كلمة "نشاز" تعني في اللغة خروج شيء أو صوت عن مستوى المجموعة التي تحيط به. لكنها في تونس تحيلك إلى جمعية تم تأسيسها من قبل عدد من المثقفين والنشطاء، يجمع بينهم انتماء فكري وتاريخي لليسار في مفهومه العام..
كل المؤشرات تدل على أن العالم العربي محكوم إلى حد كبير بحالة عدم الاستقرار؛ إذ كلما هدأت أزمة وتوقفت حرب أنبتت البيئة العربية خلافا جديدا يتراكم تدريجيا، إلى أن يتحول إلى حريق يأكل الأخضر واليابس.
يصاب المرء أحيانا بالذهول عندما يحاول أن يفهم البنية النفسية والعقلية لبعض من يطلقون على أنفسهم لقب "المجاهدين" عندما يرتكبون جرائم تقشعر منها الأبدان..
أصبح من المعلوم أن كلا من رئيس الدولة الباجي قايد السبسي ورئيس حركة النهضة يعيشان حالة ضيق شديد ومتصاعد من كل الذين انتقدوا مشروع قانون المصالحة الاقتصادية والمالية الذي أحالته رئاسة الجمهورية للمرة الثانية على البرلمان..
في كل سنة يقوم الآلاف من ذوي الديانة اليهودية بزيارة كنيس مشهور يقع بجزيرة جربة التونسية. ويعرف هذا الكنيس باسم "الغريبة"، كما يطلق على هذه الزيارة صفة "الحج" باعتبارها مناسبة دينية لها طقوسها وأدعيتها الخاصة..
توفي محمد الطالبي عن سن تجاوزت الخامسة والتسعين عاما. هذا الرجل النحيف والقصير وصاحب الوجه الحامل لعلامات البراءة، لم يكن شخصية عادية، خاصة في الفترة الأخيرة من عمره..
منذ أن ظهرت النواة الأولى لما سمي بالسلفية الجهادية في تونس حتى تيقنت بأن هذا التيار سيدفع بأنصاره نحو طريق مسدودة، و سيتحرك في اتجاه معاكس لحركة التاريخ.
يدور جدل في تونس حول حرية الإعلام. لا يتعلق الأمر بمبدأ الحرية، فتلك المسألة حسمها الدستور، وإنما المقصود هو اتهام السلطة التنفيذية بانتهاك هذا الحق، من خلال الاعتداء على الصحفيين خلال ممارستهم لمهنتهم..
أصبح واضحا اليوم أن تحقيق العدالة الانتقالية فيما يخص الصراع الدموي الذي دار في مطلع الاستقلال بين أنصار بورقيبة وأنصار منافسه القوي صالح بن يوسف لن تكون مسألة سهلة؛ إذ رغم مرور حوالي ستين عاما على تلك الأحداث التي انتهت باغتيال بن يوسف وسجن المئات من أنصاره.
لا يزال في تونس وفي غيرها من الدول العربية من يعتقد بضرورة منع الكتب الدينية من التداول في الأسواق، ويبررون ذلك بكونه من الوسائل التي من شأنها أن تساعد على محاصرة الفكر المتشدد وتوفير الحماية الضرورية للشباب المقبل على التدين.
كلما تأكدت ضرورة إحداث نقلة نوعية في المنظومة الفقهية الإسلامية، إلا وجدت وقائع تكشف بوضوح وجود مقاومة شرسة لكل محاولة جادة ترمي إلى حماية الموروث من كل مراجعة جدية تهدف إلى إعادة تأسيس طرق الاستنباط والاجتهاد. وفي هذا السياق يختلط الديني بالسياسي، وتتضارب المواقف والمصالح، وتكون النتيجة تعميق شعور
عاد الصراع بين القوميين والإسلاميين من جديد في تونس، وفي ساحات عربية أخرى. وهو الصراع الذي حاول المؤتمر القومي الإسلامي التخفيف من حدته، منذ أن تم تجميع التيارين في وقت مبكر من مختلف الأقطار والتجارب، منذ أواخر الثمانينيات من القرن الماضي.