كشف موقع ميدل إيست آي البريطاني، نقلا عن مصادر خاصة، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أصبح قلقا ويعيش أوقاتا عصبية بسبب فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية.
وقال الموقع في تقرير لرئيس تحريره ديفيد هيرست، وترجمته "عربي21"، إن وزير خارجية الولايات المتحدة المغادر بومبيو كان صريحاً مع محمد بن سلمان، حيث قال بومبيو للأمير السعودي إنه تحت إدارة بايدن المعادية، لن يبقى له داخل الولايات المتحدة سوى جهتين توفران له الحماية. أما الجهة الأولى فهي اللوبي المؤيد لإسرائيل وأما الثانية فهي الأغلبية الجمهورية داخل مجلس الشيوخ.
وقال بومبيو لولي العهد إن عليه إرضاء ترامب إذا أراد الاستمرار في الاستفادة من الحماية من الإدارة الجديدة.
وأضاف التقرير: "يقال إن بايدن وعد بأن يحاسب المملكة العربية السعودية على انتهاكات حقوق الإنسان وتعهد بالحد من مبيعات السلاح لها ومعاملتها كدولة "منبوذة". ولقد قال إنه يعتقد بأن محمد بن سلمان هو الذي أمر بقتل جمال خاشقجي في عام 2018.
كما وعد بإجراء تحول قدره 180 درجة في السياسة تجاه إيران، وأن ينأى بنفسه عن سياسة الضغط لأقصى حد من خلال فرض العقوبات، والعودة إلى طاولة المفاوضات".
ويعتقد الكاتب أن كثيرا من الأعداء الذين أوجدهم ولي العهد لنفسه منذ أن صعد إلى السلطة سيرون في إدارة بايدن حليفاً لهم، وأنه "سيكون من ضمن هؤلاء كبار الأمراء الذين ألقى محمد بن سلمان القبض عليهم واعتقلهم – ابن عمه الذي يكبره سناً، ولي العهد السابق محمد بن نايف، وعمه الأمير أحمد بن عبد العزيز، الذي عارض محمد بن سلمان على الملأ".
ونقل التقرير عن مصدر لديه معرفة مباشرة بالأمور داخل الديوان الملكي السعودي، حال ولي العهد بأنه "كان قلقاً وعصبياً جداً."
وقال مصدر آخر: "يعيش محمد بن سلمان أسوأ أيامه منذ أن أصبح ولياً للعهد. أكثر ما يقلقه هو بايدن، ويشعر بأن هذه الإدارة ستكون معادية له، وستكون مع العالم في عدم نسيان كل ذلك الذي اقترفته يداه من جريمة قتل جمال خاشقجي إلى سجن الناشطات الحقوقيات والإساءة إليهن. في الحقيقة لا يعرف ماذا ينبغي عليه أن يفعل."
وتاليا النص الكامل للتقرير الذي كتبه الصحفي والكاتب البريطاني ديفيد هيرست:
كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان متردداً في الموافقة على طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شن هجوم على إيران عندما التقيا الأحد الماضي في نيوم، بحسب ما صرحت به لموقع ميدل إيست آي مصادر سعودية مطلعة على تفاصيل اللقاء.
يقال إن تردد ابن سلمان كان وراءه سببان. أما السبب الأول فهو أنه قرأ في الهجومين الأخيرين على أهداف نفطية سعودية رسائل تحذير من إيران وصلت عن طريق وكلاء.
وأما السبب الثاني فهو أنه يرتاب في رد فعل الولايات المتحدة تحت الإدارة القادمة للرئيس المنتخب جو بايدن، ففيما لو حصلت سلسلة طويلة من الهجمات والهجمات المضادة، يخشى أن يكون رد فعل بايدن الأول على نشوب أزمة خليجية هو خفض التصعيد ثم الدخول في مفاوضات حول صفقة النووي مع طهران.
في اللقاء الثلاثي الذي انعقد الأحد الماضي لم يتعهد وزير الخارجية الأمريكي المغادر مايك بومبيو بشن هجوم على مرافق إيران لمعالجة اليورانيوم كما قال مصدر سعودي في تصريح لموقع ميدل إيست آي.
وقال المصدر الذي اشترط عدم البوح باسمه: "خلال اللقاء، كان نتنياهو يطالب بضرب إيران، إلا أن بومبيو لم يتعهد بشيء."
