تستمر في إقليم قره باغ اشتباكات عنيفة، في تعثر مستمر لدعوات وقف إطلاق النار، وسط تكثيف من الجيش الأذري لاستخدام طائرات بدون طيار "انتحارية" ضد القوات الأرمنية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، الخميس، سقوط صاروخ على أراضيها أطلق من مدينة غوريس الأرمينية، ولوّحت بـ"الرد بالمثل".
وذكرت الوزارة في بيان، أن صاروخا أرمينيا سقط بمنطقة جبرائيل-فضولي بعد إطلاقه من الجانب الأرميني.
ولم يفصح البيان عما إذا كان الصاروخ قد أوقع خسائر في الأرواح أو الممتلكات.
ودعت الوزارة أرمينيا إلى "التوقف الفوري عن إطلاق النار على الأراضي الأذربيجانية"؛ محذرة من أنها "سترد بالمثل".
وتظهر مقاطع فيديو تنشرها حسابات أذرية رسمية وشبه رسمية تمكن قوات البلاد من إيقاع خسائر فادحة في صفوف القوات الأرمنية، باستخدام الـ"درونز الانتحارية"، فضلا عن عمليات القصف الجوي والمدفعي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمنية، شوشان ستيبانيان، في صفحتها على "فيسبوك"، إن الوضع "لا يزال متوترا على كل خطوط التماس بين قره باغ وأذربيجان"، مضيفة أن الوضع التكتيكي والعملياتي لم يتغير.
وأكدت أن بعض المناطق لا تزال تشهد قصفا بالمدفعية والأسلحة الخفيفة، مشيرة إلى أن "وحدات الدفاع التابعة لقره باغ أحبطت محاولة تقدم القوات الأذرية وتغيير مواقعها".
وفي إطار حديث الجانبين عن سقوط ضحايا مدنيين، وتبادل الاتهامات، ارتفع عدد القتلى المدنيين، الخميس، جراء هجمات الجيش الأرميني على مناطق سكنية في أذربيجان إلى 19 مدنيا.
وأفادت النيابة العامة في أذربيجان في بيان، أن الجيش الأرميني يواصل هجماته على المناطق السكنية منذ 5 أيام، مشيرا إلى ارتفاع عدد المدنيين الذين قتلوا في الهجمات إلى 19.
وأضافت أن الهجمات أسفرت أيضا عن ارتفاع أعداد المصابين إلى 55، إضافة إلى تدمير 169 منزلا و40 مبنا حكومي.
اقرأ أيضا: خبير أذري لـ"عربي21": روسيا تريد ليّ ذراع أرمينيا.. وهذه خيارات باكو (شاهد)
ومساء الأربعاء، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى وقف فوري لإطلاق النار بإقليم "قره باغ" الانفصالي.
وخلال اتصال هاتفي جمعهما، دعا بوتين وماكرون طرفي الصراع إلى وقف إطلاق النار بشكل كامل، وخفض التوتر، و"التزام أقصى درجات ضبط النفس"، وشددا على ضرورة حل أزمة قره باغ عبر الطرق الدبلوماسية، بحسب بيان صادر عن الكرملين الروسي.
وأوضح البيان أن بوتين وماكرون تناولا خلال الاتصال الوضع الراهن بقره باغ، وأعربا عن قلقهما البالغ من استمرار القتال بين أذربيجان وأرمينيا.
وقال البيان إن الزعمين بحثا الخطوات المستقبلية التي قد تتخذها مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا؛ للمساعدة في خفض التصعيد في الإقليم.
وتأسست مجموعة مينسك عام 1992؛ للوساطة بين البلدين، لكن المجموعة، التي تترأسها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، لم تتمكن من تحقيق نتائج ملموسة لحل النزاع.
واعتمد مجلس الأمن الدولي 4 قرارات عام 1993، وهي القرارات (822 و853 و874 و884)، ودعت جميعها أرمينيا إلى سحب قواتها فورا من قرة باغ وبعض الأراضي المتاخمة له.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأذرية، مساء الأربعاء، إن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اقترح في مكالمة هاتفية مع نظيره الأذري جيهون بيراموف، توسط موسكو لخفض التصعيد في ناغورنو قره باغ.
وجاء في بيان الوزارة الأذرية: "أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن قلقه إزاء التوترات في المنطقة وشدد على أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار".
وأضاف أن لافروف "عرض وساطة روسيا في الجهود المبذولة لنزع فتيل التوترات، سواء على المستوى الفردي أو بالاشتراك مع الرؤساء المشاركين الآخرين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
مقاتلين سوريين
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن الكرملين قوله اليوم الخميس، إن مجلس الأمن الروسي يعتبر أي نشر لمقاتلين من سوريا وليبيا في منطقة الصراع بين أرمينيا وأذربيجان تطورا خطيرا للغاية.
وأبلغ مصدران من المعارضة السورية المسلحة لوكافلة رويترز أن تركيا ترسل مقاتلين سوريين لدعم أذربيجان. ونفت تركيا وأذربيجان ذلك.
بيان مشترك لترامب وبوتين وماكرون حول "قره باغ"
بوتين وماكرون يدعوان لهدنة بـ"قره باغ".. وعرض لوساطة روسية
الأمم المتحدة: القرارات حول انسحاب أرمينيا من قره باغ قائمة