قال المعلق السياسي البريطاني مايكل بنيون إن التطورات الأخيرة في
الموصل وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في
العراق والشام (داعش) على معظم شمال العراق إضافة لغربه، دفعت مقاتلي البيشمركة إلى احتلال مدينة
كركوك النفطية التي يطالبون بها كجزء من دولتهم المستقلة.
وأوضح الكاتب في مقاله بصحيفة "التايمز" أن حكومة نوري المالكي المترنحة لم تعد في وضع يمكنها من منع الأكراد من السيطرة على المدينة، وبسط سلطتها على المنطقة، أو منع الأكراد من بيع النفط في الأسواق المفتوحة.
ويقول التقرير إن تركيا -حليفة منطقة
كردستان- وحكومتها الإقليمية تتعامل مع المنطقة كجدار عازل عن المشاكل في العراق، وكمنطقة مليئة بالإمكانيات الاقتصادية وكحليف سياسي قوي.
ويشير إلى مطالب في أربيل عاصمة كردستان من نيرفيجان بارزاني كي يقوم باستغلال انتصار داعش والفزع الذي تعيشه بغداد، ويقوم بإعادة رسم الحدود التي حددها الفرنسيون والبريطانيون الذين اقتسموا إرث الدولة العثمانية، ويعلن الانفصال التام عن العراق.
ويناقش الداعون للانفصال أن الغرب سيرحب بالمنطقة نظرا للاستثمارات الهائلة فيها، وحالة الاستقرار التي تعيشها، خلافا للوضع في بقية العراق، والثروة النفطية مما يجعلها واحة للاعتدال.
لكن آخرين يحذرون من مخاطر خطوة كهذه بعد دعوة المرجعية الشيعية للدفاع عن حكومة المالكي. ويقال إن مسؤولا عسكريا إيرانيا كبيرا وصل العراق لتنسيق الجهود العسكرية.
فقد قالت مصادر عسكرية إن الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، وصل العراق مع وفد من 67 مستشارا عسكريا لإعادة تنظيم الميليشيات الشيعية العراقية.
كما وعرض الأمريكيون المساعدة وأرسلوا حاملة طائرات وسفنا حربية لمنطقة الخليج. ويأمل الأمريكيون أن يتجاهل الأكراد محاولات الحكومة العراقية لمنع تصدير النفط الكردي، حيث يواجه الأكراد دعاوى قضائية ولم يتم العثور على مشتر لحاملتي نفط محملتين بالنفط المنتج في مناطق الأكراد.
وتضيف الصحيفة أنه لا حكومة بغداد الشيعية ولا الجهاديون السنة مستعدون لقبول دولة كردية مستقلة.
ويواجه القادة الأكراد خيارات صعبة، تحد لبغداد أو مواجهة مع الجهاديين، ما يعني التأثير على استقرار المنطقة. وفي الوقت الحالي قد يقف الأكراد متفرجين على الصراع بين بغداد وداعش، مما يسمح للبيشمركة استمرار السيطرة وحماية المنشآت النفطية في كركوك، ومواصلة توسيع مناطقهم.