أعلن نادي آرسنال الإنجليزي في السادس من الشهر الجاري، ضم لاعب الوسط الغاني توماس بارتي قادما من أتلتيكو مدريد الإسباني، في أبرز صفقات النادي اللندني لهذا الموسم.
صفقة بارتي التي قدرت بنحو 45 مليون يورو، سبقها جدل واسع حول صعوبة إتمام انتقال النجم البالغ من العمر 25 عاما، لا سيما مع تمسك إدارة النادي المدريدي به.
اللافت في الصفقة بروز اسم عربي فيها، وهو مغرد سعودي اسمه "عبدالله"، يقال إنه مقيم في لندن، ومن المقربين من النادي، وذلك عبر حساب أنشأه تحت اسم "جرس آرسنال".
في نيسان/ أبريل الماضي نشر الحساب تغريدة قال فيها إن توماس بارتي في طريقة إلى آرسنال، ولاحقا بدأ بنشر سلسلة تغريدات تؤكد هذه الصفقة رغم عدم وجود أي مصدر إنجليزي يتحدث بهذه الثقة.
"جرس آرسنال" الذي لم يكن يتابعه سوى بضعة آلاف لغاية مطلع تشرين أول/ أكتوبر الماضي، بدأ بتأكيد الصفقة بالتزامن مع استبعاد حدوثها من قبل صحفيين موثوقين بالشأن الرياضي، مثل دافيد أورنيستون من "ذا أتلاتيك"، والصحفي الإيطالي فابريزيو رومانو.
في الرابع من أيلول/ سبتمبر، غرّد "جرس آرسنال": "كنا هنا في أبريل عندما وصف البعض أول مقال لنا عن اتخاذ بارتي قراره بالانضمام لارسنال "بالأوهام" لقد كنا هنا في يونيو و يوليو و أغسطس عندما تحدثنا عن مفاوضات أرسنال وأتلتيكو ورفض أول عروضنا الشفوية وتكذيب البعض لنا. وسنكون هنا يوم إعلان صفقة توماس بارتي. نقطة".
وقبل إعلان الصفقة بأيام عاد "جرس آرسنال" وغرّد: "نحن لا نعطي أملاً زائفًا ولا نطلب من أي أحد أن يشعر بطريقة ما حيال شيء ما؛ لكن من الأفضل أن تؤجل الأحكام إلى وقت نهاية السوق. خلاصة الكلام: نحن واثقون من صفقة توماس بارتي إن شاء الله".
المصداقية العالية التي تمتع بها الحساب من خلال تغطية صفقة "بارتي"، دفعت أورنيستن ورومانو لتقديم الاعتذار له، ليس ذلك فحسب، إذ وصل عدد متابعيه خلال أيام إلى 106 آلاف جلهم من البريطانيين المتيمين بالنادي اللندني، واللافت أن جميع تغريداته تُنشر باللغة العربية.
استغلال الموقف
المغرد السعودي المقيم في لندن، وفور بدء التهافت البريطاني والأوروبي على حسابه، وتزامنا مع توجه خليجي عربي نحو التطبيع مع الاحتلال، قام بتغيير مقر إقامته عبر "تويتر" إلى "القدس/ فلسطين".
لم يكتف "جرس آرسنال" بهذه الخطوة، إذ غرّد عدة مرات بعبارة "القدس عاصمة فلسطين الأبدية".
وجاء توظيف الحساب للقضية الفلسطينية بنتائج فورية، إذ رصدت "عربي21" مئات التغريدات لمشجعين من إنجلترا وإسبانيا وغيرها، يرددون عبارة "القدس عاصمة فلسطين"، وآخرين يعربون عن حبهم للعرب والمسلمين.
وقال ناشطون إن ما قام به المغرد السعودي يعطي رسالة عن موقف الشعوب الخليجية عامة من التطبيع مع الاحتلال.
رسائل مشابهة
في السنوات الماضية، شهدت ملاعب أوروبا رسائل تضامنية مع قضايا تخص العرب والمسلمين، برز منها رفع هداف اشبيلية السابق، المالي عمر كانوتيه قميصه والذي خط تحته عبارة "فلسطين" بعدة لغات، وذلك في العام 2009، بعد قصف إسرائيلي على القطاع.
الحرب في سوريا، والمجازر التي ارتكبها نظام بشار الأسد دفعت نجوما عالميين للتعبير عن مواقفهم الرافضة لذلك، وفي مقدمتهم كريستيانو رونالدو، وسيرجيو راموس، وريكاردو كاكا.
أسطورة مانشستر يونايتد السابق، الهداف الفرنسي إريك كانتونا، هاجم حكومات الغرب لدورها السلبي في الشرق الأوسط.
وقال في العام 2015 لصحيفة "لوباريزيان"، إن "ساركوزي استضاف معمر القذافي، وبعد عامين شن الحرب على بلده، لماذا فعل ذلك؟ لماذا قام بشن حرب على ليبيا باسمنا نحن الفرنسيين؟ أنا مستعد لجعل بيتي مأوى لضحايا ما سُميّ بالربيع العربي".
فيما برز أسطورة الحراسة الإيطالية، جانلويجي بوفون عدة مرات مرتديا الكوفية الفلسطينية، مع تردد شائع غير مؤكدة في 2016 أنه هتف بعبارة "فلسطين حرة" خلال مواجهة منتخب بلاده ضد نظيره الإسرائيلي.
فيما قال مواطنه ماريو بالوتيلي في حرب غزة 2014: "أربعة أطفال يلعبون على الشاطئ، من المفترض ألا يشكل ذلك أي تهديد.. أوقفوا الحرب على غزة".
#kanoute - Save Palestine pic.twitter.com/ip3uptXF
— Kuper Wall (@KuperWall) November 20, 2012
وتاليا جانب من تغريدات البريطانيين وغيرهم ممن تأثر بمحتوى حساب "جرس آرسنال":
مدرب آرسنال يكشف عن أسباب استبعاد مسعود أوزيل
أرسنال يصدم نجمه مسعود أوزيل بهذا القرار
أوزيل يتكفل براتب "رجل التميمة" بعد فصله من أرسنال