في الرياض، ما زال التهديد بشن هجوم أمريكي على مرافق إشباع اليورانيوم أمراً وارداً على الرغم من المؤشرات على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ أخيراً في إبداء الاستعداد للاعتراف بأنه خسر الانتخابات.
في الأسابيع الأخيرة، تدربت قاذفات بي 52 على شن غارة انطلاقاً من قاعدة في نورث داكوتا فوق الخليج، وشاركت في التدريبات طائرات أمريكية أخرى منها طائرات مقاتلة وطائرات تزويد بالوقود.
يقوم القائم بأعمال وزير الدفاع كريستوفر ميلر حالياً برحلة أخرى إلى الخليج، حيث يزور القواعد الجوية الأمريكية في كل من البحرين وقطر، في الظاهر ليحتفل مع الجنود الأمريكيين هناك بعيد الشكر.
قال المصدر السعودي إن الهجمات الأخيرة على مواقع داخل المملكة كانت بكل وضوح رسائل من إيران عبر وكلاء.
تم تنفيذ أحد الهجومين الأخيرين على مرافق النفط السعودية بصاروخ قدس 2 أطلقه الحوثيون المدعومون من قبل إيران على خزان نفط في معمل أرامكو شمال جدة، بينما تم الآخر باستخدام لغم بحري أصاب ناقلة نفط يونانية في ميناء شقيق على البحر الأحمر.
كان الهجوم الصاروخي شمال جدة أكبر عدوان يشن على مرافق تابعة لأرامكو منذ الهجمات التي شنتها طائرات مسيرة على أبقيق والخريس، والتي أدت إلى تقليص إنتاج المملكة من النفط إلى النصف لعدة أشهر في عام 2019.
نفت الرياض رسمياً أن يكون لقاء الأحد قد تم، وذلك بعد أن ظهرت تفاصيله للمرة الأولى في تقرير لصحيفة هآريتز الإسرائيلية.
وعن ذلك غرد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود قائلاً: "لم يتم مثل هذا اللقاء."
وفي بيانها عن لقاء بومبيو بولي العهد السعودي لم تأت وزارة الخارجية الأمريكية على ذكر نتنياهو.
بل جاء في البيان ما يلي: "ناقشا الحاجة إلى وحدة الخليج في مواجهة السلوك العدواني لإيران في المنطقة والحاجة إلى إنجاز حل سياسي للصراع في اليمن."
لم يعلق مكتب نتنياهو على اللقاء، لكن وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس قال: "إن تسريب خبر الرحلة السرية التي قام بها رئيس الوزراء إلى المملكة العربية السعودية خطوة غير مسؤولة."
تعتبر زيارة نتنياهو، التي رافقه فيها رئيس الموساد يوسي كوهين، أول لقاء على مستوى رفيع بين زعيم إسرائيلي وآخر سعودي، مع أن ثمة تقارير تفيد بأن الرجلين التقيا سراً في الماضي.
رسائل من طهران
تأتي الرسائل الإيرانية إلى الرياض، والتي نقلتها هجمات على مرافق نفطية، كجزء من هجوم اتصالاتي أوسع تشنه إيران.
في الأسبوع الماضي، نشر موقع ميدل إيست آي تقريراً أفاد بأن إيران أرسلت واحداً من كبار جنرالاتها إلى بغداد لإصدار أوامر إلى الفصائل العراقية المتحالفة معها بوقف جميع الهجمات إلى أن ينتقل بايدن إلى البيت الأبيض.
كان اللواء إسماعيل قاآني صريحاً في تعليماته التي وجهها لقادة الفصائل شبه العسكرية يوم الأربعاء.
في تصريح لموقع ميدل إيست آي، قال قائد كبير في إحدى الفصائل الشيعية المسلحة، والذي كان من بين من استمعوا إلى عرض لما قيل أثناء اللقاء: "أوضح قاآني أن ترامب يريد أن يجر المنطقة إلى حرب مفتوحة قبل أن يغادر، وذلك لكي ينتقم من خصومه بسبب خسارته للانتخابات، وليس من مصلحتنا تزويده بأي مبرر لشن مثل تلك الحرب."
