أشار تقرير
لصحيفة "هآرتس" العبرية أن حركة
حماس استطاعت استخدام الصورة لتحقيق
أهدافها.
وقالت الصحيفة
نقلا عن الباحث في مجال حرب المعلومات في جامعة حيفا الدكتور ينيف لفيتان، إن "الحرب
النفسية هي سلاح مهم في ترسانة حماس، تمكنهم من تحقيق إنجازات مهمة بتكلفة متدنية جدا".
ويشير لفيتان
إلى أن الورقة المهمة بيد حماس هي ورقة الأسرى، وهي تستخدم اللقطات التي تنشرها
عبر وسائل الإعلام لتحقيق أهدافها.
ووفق لفيتان
فإن حماس استخدمت تلك اللقطات في ثلاث مراحل من عملية الأسر؛ المرحلة الأولى تظهر عملية
الأسر نفسها، والهدف منها هو "إرسال رسالة للجمهور الإسرائيلي بأنه لا يوجد أي
مكان آمن، حتى في البيت". أما المرحلة الثانية فهي لقطات شهادات الأسرى في الأسر.
والمرحلة الثالثة هي اللقطات التي تظهر إطلاق سراح الأسرى. وعن المرحلة الأخيرة يقول
لفيتان، إنها مكنت حماس من السيطرة بشكل كامل على الأجندة في "إسرائيل".
ويضيف أن "بث
اللقطات أثناء إطلاق سراح المخطوفين تحول إلى جزء بارز في الواقع الإعلامي في إسرائيل"،
"وهذا يخدم حماس بشكل جيد. هذه اللقطات كانت عرضا دعائيا يرفع من قيمة حماس، مع
صور مهنية ومع مخربين مسلحين ظهروا كجنود مع الحرص الكبير على المظهر والزي. الرسالة
هي أنه رغم الضربات التي تلقتها حماس إلا أنها ما زالت تسيطر وما زالت قوية".
وبحسب لفيتان فإن
حركة حماس فرضت دعايتها على الإعلام الإسرائيلي، واصفا ذلك بـ"السلاح
الفكري"، مضيفا أن "حماس حولت قنوات الإعلام لدينا إلى سلاح موجه ضد إسرائيل".
بالنسبة للدكتور
ايلان منور، الباحث في الدبلوماسية الرقمية في قسم الإعلام في جامعة بن غوريون فإن
أفلام حماس حول الأسرى هدفت إلى "تعميق الأزمة السياسية في إسرائيل".
ويضيف أن حماس
تعرف جيدا الساحة الإسرائيلية، ويعرفون أنه يوجد حوار نشط حول مسؤولية نتنياهو.
وبحسب منور
فإن الهدف هو محاولة "تشويه صورة الزعامة في إسرائيل حتى لا يمكنها إدارة الحرب".
ويعتقد منور
أن حماس من خلال اللقطات التي بثتها تريد بناء صورة لمنظمة ناجحة وإنسانية. ويضيف:
"حماس تستخدم وسائل الإعلام الاجتماعية من أجل طرح ادعاءات على صيغة: حتى وهم
يقومون بقصفنا نحن حافظنا على المخطوفين وقمنا بالاهتمام بهم. نحن لسنا داعش. نحن نشبه
أكثر الصليب الأحمر".
في المقابل
ترى البروفيسورة موران يرحي التي تعمل الآن كواحدة من مديرات غرفة العمليات "إي.سي.تي.آي.ال"،
التي تعمل على عرض إسرائيل في المنصات الرقمية، وهي تخدم في الاحتياط في مكتب المتحدث
بلسان الجيش الإسرائيلي، أنه في وسائل الإعلام التقليدية فإن وضع "إسرائيل"
جيد بالمقارنة مع جولات القتال السابقة في القطاع، ولكن وضعها في الشبكات الاجتماعية
مختلف.
وتضيف: "يوجد
عدد أكبر من المسلمين والمؤيدين للفلسطينيين مما يوجد من اليهود والمؤيدين لإسرائيل.
في الشبكة الأرقام الكبيرة هي التي تفعل فعلها"، وتابعت: "الشبكة أيضا تتوجه
إلى الجمهور الشاب أكثر، الذي هو يؤيد أكثر فلسطين. في هذه الأثناء إسرائيل تتوجه بالأساس
إلى متخذي القرارات وإلى الجمهور الذين لهم مشاركة سياسية أكبر، وليس للطلاب في الجامعات".