نشرت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" السويسرية تقريرا، سلطت فيه الضوء على حجم الفساد الذي تعيش في ظله إيران، الذي تجلى إبان الزلزال الأخير. في الواقع، تسبب الزلزال في تشريد عشرات الآلاف من الإيرانيين، الذين كانوا يقطنون في مساكن تم تشييدها بطريقة مخالفة لقواعد البناء المتعارف عليها.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الهلال الأحمر الإيراني أعلن أن نحو 12 ألف منزل دمرت كليا جراء الزلزال. من جانبها، صرحت مديرة عمليات الإغاثة، منصورة باغيري، أن هناك حوالي 500 قرية في محافظة كرمانشاه تأثرت بشكل كبير بسبب الزلزال. ويقدر عدد الذين يحتاجون لمساعدات بنحو 70 ألف إيراني، مع العلم أن هذا العدد مرشح للارتفاع.
وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، قامت بتشييد قرابة مليوني وحدة سكنية وفقا للمواصفات ذاتها، يقع أغلبها في مدينة "سربل ذهاب" في محافظة كرمانشاه. في حقيقة الأمر، قام أحمدي نجاد بتشييد تلك المباني بتكلفة زهيدة؛ بهدف كسب المزيد من الفقراء في صفه. لكن شركات البناء أقدمت على مخالفة معايير البناء السليمة؛ من أجل الاستيلاء على الأموال التي رصدتها الدولة لتلك البنايات. وفي ذلك الوقت، حذر الكثير من النقاد من أن تلك المباني غير صالحة للسكن.
وذكرت الصحيفة أن عددا كبيرا من المباني السكنية في مدينة "سربل ذهاب" والمدينة الحدودية "قصر شيرين" الإيرانيتين تأثرتا بشكل كبير نتيجة الزلزال. وانتقد موقع "إيران واير" الناطق بالإنجليزية من خلال رسمة كاريكاتورية هذه الكارثة المروعة، واصفا المنازل التي يقطنها الفقراء بالمنازل الورقية، ما جعلها تنهار مباشرة.
وأبرزت الصحيفة أن الرئيس الإيراني الحالي، حسن روحاني، أعلن خلال زيارته لمدينة سربل ذهاب عن فتح تحقيق؛ للبحث في أسباب انهيار تلك المباني، وتقديم المسؤولين عن تلك الكارثة للعدالة. في الواقع، ينتشر الفساد في كل أنحاء إيران، بما في ذلك حكومة روحاني نفسه، المتهمة بالاضطلاع بدور في الاقتصاد الأسود.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس روحاني طالب بالإسراع في إعادة إعمار المحافظة أثناء زيارته لها يوم الثلاثاء. وأكد روحاني أن الحكومة ستبذل قصارى جهدها من أجل تعويض الأهالي عن المأساة التي عاشوها، فضلا عن تقديم مساعدات عاجلة وتعويضات مادية مناسبة للمتضررين.
وأفادت الصحيفة بأن طهران رفضت جل المساعدات الدولية، بعد أن عرضت العديد من الدول، وعلى رأسها تركيا، تقديم مساعدات للمناطق المنكوبة نتيجة الزلزال. وتجدر الإشارة إلى أن زلزالا بقوة 7.3 ريختر ضرب المنطقة الحدودية بين العراق وإيران مساء يوم الأحد الماضي.
من جهته، غرد وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف على موقع تويتر، قائلا إن "إيران تعرب عن امتنانها إزاء هذه المساعدات، ولكننا نستطيع التعامل مع الأزمة بمواردنا الخاصة".
وتابعت الصحيفة بأن إيران قامت من جانبها بإرسال العديد من فرق الهلال الأحمر إلى المناطق المنكوبة، فضلا عن عدد كبير من قوات الحرس الثوري الإيراني والمليشيات العسكرية. وفي الأثناء، لقي حوالي 530 شخصا حتفهم في إيران جراء الزلزال. وفي العراق، أودى الزلزال بحياة 10 أشخاص آخرين، بينما جرح الآلاف من الجانبين. ويوم الثلاثاء، قامت فرق الإنقاذ بإرسال العديد من الجرحى إلى العاصمة طهران نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمستشفيات في المحافظة. من جهة أخرى، قام الأهالي من كافة أنحاء البلاد بتنظيم حملات إغاثة؛ لتوفير الغذاء والماء للناجين.
أكدت الصحيفة أن سكان القرى النائية اشتكوا من عدم وصول أي مساعدات لهم. ومنذ مساء الثلاثاء، يعيش الآلاف من دون مأوى في درجات حرارة قريبة من درجة التجمد. في الأثناء، ينتمي أغلب سكان محافظة كرمانشاه إلى الأكراد الإيرانيين؛ ولذلك يشعرون بالاضطهاد من قبل الحكومة الشيعية في طهران؛ بسبب الاختلافات العرقية والثقافية، خاصة أن معظمهم من الطائفة السنية، فضلا عن الاختلافات الاجتماعية؛ بسبب ابتعادهم عن العاصمة. من جانبه، أعلن مرصد الزلازل أن البلاد تعرضت لنحو 200 هزة تابعة منذ يوم الأحد وحتى الآن.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن غالبية الأكراد اختاروا روحاني في الانتخابات الماضية؛ بسبب وعوده بمنحهم المزيد من الحقوق. وبعد الزلزال، يجب على روحاني أن يحقق جزءا من وعوده، من خلال مد يد العون لهم في هذه الأزمة.
الصحيفة: نويه تسوريشر تسايتونغ
الكاتب: إنغا روغ
الرابط:
https://www.nzz.ch/international/das-erdbeben-wirft-ein-licht-auf-die-korruption-in-iran-ld.1328651
الاتحاد الأوروبي يحذر من تداعيات التوتر بين الرياض
واشنطن بوست: كيف يتأثر اليمن بالصراع السعودي على السلطة؟
التايمز: لغز استقالة الحريري ومكان وجوده