدولة اليمنية
أراد الحوثيون من خلال هذا الهجوم أن يظهروا مجدداً كأقوياء ومتحكمين بسير المعارك وتوقيتها، ومن ثم يستطيعون أن يفرضوا شروطهم في أية مفاوضات مقبلة مع السعودية باعتبارهم دولة تحكم في صنعاء، وليس طرفاً سياسياً يحاول أن يحصل على موقع في حكم اليمن
إن هذا الحرص الذي تبديه السعودية لفرض المجلس الجديد كمعطى جيوسياسي وجيوستراتيجي، في منطقة تتجاذبها الصراعات وتطحنها الأزمات، يعكس في المقام الأول أولوية الرياض وأنانيتها السياسية وضيق أفقها في ما يتعلق بتعيين الأصدقاء والأعداء
ما يحدث اليوم هو أنه يجري الحديث عن انسحابات متبادلة، وتسليم أسلحة وتعيين محافظ ومدير أمن لعدن وتشكيل حكومة كفاءات، دون تحديد واضح لهذه الأولويات التي نص عليها الاتفاق