وطبقاً لمصادر ميدل إيست آي فإن إيران تعتقد بأن أمراً بالهجوم من قبل ترامب ما زال خطره وشيكاً.
قال أحد المصادر: "يقولون للسعوديين إنكم ستدفعون ثمن أي شيء يحدث لنا. يعلم محمد بن سلمان أنه فيما لو هاجم ترامب الإيرانيين، فسوف يحصل السعوديون على حماية الولايات المتحدة من بايدن. وهو الآن متردد في قبول مثل هذا الشيء بوجود ترامب. كان ذلك واضحاً أثناء اللقاء."
ووصف المصدر، الذي لديه معرفة مباشرة بالأمور داخل الديوان الملكي السعودي، حال ولي العهد بأنه "كان قلقاً وعصبياً جداً."
وقال مصدر آخر: "يعيش محمد بن سلمان أسوأ أيامه منذ أن أصبح ولياً للعهد. أكثر ما يقلقه هو بايدن. يشعر بأن هذه الإدارة ستكون معادية له، وستكون مع العالم في عدم نسيان كل ذلك الذي اقترفته يداه من جريمة قتل جمال خاشقجي إلى سجن الناشطات الحقوقيات والإساءة إليهن. في الحقيقة لا يعرف ماذا ينبغي عليه أن يفعل."
تردد محمد بن سلمان في التطبيع
تعرض ولي العهد، الحاكم الفعلي للسعودية، لضغوط شديدة من قبل ترامب ومن قبل صهره جاريد كوشنر ومن قبل بومبيو حتى يطبع علاقات المملكة مع إسرائيل. ويبدو أن تلك الضغوط ما لبثت تمارس منذ الانتخابات الأمريكية.
في البداية حاول بومبيو لي ذراع محمد بن سلمان لكي يلتقي علانية مع نتنياهو. وفي النهاية توصلا إلى تسوية، وهي أن اللقاء في نيوم سيكون سرياً ولكن تم الاتفاق مسبقاً على أن يقوم نتنياهو بتسريب الخبر.
وفعلاً تم تسريب خبر لقاء نيوم كما اتفق عليه إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، واحتفظ مراقب المطبوعات الإسرائيلي بصمته إزاء ذلك، علماً بأنه الكيان الرسمي الذي يحظر نشر التقارير حول الاتصالات مع بلدان لا يوجد لإسرائيل معها علاقات دبلوماسية.
لا ينبع تردد ولي العهد في تطبيع العلاقات مع إسرائيل من تعاطف مع القضية الفلسطينية.
يقول المصدر عن ذلك: "إنه لا يعبأ بالفلسطينيين، بل يمقتهم. لا توجد خلية واحدة في جسده تبدي أدنى اهتمام بقضيتهم."
إلا أن محمد بن سلمان يعلم بأنه لو دفع باتجاه التطبيع الآن، فلا مفر من أن يحصل ذلك باسم والده الملك سلمان.
في إشارة إلى الخرف الذي يقال إن الملك يعاني منه، قال المصدر: "مثل هذه الخطوة ينبغي أن تحظى بموافقة والده. وفي أي مرحلة يكون الملك في حالة من الصحو والحضور الذهني، فإنه يعارض هذا الأمر بلا هوادة. في هذه الظروف لن يكون من اليسير تسويق التطبيع للشعب السعودي."
"إرضاء ترامب"
كان بومبيو صريحاً مع محمد بن سلمان، حيث قال وزير الخارجية المغادر للأمير السعودي إنه تحت إدارة بايدن المعادية، لن يبقى له داخل الولايات المتحدة سوى جهتين توفران له الحماية. أما الجهة الأولى فهي اللوبي المؤيد لإسرائيل وأما الثانية فهي الأغلبية الجمهورية داخل مجلس الشيوخ.
وقال بومبيو لولي العهد إن عليه إرضاء ترامب إذا أراد الاستمرار في الاستفادة من الحماية من الإدارة الجديدة.
قيل إن محمد بن سلمان كان قلقاً ومهموماً تجاه بايدن
يقال إن بايدن وعد بأن يحاسب المملكة العربية السعودية على انتهاكات حقوق الإنسان وتعهد بالحد من مبيعات السلاح لها ومعاملتها كدولة "منبوذة". ولقد قال إنه يعتقد بأن محمد بن سلمان هو الذي أمر بقتل جمال خاشقجي في عام 2018.
