نشرت صحيفة "صندي تايمز" مقالا كتبه كل من كاثي سكوت كلارك وأدريان ليفي، مؤلفي كتاب "المنفى: هجرة أسامة بن لادن"، عن عائلة أسامة بن لادن، يناقشان فيه أن إيران في "تحالف مع الشيطان"، وتقوم بإعادة بناء العلاقة مع تنظيم القاعدة.
ويقول الباحثان في مقالهما، الذي ترجمته "عربي21"، إن إيران واجهت أسوأ الاضطرابات المدنية منذ سنين، وهي التي اندلعت بشكل رئيس احتجاجا على النفقات العسكرية والمغامرات الإقليمية، في وقت يتم فيه قطع الدعم عن المواد الأساسية، ويعاني الاقتصاد من وضع صعب.
ويتساءل الكاتبان عن الكيفية التي سيرد فيها الإيرانيون على المبادرة الصادمة التي يقوم بها النظام، وهي إعادة الحلف السري مع تنظيم القاعدة، الحركة الإرهابية السنية، وإرساله إلى سوريا.
ويزعم الباحثان أن "الأموال الإيرانية أدت دورا في إحياء التنظيم، فعندما سقط برجا مركز التجارة العالمي كان عدد مقاتليه لا يتجاوز الـ400 (حسب أرقام أف بي آي)، وتمزق التنظيم بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان، وتفوق عليه لاحقا تنظيم الدولة، إلا أن تنظيم القاعدة اليوم أعاد تجميع نفسه ويمكنه استدعاء الآلاف من المقاتلين".
ويشير الكاتبان إلى أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، هو الذي منح أولا ملجأ لعائلة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في إيران، بعد فرارها من أفغانستان عام 2001، وبنى سليماني لاحقا مجمعا سكنيا في قلب مركز تدريبي في طهران، حيث قام التنظيم من خلاله بتجميع نفسه من جديد، واستطاع بناء شبكة تمويل بمساعدة من إيران، وقام بتنسيق عدد من الجرائم الإرهابية، ودعم سفك دم الشيعة في العراق على يد التنظيم السني، الذي ولد لاحقا، وهو تنظيم الدولة.
ويلفت الباحثان إلى أن تحالف إيران وتنظيم القاعدة منتعش، ويركز على سوريا، التي عاد فيها تنظيم القاعدة للبروز من جديد، مشيرين إلى أن إيران تدعم نظام بشار الأسد بحوالي 4.5 مليار دولار سنويا، فيما ساعد سليماني تنظيم القاعدة في التحرك لمساعدته ليناور بين الفصائل، ومن أجل تأليبها على بعضها؛ لتخرج إيران منتصرة من هذه اللعبة، حيث وجد تنظيم القاعدة في التدخل في سوريا وتخفيف خطابها والحد من وحشيتها نموذجه في قوات القدس وحزب الله اللبناني.
ويفيد الكاتبان بأن أدلة جديدة، تضم مذكرات غير منشورة، ومقابلات مع قادة بارزين في تنظيم القاعدة وأفراد من عائلة ابن لادن، تشير إلى أن سليماني كان الشخص الذي رتب العلاقة مع التنظيم وهندسها، حيث قام سليماني بنقل خمسة من قيادات القاعدة البارزين، كانوا في طهران، إلى سوريا، بمهمة الاتصال مع قادة تنظيم الدولة، ومحاولة إحداث شق في داخله.
وينوه الباحثان إلى أن المخابرات الأمريكية وصفت واحدا منهم، وهو محمد المصري، بأنه "من أهم المخططين العملياتيين، وصاحب خبرة، وليس في قبضة الأمريكيين أو الحلفاء"، وهو صهر حمزة بن لادن، نجل زعيم تنظيم القاعدة الراحل.
ويبين الكاتبان أن القائد العسكري لتنظيم القاعدة سيف العدل، قام بتنسيق العمل من طهران، لافتين إلى أن العدل، وهو عقيد سابق في الجيش المصري، تصادم مع أيمن الظواهري، وهو الزعيم الذي خلف ابن لادن.
وبحسب الصحيفة، فإنه يعتقد أن الظواهري يختبئ في كراتشي في باكستان، وتبنى حمزة على أنه وجه للتنظيم، وكان يدعم فكرة الوحدة بين تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، أما العدل فإنه طلب من مقاتلي التنظيم التوقف والانتظار حتى ينفجر تنظيم الدولة بنفسه.
ويختم الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى قول أبي محمد المقدسي، وهو أحد منظري الجهادية السلفية في الأردن: "دعنا نقول إن هناك خلافا بسيطا.. ولم يتم حله بعد".
واشنطن بوست: من يهاجم الروس بالقواعد العسكرية السورية؟
التايمز: مئات المتطوعين الأفغان ماتوا من أجل الأسد
الغارديان: هذه أبرز التوقعات للأحداث بالشرق الأوسط لـ2018