تقدم أحد المحامين ببلاغ عاجل لنيابة أمن الدولة العليا، يوم الاثنين، يطالب فيه بحبس الطالبة "أميرة عراقي"، الحاصلة على المركز الأول على مستوى الجمهورية في
الثانوية العامة.
وقال المحامي "سمير صبري" في بلاغه إن الطالبة "الخائنة"، ابنة "الإرهابي
الإخواني"، التي تعلمت على أرض
مصر، وحصلت على المركز الأول في الثانوية العامة، ظهرت على إحدى القنوات الإخوانية في مداخلة مع المذيع "الخائن للوطن والهارب" إلى تركيا، "محمد ناصر"، لتعلن أنها ترفض مقابلة "عبد الفتاح السيسي" لها لتكريمها؛ لأنه قاتل وخائن".
وأضاف المحامي، المثير للجدل، والمتخصص في تقديم البلاغات في معارضي الانقلاب في مصر، أن الطالبة بثت سمومها، وارتكبت العديد من الجرائم الجنائية التي تستوجب محاكمتها جنائيا؛ تهمة التطاول على رئيس الجمهورية، والتحريض على الدولة، والانتماء لتنظيم إرهابي.
وكانت "أميرة عراقي" أعلنت رفضها الاستجابة لأي دعوة لتكريمها من قبل قائد الانقلاب، مضيفة أن والدها يقبع في سجون الانقلاب ظلما مع آلاف المعتقلين، ولن تسامح من حرمها من والدها.
وحصلت "أميرة" على المركز الأول مكرر بشعبة العلمي علوم في الثانوية العامة، وهي ابنة الدكتور "إبراهيم عراقي"، أستاذ أمراض الكلى بجامعة المنصورة، المعتقل منذ ما يزيد عن عامين، والذي حكم عليه بالمؤبد؛ بتهمة التحريض على قتل البلطجي "السيد العيسوي"، والانتماء لجماعة إرهابية.
وأكدت أنها ترفض لقاء هذا الشخص، في إشارة للسيسي، لأنه قاتل وخائن لوطنه، ومسؤول عن سجن آلاف الأبرياء، مشددة على أن القصاص من قائد الانقلاب قادم لا محالة.
"إرهابية ابنة صهيوني"
وتعرضت "أميرة عراقي" لهجوم شرس من مؤيدي الانقلاب؛ بسبب تصريحاتها ضد "السيسي"، فقالت الممثلة "نشوى مصطفى"، التي سبق أن عاتبت وزير التعليم على عدم تكريم الطالبة، إنها تعتذر عن دفاعها عن تلك "الإخوانية ابنه الصهيوني الإخواني"، على حد قولها".
وأضافت "مصطفى"، عبر "فيس بوك": "بنت القتلة بتشتم رئيس الدولة، اللي كان بمنتهى البساطة، ممكن لو فيه اضطهاد مكنتش نجحت أساسا، الله ينتقم من كل إخواني كاره لوطنه، كل إخواني كان سبب في قتل شهيد من الشرطة والجيش والشعب".
وتابعت: "يا ابنة القتلة، قاتلك الله، وحسبنا الله ونعم الوكيل فيكي وفي كل حقير أو حقيرة بتكره مصر وبتكره البطل اللي نجانا منكم، افضحوا مشروع إرهابية جديدة".
وقال الإعلامي "أحمد موسى" إن الدولة المصرية والحكومة مشكورة؛ لأنها سمحت لابنة الإرهابي بالتعليم والتفوق، رغم أن والدها مجرم ومحكوم عليه بالمؤبد، ولم تأخذ "عاطل في باطل".
في المقابل، طالب الإعلامي "وائل الإبراشي" بفتح حوار هادئ مع "أميرة" وغيرها من أبناء الإخوان، الذين يهاجمون الدولة ويتطاولون على "السيسي"، مضيفا أن أبناء الإخوان تربوا على تكفير من يخالف الجماعة، على مفاهيم سفك الدماء وكراهية المجتمع، ويجب الحوار معهم بالعقل، وليس بالسباب والتخوين".
"لم نتعمد تجاهلها"
وبعد تعرض وزارة التعليم لانتقادات عديدة؛ بسبب عدم اتصال الوزير "الهلالي الشربيني" بالطالبة "أميرة عراقي" وتهنئتها على تفوقها على غرار باقي زملائها، نفى "بشير حسن"، المتحدث باسم وزارة التعليم، تعمد الوزير تجاهلها وعدم تهنئتها.
وأضاف "حسن"، في مداخلة مع قناة "دريم"، مساء الاثنين، إن الوزير لم يسعفه الوقت للاتصال بكل أوائل الثانوية العامة؛ بسبب كثرة عددهم، حيث بلغوا 93 طالبا وطالبة، موضحا أن الوزير اتصل فقط بثمانية طلاب.
وأكد أن الوزارة لا تعرف انتماءات أولياء أمور الطلاب، ولا يوجد تعسف ضد الطالبة أو غيرها بسبب معتقدات أو جرائم آبائهم، فلا ذنب لهم.
وهنأ المتحدث باسم وزارة التعليم "أميرة عراقي"، مشيرا إلى أنها ستكون ضمن الطلاب المتفوقين الذين سيتم تكريمهم خلال أيام، في حفل تنظمه الوزارة، ويحضره عدد من قيادات الدولة.
متفوقون رغم المصاعب
ولم تكن "أميرة عراقي" وحدها الطالبة المتفوقة من أبناء المعتقلين والشهداء في مصر، حيث شهدت نتيجة الثانوية العامة هذا العام العشرات من المتفوقين، منهم الذين نجحوا في تحدي الظروف الصعبة وحققوا نتائج مبهرة.
كما تمكن العشرات من الطلاب المعتقلين من تحقيق نتائج جيدة، على الرغم من قضائهم العام الدراسي بأكمله وهم يقبعون في السجون.
ومن بين هؤلاء الطالب "عبد الرحمن سعيد لطفي"، الذي حصل على 99.6%، على الرغم من وجود والده في المعتقل منذ أكثر من عام، وتعرضه هو نفسه للاعتقال لمدة شهر ونصف.
وعلى سبيل المثال، حصلت الطالبة "رحاب عادل إسماعيل" على مجموع 99.3%، رغم اعتقال والدها، وحصلت "رفيدة صبري الدليل" على 99.4%، وكذلك "أسماء" ابنة "وليد شلبي"، المستشار الإعلامي لمرشد الإخوان، والمحكوم عليه بالإعدام في قضية غرفة عمليات رابعة، حيث حصلت على مجموع 98.5%.