كما وعد بإجراء تحول قدره 180 درجة في السياسة تجاه إيران، وأن ينأى بنفسه عن سياسة الضغط لأقصى حد من خلال فرض العقوبات، والعودة إلى طاولة المفاوضات.
كثير من الأعداء الذين أوجدهم ولي العهد لنفسه منذ أن صعد إلى السلطة سيرون في إدارة بايدن حليفاً لهم.
وسيكون من ضمن هؤلاء كبار الأمراء الذين ألقى محمد بن سلمان القبض عليهم واعتقلهم – ابن عمه الذي يكبره سناً، ولي العهد السابق محمد بن نايف، وعمه الأمير أحمد بن عبد العزيز، الذي عارض محمد بن سلمان على الملأ.
الابن الذي يحتاج لأبيه
ونظراً لإدراك ولي العهد لنقاط ضعفه فقد راح يعتمد على والده كرمز أكثر من أي وقت مضى.
خلال لقاء مجموعة العشرين عبر الإنترنيت في الرياض، تصدر الملك سلمان المشهد بينما غاب محمد بن سلمان عن الصورة الرسمية، على غير ما كان معهوداً في اللقاءات الماضية لمجموعة العشرين عندما كان يمثل المملكة.
كما تم استخدام الملك سلمان من أجل تحسين العلاقات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقد فعل ذلك من خلال الاتصال هاتفياً بأردوغان، حيث اقترح عليه أن يلتقي وزراء خارجية البلدين لحل قضية المقاطعة غير الرسمية التي تفرضها المملكة على البضائع التركية.
وكانت العلاقات السعودية مع تركيا قد توترت على مدى عامين منذ أن رفض أردوغان التوقف عن الدعوة إلى تحقيق دولي في جريمة قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
والسبب الرئيسي في رفع الرياض لغصن الزيتون الآن هو أنه عندما ينفتح بايدن على إيران، فسوف تحتاج المملكة العربية السعودية وتركيا لبعضهما البعض.
ثم هناك الحرب في اليمن، والتي تعتبر من الأمور الرئيسية التي تشغل بال ولي العهد.
قال أحد المصادر: "ينزف الاقتصاد بمعدل أكبر بكثير مما يعلن عنه رسمياً وذلك لدفع تكاليف العملية العسكرية السعودية في اليمن. لقد حصل حليفه الرئيسي محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، على ما يريد (أي السيطرة على الجنوب) وترك محمد بن سلمان وحده في الحرب مع الحوثيين."
يعاني محمد بن سلمان، الذي يحتل أيضاً منصب وزير الدفاع، من نقص في الجنود على الأرض فما كان منه إلا أن توجه إلى رئيس مصر عبد الفتاح السيسي، ولكن السيسي غير مستعد للالتزام.
تشعر مصر بأنها تدفع ثمن الاعتراف الدبلوماسي الإماراتي بإسرائيل. فحسبما ترى القاهرة، لقد نجم عن ذلك الاعتراف إقامة أنماط من الصفقات التجارية بحيث تحولت إسرائيل إلى منفذ للخليج على البحر المتوسط الأمر الذي يعني تجاوز مصر والاستغناء عن قناة السويس.
تشتمل هذه الصفقات على خط أنابيب للنفط، وسكة حديد للقطارات السريعة وخطط جديدة لغوغل لتمديد كابل ألياف بصرية (فايبر أوبتيك) للربط بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، سيربط ما بين أوروبا والهند.
يقول المصدر: "بدأ المصريون يشعرون بعواقب ذلك عليهم"
وقال المصدر عن ولي العهد: "إنه قلق جداً بشأن المستقبل. حصل اللقاء لأنه على استعداد لدفع الثمن والمتمثل في إرضاء إسرائيل وإبقاء ترامب والجمهوريين في المجال. على الرغم من أنه كان يأمل بأن يصبح في هذا الوقت ملكاً، إلا أنه بات يدرك الآن أنه بحاجة إلى أبيه أكثر من أي وقت مضى."
ذا هيل: على بايدن إعادة النظر جذريا بالعلاقة مع السعودية
FT: السعودية تسعى لإنهاء أزمة قطر كهدية لبايدن
لوموند: ابن سلمان يتقرب من إسرائيل لكسب ود بايدن