في مقال له في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، جدد السفير
الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة،
التحريض على
قطر، مكررا الاتهامات بدعم جماعات إرهابية، لكنه قال إن التدخل الأمريكي بهدف إيجاد حل دبلوماسي لأزمة الخليج أمر مرحب به.
واتهم العتيبة، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، قطر بالتناقض على مستوى السياسة التي تنتهجها. وقال: "عمدت قطر إلى استثمار مليارات الدولارات في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، لتقوم فيما بعد بتوظيف الأرباح المتأتية من هذه الاستثمارات لدعم حماس والجماعات المتصلة بتنظيم القاعدة". في المقابل، تتمركز على الأراضي القطرية المنصة الأولى لمكافحة
الإرهاب، حيث تعتمد واشنطن قاعدتها العسكرية في قطر لإدارة الحرب ضد التطرف في المنطقة، وفق قوله.
كما تطرق للحديث عن قناة الجزيرة، معتبرا أن قطر لديها "شبكة إعلامية تعمل على التحريض على التطرف والإرهاب".
واعتبر العتيبة أن الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية التي اتخذتها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ضد قطر "لم تكن متسرعة". وقال: "تبنت الإمارات ونظيراتها من الدول هذه الإجراءات نتيجة التراكمات التي خلفتها السياسات القطرية المحيرة على امتداد العديد من السنوات". ووصل إلى حد القول إن السياسة القطرية تشكل "تهديدا مباشرا لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات المتحدة العربية وقطر نفسها".
وقال العتيبة إن قطر "لا يمكنها دعم الإرهاب ومكافحته في آن واحد. وبالتالي، ينبغي أن تتخذ الدوحة موقفا حاسما في هذا الشأن، فإما أن تكون مع التطرف والعنف أو ضده"، متهما قطر بأنها استضافت في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، خالد الشيخ محمد، أحد المتهمين الرئيسيين في التخطيط لهجمات 11 من أيلول/ سبتمبر، على حد قوله.
وكما تحدث عن أن قطر "أقدمت على احتضان قادة الجماعات الإسلامية الإرهابية، على غرار خالد مشعل ويوسف القرضاوي". وقال: "شددت الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى على مسألة دعم يوسف القرضاوي وعدة منظمات وشخصيات أخرى، التي لديها علاقات مباشرة أو غير مباشرة بقطر، للإرهابيين"، كما قال.
واستشهد العتيبة بما ذكر في تقرير نشرته صحيفة وول استريت جورنال سنة 2015، تحدث عن "الدعم المالي واللوجستي" الذي قدمته قطر إلى مجموعات إسلامية في سوريا وليبيا. بل وصل العتيبة إلى ربط هجوم مدينة مانشستر البريطانية الشهر الماضي بمجموعات ربما تكون قد دعمتها قطر.
كما كرر العتيبة ما أورده تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية؛ بأن قطر قامت خلال الشهرين الماضيين بتقديم فدية بقيمة مليار دولار لمجموعات إرهابية مختلفة في سوريا والعراق. كما قال أن قطر منحت "شيكا على بياض" لجماعة الإخوان المسلمين، "التي تعدّ منصة داعمة للإرهاب والتطرف في المنطقة"، على حد وصفه.
وقال: "في الوقت الذي عمدت فيه مختلف الدول الخليجية وغيرها من الدول على تكريس كل جهودها، وصب جل تركيزها واهتمامها على مواجهة التطرف بجميع أشكاله، عمدت المنصة الإعلامية القطرية، الجزيرة، إلى التحريض على العنف والتعصب في العالم العربي. من جانب آخر، وظف القرضاوي برنامجه التلفزيوني للترويج بطرق ملتوية للفتاوى التي تشجع على القيام بتفجيرات انتحارية وقتل الجنود الأمريكيين في العراق"، كما قال.
وفي هذا الصدد، استشهد العتيبة بتصريحات روبرت غيتس، وزير الدفاع الأمريكي السابق، الذي قال في وقت سابق إن الجزيرة "تعدّ منبرا للإرهاب يستقي من خلاله الإرهابيون المعلومات". وقال غيتس إن الجزيرة شكلت مصدر قلق للحكومات المتعاقبة في واشنطن.
وقال العتيبة إن إدارة باراك أوباما اتهمت قطر سنة 2016 بأنها "تفتقر إلى الإرادة السياسية اللازمة والإمكانيات الفعالة لمكافحة الإرهاب".
وتحدث العتيبة عن أن وجود القوات الأمريكية في "قاعدة العديد"، التي تطرقت إدارة أوباما إلى إمكانية سحبها من قطر في وقت سابق، "أمر ضروري لحماية مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الشرق الأوسط. وفي الوقت الذي لا تزال فيه التدابير الحالية ضد قطر قائمة، تسعى الإمارات المتحدة وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة للعمل بشكل وثيق مع الجيش الأمريكي؛ للحفاظ على حسن سير عمل قاعدة العديد".
وعاد السفير الإماراتي ليقول إنه "ينبغي على قطر أن تعترف بأنها أصبحت مركزا ماليا وإعلاميا وإيديولوجيا للتطرف. ومن هذا المنطلق، لا بد أن تتخذ الدوحة قرارات حاسمة لمواجهة هذه المعضلة، والقضاء عليها؛ من خلال إيقاف التمويل الموجه لجهات مشبوهة، والعدول عن التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها. كما يتوجب على قطر أن تقضي على سياسة التحريض الإعلامي للتطرف"، بحسب تعبيره.
وأضاف: "لا مجال للمراوغة والتملص والتأخر في مواجهة التهديد الذي يشكله الإرهاب على مختلف الدول، خاصة في ظل الاعتداءات الإرهابية والمؤامرات التي تحاك ضد أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. لا يمكن لقطر أن تملك حصصا في مبنى إمباير ستيت، في حين أنها تستخدم الأرباح لتمويل فروع تنظيم القاعدة. كما لا يمكن السماح للدوحة بوضع علاماتها التجارية على قمصان لاعبي كرة القدم، في حين أن شبكاتها الإعلامية تعمل على تلميع صورة التطرف"، كما قال.